أخبار ثقافية

بيـــت المدى يحتفي بضمير الشعب الرسام بسام فرج

ها قد جاءت جمعة جديدة ومعها احتفاء اخر بقامة شامخة كانت تمثل ضمير الشعب والوطن من خلال رسوماتها الكاريكتيرية لاكثر من نصف قرن في الفن.

هو الرسام بسام فرج ذلك الانسان الذي قضى حياته محتجآ على الظلم والطغيان منذ عام 1956 يوم شارك اول مرة في اضراب , وعلى نحو عفوي. وفي عام 1964 زار مجلة القنديل التي اعجب برسوماتها وعرض عليها مارسمه وحين قبلوها كان اسعد يوم في حياته لانه جاء الى الصحافة مشحوناً بطاقة خفية حتى صار يرسم لا ليضحك الناس بل يلذكرهم بما يحيق بهم من اخطار.

بسام فرج يمثل واحدآ من اعمدة فن الكاريكتير في العراق. وتتميز شخصياته بالرجل الذي يولد الفكرة ذلك الرجل الاسبق من واقعه لانه ذلك الكيان الذي شيد عليه الواقع وبنى تصوراتنا عما حدث.. رجل مايطرق ابوابنا ليقول لنا ان الحالة الفلانيه مدانة ولا نجد ملامح معينة في وجوهه كما الاخرون، لانه يذهب للفكرة او القضية التي يود طرحها فيوطنها رجلآ ليجسدها تعبيرآ بخطوط وكتل. لذا تجد الابيض والاسود هما سيدا رسومات بسام الذي يعتقد ان الحقيقة ليست لها الوان !

بيت المدى في شارع المتنبي احتفى بهذا الرسام المبدع واقام له احتفالية كبيرة كما عهده في تكريم رموز الثقافة والفن في العراق قدم للاحتفالية رسام الكاريكتير عادل صبري فقال:-

ان رسام الكاريكتير بسام فرج يمثل مدرسة كبيرة في فن الكاريكتير وقد تأثرت بها اللاجيال اللاحقة من مؤيد نعمة وعبد الرحيم ياسر وخضيرالحميري لاسيما في قضيته الاساسية وهي ان يكون رسم الكاريكتير ضمير الشعب والمعبر عن تطلعاته وهمومه.

** اما الفنان عبد الرحيم ياسر فنان الكاريكتير المعروف فقال:ـ

هذا اليوم يعد مميزاً لرسامي الكاريكتير لان مؤسسة المدى اتاحت لنا الاحتفال بصديقنا ومعلمنا الكبير بسام فرج .. ونحن سعداء لهذا الاهتمام الذي توليه المدى لرموز الثقافة والفن من الاحياء والموتى من مبدعي العراق.

** الرسام علي المندلاوي قال :ـ

علاقتي ببسام فرج لم تكن كما علاقة عبد الرحيم رسام او خضير الحميري لانهم اكبر مني لكني استطيع ان اقول اني من جيل اكثر حداثة ... ولم اواكب مسيرة بسام فرج لكني التقيته ذات مرة في لندن عندما حضر في زيارة الى جريدة الشرق اوسط . وهو انسان رائع وشفاف ورسام كاريكتير مهم وكبير... لانه ربط بين التقليدية والاكاديمية والحداثة التي كان رأس الحربة فيها الفنان غازي عبد الله.

اما رسام الكاريكتير خضير الحميري فقال :ـ

شكراً على هذا الاهتمام من المدى بالمثقفين والفنانين لاسيما وانهم على قيد الحياة .. جيل بسام جاء بعد جيل غازي عبد الله وقد اسس بسام في مجلة الف باء مسيرة جميلة لفن الكاريكتير المتأثر بالجيل السابق لاسيما عبد الله .. وغادر العراق في عام 1977 الى هنغاريا وجاء بعده رائد نوري الذي غادر هو الاخر الى الغربة عام 1980. واهم مايميز بسام هو رسم الموضوع الشامل من خلال عدة رسوم وهو منهج استعارته مجلة الف باء من مجلة صباح الخيرالمصرية التي همشت الصورة الفوتغرافية واستعاضت عنها برسوم الكاريكتير . وهذه الطريقة اعتمدت فيها المجلة على ثلاثة فنانين كبار هم بسام لرسم الكاريكتير والفنان فيصل لعيبي والفنان صلاح جياد يرسمان البوركيت والتخطيط التي تنشر عادة في التحقيقات كما يرسمان الكاريكتير ايضا .

 

بغداد/ المدى

 

في المثقف اليوم