صحيفة المثقف

لماذا تراجع دور مصر الثقافي في العالم العربي؟!

وطليعياً في النهضة الثقافية والعلمية العربية . وهنالك مؤشرات ودلالات على هذا التراجع والنكوص منها: قضايا النشر والقيود الصارمة المفروضة على الابداع الحر الملتزم والكلمة الشريفة والنظيفة ، وملاحقة الكتاب والمفكرين المرتبطين بقيم الاستنارة والحداثة والحرية والدمقراطية ومصادرة كتبهم ومؤلفاتهم . وكذلك محاصرة الوعي والثقافة الوطنية والنقدية الدمقراطية ،وسيادة القيم الأستهلاكية الرخيصة والمبتذلة وهيمنة الفكر الأصولي السلفي. ناهيك عن الأزمة الثقافية الراهنة التي تتمثل وتتجلى في غياب فلسفة معاصرة ومنهج نقدي، ووجود ثقافات مختلفة ومتصارعة ولا حوار أو سجال فكري جدلي بينها، بحيث نجد ثقافة أصولية وسلفية منغلقة ومتحجرة، وثقافة شعبية تميل للخرافة، وثقافة نخبوية منعزلة عن الناس والجماهير المسحوقة.

  

والواقع أن هذا التراجع والاندحار نابع بالاساس من سياسة النظام المصري الحاكم المعادية لمصالح الجماهير وللحريات العامة   والمتواطئة مع النظام العالمي الجديد الذي تقوده الولايات المتحدة ، علاوة على التخلي عن مبادىء وأفكار وقيم ثورة يوليو بقيادة الزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر. وأيضاً نابع من الأوضاع والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تنعكس بطبيعة الحال على العملية الانتاجية والابداعية الثقافية ، ومن هجرة العقول والأدمغة المصرية وغياب ورحيل الكثير من المبدعين والمثقفين المصريين المخلصين ، الذين يجيدون انكار الذات من أجل بناء صروح الثقافة، وكرسوا جهودهم للدفاع عن القضايا العربية المصيرية والمعاصرة.

  

أن استعادة واحياء الدور الريادي والطليعي لمصر وتحقيق الازدهار الثقافي والنهضة الأدبية والعلمية يتطلب اطلاق الحريات العامة وتوسيع رقعة الهامش الدمقراطي واتاحة قدر ممكن من حرية التعبير والفكر والابداع لصناع الثقافة، وتعزيز الفكر الدمقراطي الحر والمتنوّر، وتطوير المنظور النقدي، وتجديد الخطاب الديني، ودعم الكتاب المصري، وازالة الحواجز البيروقراطية التي تعترض تسويقه وانتشاره . بالاضافة الى خلق مناخ ثقافي قائم على التعددية في السياسة والاقتصاد والدمقراطية والمشاركة الفاعلة والحقيقية في انعاش وتذويت المشروع التجديدي النهضوي العربي والقومي .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1201 الاحد 18/10/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم