ثقافة صحية

تساقط الشعر وتجدده لمرضى السرطان

ayat habaتساقط الشعر هو من أكثر العوارض الجانبية التي تخشاها المرأة من العلاج الكيميائي لأنه يتسبب بتغيير واضح في شكلها وأنوثتها التي يعتبر الشعر أساساً فيها. إن تساقط الشعر يتسبب بألم نفسي كبير وصدمة لكل سيدة تواجه موضوع العلاج الكيميائي. لذلك قد تحتاج المريضة للتفكير بالموضوع ومناقشته تكراراً مع طبيبها ومع عائلتها، ويستحسن كذلك القراءة عنه وقراءة خبرات مرضى غيرها مروا بكذا مرحلة وعاد شعرهن فيما بعد. هذه الطاقيات تمنع العلاج الكيميائي من الوصول إلى طبقة جلدة الرأس فلا تتأثر بصلة الشعر ولا يتساقط. لكن يكون هناك احتمال بسيط بأن عدم وصول العلاج الكيميائي قد يسمح بعودة الخلايا السرطانية تحت جلدة الرأس وحتى في الدماغ. الطبيب يقرر إذا ما كانت الاستفادة أكبر من الخطورة النادرة، خاصة إذا كانت المريضة ترفض العلاج الكيميائي بسبب مسألة الشعر. يجب على المريضة مناقشة هذا الموضوع مع طبيبها لكي تقرر أنه لا مانع لاستعمال الطاقية الواقية الباردة. عند استعمال هذه الطاقيات الباردة المثلجة لمنع تساقط الشعر يجب الانتباه إلى أن تكون الطاقية المثلجة محكمة فوق كل طاسة الرأس لئلا تحصل الحماية فقط في بعض المناطق فيحدث التساقط في أماكن أخرى وتكون جلدة الرأس مبرقعة. الطاقيات الحديثة يتم وضعها نصف ساعة قبل العلاج لكي يتم تبريد جلدة الرأس لحرارة ثابتة خلال فترة إعطاء العلاج بالوريد الكاملة وكذلك بعده للحصول على أفضل محافظة على الشعر .ولتعلموا ان من المضاعفات الجانبية للعلاج الكيميائي ابضا التعب والإرهاق قد يصاب المريض خلال العلاج الكيميائي بالتعب والإرهاق وانخفاض قدرتها على القيام بنشاطاتها العادية وذلك لعدة أسباب منها: مضاعفات جانبية مباشرة. هبوط مستوى الدم الاحمر أو فقر الدم. الإرهاق الجسدي وعدم الراحة. الأكل القليل. الإرهاق النفسي وعدم الراحة. وجود حالة اكتئاب عند المريضة. المرض بحد ذاته قد يكون سببا للتعب مثلاً إذا كانت المريضة في المرحلة الرابعة ويتقدم مرضها بسرعة.

 

ماذا تفعل (المريضة المصابة بالسرطان اثناء تعاطيها العلاج الكيميائي) عند ارتفاع حرارتها؟

إذا كان لدى المريضة حرارة 38 وما فوق يجب استشارة الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة ليعطيها العلاج الضروري . وإذا حصلت عند المريضة حرارة مرتفعة (38.5 وما فوق)، وخاصة إذا كانت تسبقها وترافقها رعشة بدنية، فهذا يعنى احتمال وجود التهاب قوي أو ميكروبي بالدم. يجب الذهاب إلى طوارئ المستشفى حيث الطبيب يجري فحوصات زرع الدم ويعطي المضادات الحيوية. قد يلزم أن تبقى المريضة في المستشفى لتأخذ العلاج بواسطة الوريد للقضاء على الميكروبات، خاصة إذا كان عدد الكريات البيضاء هابطاً، وقد تحتاج إلى إبر جي-أس-أف لتقوية مناعتها.

واليكم بعض النصائح لتجنب التعب والمحافظة على النشاط العام

- على المريض أن تتغذى بشكل جيد بتناول جميع أنواع المأكولات المغذية عدة مرات في اليوم. و يستطيع المريض مزاولة أعمالها العادية ولكن يجب عليها أخذ أوقات كافية للراحة وتجنب الإرهاق.

- أخذ القيلولة خلال النهار لأن هذا قد يساعد على تجنب الاحساس بالتعب.

- تجنب السهر.

- يستحسن الإبقاء على العلاقات الاجتماعية ولقاء بالصديقات والاقارب بشكل عادي وعدم العزلة، لأن الصحة والراحة النفسية تبقى ضرورية وعنصر أساسي للراحة الجسدية.

- بالإضافة إلى هذا، قد يكون سبب التعب هو نقص في عدد الكريات الحمراء. في هذه الحالات فإن الطبيب المسؤول عن المريضة يمكنه ان يستعمل دواء منشطاً للكريات الحمراء اسمه اريثروبويتين (ايبريكس) . هذا الدواء يتم استعماله بشكل أبر تحتوي على 10.000 وحدة لكل منها وتعطى تحت الجلد ثلاث مرات في الأسبوع. هناك مستحضر اخر يحتوي على 40.000 وحدة يعطى مرة بالأسبوع فقط. في بعض الحالات يمكن فحص مستوى اريثروبويتين بالدم فإذا كان قليلاً يمكن استعمال 2000 وحدة فقط 3 مرات بالأسبوع. أما إذا كان عالياً فيجب استعمال 10000 وحدة 3 مرات بالأسبوع. هذا ويتم تخفيف الدواء أو ايقافه عندما يرتفع مستوى هيموغلوبين الدم. هذا الدواء ينشط الدورة الدموية وينشط الجسد ويستعمل عند الحاجة فقط.

بعض الأدوية الكيميائية، خاصة نوع الدوكسوروبيسين (الادرياميسين) ومشتقاته، قد تؤثر على سماكة عضلة القلب وعملها فتضعفها وتتسبب بضعف تقلصها وقوتها على دفع الدم في الشرايين.. أما إذا كانت السيدة عندها مشكلة في القلب فنحن لا نستعمل الأدوية التي قد تساهم في زيادة المضاعفات عليه.

قد نطلب من السيدة المصابة بالضغط العالي مراقبة فحص القلب بالصورة الصوتية المتكررة، واحتساب نسبة عمل القلب بواسطة الايكوغرافي بعد كل جرعتين أو ثلاثة لتجنب الوصول إلى مرحلة الاشتراكات. أما في حالات احتمالات زائدة للإصابة (أمراض ضغط وقلب، علاج شعاعي لمنطقة القلب) فقد يستعمل الطبيب أدوية غير الدوكسوروبيسين.

هناك بعض الأدوية الأخرى مثل الدواء المهدف تراستوزوماب قد تزيد أيضاً من احتمال الإصابة بضعف القلب، لذلك على الطبيب أن يتقيد بشروط الجرعات المسموحة ويراقب عمل القلب بواسطة الايكوغرافي الخاصة به. إن هذه الاشتراكات قد تحصل بعد أشهر أو حتى سنوات من انتهاء العلاج لذلك يجب الانتباه لها ومراجعة الطبيب بشكل دوري. أما العوارض التي قد تسببها فهي التعب أو صعوبة بالتنفس أو تورم بالأرجل وهي من عوارض ضعف عضلة القلب التي يتم علاجها بالتعاون مع طبيب القلب.

وبعض الأدوية التي نستعملها لسرطان الثدي قد تتسبب بتغييرات بالأعصاب وبالتنميل بأطراف الأصابع والارجل ومنها أدوية التاكسان. نحن عادة نراقب التغييرات ونعدّل بالأدوية حسب اللزوم، وقد نستعمل أدوية فيتامين “ب” أو أدوية أعصاب . هذا وتجدر الإشارة هنا إلى دراسة جديدة أثبتت فعالية دواء الأعصاب ديولوكساتين لتخفيف وعلاج أطراف الأعصاب التي يسببها باكليتاكسيل أو أوكزاليبلاتين. أن الكثير أو البعض من هذه التغييرات تعود إلى طبيعتها بعد انتهاء العلاج .

 

د. ايات حبه

 

في المثقف اليوم