أخبار ثقافية

الفيكتورية الجديدة في الرواية الانكليزية في عصر ما بعد الحداثة

جرت مناقشة أطروحة الماجستير في الأدب الإنكليزي المعنونة " الفيكتورية الجديدة في الرواية الانكليزية في عصر ما بعد الحداثة: دراسة لثلاث روايات منتخبة: الحيازة: قصة حب (1990) لأنطونيا سوزان بايت، جاك ماكز (1997) لبيتر كاري، والسيد بيب (2006) للويد جونز" للباحث أحمد باسم سعدون في كلية التربية \جامعة القادسية في 13\3\2018. تبدأ الأطروحة بتعريف مصطلح الفيكتورية الجديدة واختلافه عن المصطلحات الأخرى المتصلة بالموضوع كمصطلح استرجاع الفكتورية أو الفكتوريانا أو ما بعد الفكتورية أو الرواية التاريخية أو الميتا رواية التاريخية. وتجمع التعريفات التي أوردها الباحث على أن هذه الروايات الحديثة تتناول العصر الفكتوري أو رواياته أو تعيد كتابة ذلك العصر من وجهة نظر نقدية حديثة. وتوضح الأطروحة أن روايات هذا النوع الأدبي قد تتناول الفترة التي تسبق كتابة الروايات الأصلية وقد تتزامن معها وقد تكون امتدادا لها راسمة خطين متفاعلين: الأول حداثي والثاني فيكتوري. وقد تعتمد هذه الروايات على شخصيات حقيقية من العصر الفكتوري أو تبتكر أسلوبا خياليا يتصل بذلك العصر.

وقد ابتدأ كاتب هذه السطور مناقشة الباحث وركز على الجانب الأسلوبي في كتابة الأطروحة بالإضافة إلى سياقات اللغة والمنهج. وقد انتقد كاتب هذه السطور الباحث في أنه يأخذ ما يكتبه النقاد كما هي ولا يشغل خياله في التعليق على أحداث ورموز الروايات التي يتناولها. والواقع أن موضوع الأطروحة موضوع متشعب يحتاج إلى أطروحة دكتوراه للإحاطة به وكان بإمكان الباحث أن يكتفي بروايتين فقط تتناول رواية واحدة للكاتب الانكليزي في العصر الفكتوري جارلز دكنز وهي رواية الآمال العظيمة. فيما ركزت الأستاذة آمال جاسم عضوة لجنة المناقشة على جوانب أسلوبية أخرى لم يتناولها كاتب هذه السطور وجوانب منهجية تتعلق بمسألة المصطلحات الكثيرة التي أوردها الباحث وتعريفاتها. وانتقدت الاستاذة آمال الأطروحة لكثرة التكرار فيها.

فيما ركز البروفيسور قاسم سلمان رئيس لجنة المناقشة على مضامين كثيرة تناولها الباحث في أطروحته منها أنه لم يتفق مع الباحث في مسألة وقوفه مع مؤلفي الروايات الحديثة في نقد رواية الآمال العظيمة لديكنز بأنها همشت شخصية ماكويج ولم تنصفه كضحية للنظام الاستعماري الانكليزي في ذلك الوقت. وقال أن روايات الكاتب الانكليزي ديكنز تحفل بمناصرة المظلومين والمضطهدين والمهمشين. كذلك عد البروفيسور قاسم الرواية الأخيرة التي تناولها الباحث بالدراسة مستر بيب رواية تعدد ثقافات وليس رواية ما بعد الاستعمار ويبرر ذلك بأنه لا توجد علاقة بين مستعمِرٍ ومستعمَر في الرواية وكان بإمكان الباحث أن يدافع عن أطروحته بالقول بأن هذه العلاقة متوفرة على الأقل بتدريس مستر واتس لرواية الآمال العظيمة لوحدها لتلاميذ الجزيرة دون أي مادة دراسية آخرى وهذا يعني إحلال ثقافة بلد معين في بلد آخر مختلف عنه تماما. كما أكد البروفيسور قاسم ما قاله المناقشان اللضان سبقاه بخصوص المسائل الأسلوبية والمنهجية في الأطروحة ولكنه أضاف أن ذلك لا يقلل من أهمية البحث أو الجهود المبذولة من قبل الباحث فأثنى على جهوده وجهود مشرفته في البحث الأستاذة سحر عبد الأمير. وبعد انتهاء المناقشة منحت اللجنة الباحث تقدير جيد جدا لأطروحته هذه.

 

د. فيصل عبد الوهاب حيدر

 

في المثقف اليوم