صحيفة المثقف

رد على تعليقات الأخ الدكتور عبد الرضا علي في موقع المثقف / عدنان الظاهر

 التي وقع اختيارك عليها لحسن حظي يسيرة بسيطة متواضعة فالبحث طويل متشعب كثير الزوايا والأركان والحُجُرات كما قد لاحظتَ . رُبَّ سائل غيري يسألك : أفلم تجد أموراً أخرى كثيرة جيّدة أو مبتكرة في هذا البحث الطويل [طويلٌ له دونَ البحورِ فضائلُ ...] تستحق شيئاً من إهتمامك قارئاً وناقداً لتعرضها أمام القرّاء والتأريخ وضميرك سويّةً مع خلتَ وظننتَ من نقاط وضعتها موضع السلب؟ حكّمْ أخي ضميرك فهو المحامي والوكيل . ألان أنتقل للرد على تعليقاتك :

1ـ أصبتَ فيما يخصًّ مطلع قصيدة المتنبي (أجاب دمعي وما الداعي ...) فأنت بيننا المصيب وأنا صاحب الخطأ . لا أدري كيف وقع هذا التحريف في البيت فكتبتُ " جرى " بدل الفعل " أجابَ "؟ أعتذر فاقبل أعذاري وأنت كريم كما كتب عنك أخي الحبيب الدكتور زهدي خورشيد الداوودي .

2ـ حول عجز هذا البيت (دعا فلبّاهُ قبل الركب والإبلِ) / لا أرى فرقاً عظيماً بين فهمي لهذا العجز وتفسيرك له لماذا؟ الركبُ هم الرجال أو غير الرجال الراكبون وتحتمل معنى المتأهبين للرحيل أو المزمعين على الرحيل . يقولون تحرك الركبُ السامي والقصدُ واضح .

  البيت الذي يلي هذا البيت :

ظللِتُ بين أصيحابي أكفكفهُ

وظلَّ يسفحُ بين العُذرِ والعَذَلِ

ليس فيه ما يناقضُ تفسيري له . فأصيحابي هنا هم الركبُ المرافق للمتنبي . ثمَّ إنَّ [ ُصيحابي] ليس فيها ما يدلُ أنَّ هذا الصحب قد بكى كما بكى المتنبي . أنت تعرف معنى هذه [البين] أي وسط أو بحضور أصحابي ولا أكثر من ذلك . أرني دليلاً واحداً أنَّ صحاب  المتنبي بكوا معه أو بكوا لبكائه .

4ـ ذكرتُ حرف العين على وجه الخصوص لأنه حرفُ أساس في كلمة [دمعي] ... أما حرفا اللام والباء فلا علاقة لهما بالبكاء . وقد أشار إلى هذا أحد القرّاء النابهين الكرام الذين علّقوا على مداخلتك في المثقف .

5ـ البيت (وعذلتُ أهل العشق) ... كان ذاك تفسيري الخاص لهذا البيت ولكم ما تشاءون من تفسيرات . لم أقترح جملة { فعجبتُ كيف لا يموتُ من يعشقُ } بديلاً لعجز البيت موضوع الخلاف بيننا أبداً أبداَ أبداً وكيف أتهور وأقوم بمثل هذه المغامرة؟ قلت إنَّ تفسيري هو هذا الذي ذكرتُ قبل قليل ولم أقترحه بديلاً عن الأصل المعروف . أنا أعرف أوزان الشعر وأتحسس النشاز فيها والخطأ العروضي فكيف أقبل (السذاجة والفجاجة) حسب قولك وأنا عنهما بعيد من ناحية التذوّق السمعي في الأقل؟ إنتبهَ سيّدٌ معلّقٌ آخر فردّك بالضبط كما أردتُ أنا فجهده مشكور وسعيه على الرأس والعين .

6ـ عودة حميدة لهذا البيت ثانيةً / ما كان قصدي إعمام تفسيري غير الموزون نموذجاً لقصيدة النثر . لا أدري كيف فاتك هذا الأمر .أرجو إعادة قراءتك لما كتبتُ وما كتبتُ شديد الوضوح . قدّمت عام 2001 محاضرة في ستوكهولم بعنوان [ المتنبي مؤسس المدرسة السوريالية في الشعر العربي] وفيها عرضتُ على الحضور الكثير من الأدلة على ذلك وبيّنتُ تلاعب المتنبي بأساليب اللغة العربية وخروجه على بعض المألوف منها فاعتبرته تأسيساً على ذلك كله أول سوريالي في ميدان الشعر العربي وأول من وضع أسس قصيدة النثر السوريالية. أين قلتُ إنَّ المتنبي يكتب قصيدة النثر؟ هل أدعو وأرجو لك ولي الرحمة جرّاء  أخطائنا وزلاتنا؟ أرني هذا الزعم؟  أيُعقلُ أنْ يقولَ مثلي مثل هذا اللغو والإسفاف وديوان الرجل لا يفارقني في حِلّي وترحالي؟ أم تحسبني أعمى ودونك طه حسين فهو أفضل من الكثير من المبصرين !

مع شكري على ما اجتهدتَ فأصبتَ قليلاً وأخطأتَ كثيراً فسامحني وإني رجلٌ حَمولٌ صبور !

 

.........................

تعقيب على دراسة (لغة الشعر وآليات الإبداع) / د. عبد الرضا علي

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1513 السبت 11/09/2010)

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم