صحيفة المثقف

تحوّلات عائشة * / يحيى السماوي

يسـيـلُ فـوق حائـط ِ الـنـور ِ

دمُ الغـارس ِمن ضلـوعـه ِ بسـتانْ

 

تسـكـنه ُ

عائـشـة ُ الأزمانْ :

 

قصيدة ً ضوئيّة ً...

ينهضُ من سطورها  " الحلّاجُ "

مصلوبا ً على الطّـرسِ ..

ومن وحشـتِه ِ:

تنهضُ من سُـباتها شقائقُ النعمانْ ..

 

ونهرُ عنفوانْ :

 

مُبَـشِّـرا ً طفولة َ النهار ِ بالـسـنـبـل ِ

والمسـاءَ بالنعـاس ِ

والقتيل َ بالحياة ْ

 

يُحَـرِّضُ النورَ على العـتمة ِ

والماءَ على الجفاف ِ

والحفاة ْ

 

على

لصوص ِ المطر ِ الأرضيِّ

والطغاةْ  !

 

مُضرّجا ً بعشقِه ِ  ..

يصرخُ في بريّة ِ الوحشة ِ :

" لارا " هَـرِمَ الدّهـرُ

ولا زال فتىً سادنُ نهر النورْ

 

يحرسُ تحت جفنِه ِ

بقيّـة ً

من شـجـر " الخابورْ "

 

ونخلـة ً جريحة ً

وطيـن َ " نيسابورْ "

 

ليعقدَ الألـفـة َ

بين الماء ِ والنيران ْ

 

في الوطن ِ الممـتـدّ

من نوافذ القـلـب ِ

إلى سـتـائـر الأجفانْ

 

لـيـدخـلَ الإنسـانْ

 

باسم ِ غـد ٍ لا يألفُ القـهـرَ

ولا يحكمُـه المـنـبـوذ ُ ..

والأحمـق  ..ُ

والجبانْ ..

 

( وسارق الرغيفِ والدواء ِ

والأوطانْ )  (1)

         ***

 

........................

* :  " تحولات عائشة " : آخر  إصدار للشاعر البياتي . وكنت قد نشرت هذه القصيدة في ملحق الأربعاء / صحيفة المدينة بتاريخ 2  ربيع الأول 1420للهجرة  وحين قرأها الفقيد البياتي قبل رحيله بأيام قليلة هاتفني قائلا : إنها أول قصيدة رثاء يقرأها المُـرثى  قبل  رحيله !

(1)   مابين القوسين من قصيدة التنين للبياتي التي هجا فيها صدام  حسين .

** من مجموعة " الأفق نافذتي " الصادرة عام 2003

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1515 الاثنين 13/09/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم