صحيفة المثقف

الإبعاد الإستراتيجية والحركات الإسلامية

adil amirقد أفضت حسابات الغرب الدقيقة التى تتحكم فيها المصالح العامة والابعاد الاستراتيجية الى ان الحركات الدينية المعتدلة والقريبة من وجدان الشعوب هى أملها ومنشودها فى الفترة القادمة لتخطب ودها وتصب فى كيانها كل ما دق شأنه وعظم ضرره من مخططات الاختراق التى تعرقل عملية الانعتاق وتؤخر مسارات الإصلاح المجتمعي للتخلص من اليات المشروع الافسادى، وقد لجأ الغرب الى هذا الخيار تحت ضغط الحراك الثورى للشعوب الذى احدث العطب فى آليات الفرض القهرى لمؤسسات التسيير والتحكم السيادي والتى كان نظامها يتمثل فى ترشيح الدُمَى المصنوعة بالمادة التلمودية والتدليس فى الانتخابات وشراء الاصوات، فاذا اخفقت الخطة فى تحقيق المنشود يُلتَجَأ الى الانقلاب العسكرى لاعادة خلط الاوراق واعادة الكَرّة، هذه الخيارات فقدت جدواها حين قلب الشعب كل موازين اللعبة واربك ساحة المعركة التى كانوا يحاربون عليها من جانب واحد وكأنهم فى ارض غاب عنها اهلها عقودا من الزمن يدمرون كل شئ أتوا عليه باسلحتهم السلمية الصامتة والناعمة وذات الدمار الشامل فى كل مقومات الشعوب المجتمعية. والأن اصبح امامهم خيار واحد لا ثانى له؛ الا وهو الاختراق وحبك مخططاته الدقيقة، فعملية اختراق الحركات القريبة من عواطف الشعوب وفرض الخيارات عليها هى من اهم الاعمال التى تعطيها الالة الاستخباراتية الان اولوية مطلقة فى تحركها وتمرير خطط اعادة تكوين المادة الاستعمارية بألوان تبدو حضارية، والمحافظة على المواقع المفصلية فى المجتمع وتسييرها ولكن على مسافة ابعد عن العيون العليلة مما كانت عليه من قبل، ولذلك كان واجبا على هذه الحركات حسن ادارة لعبة اقتسام الكعكة بينها وبين جنود الاختراقمؤقتا بدراية فائقة وفطنة متناهية، فالغرب يعلم علم اليقين ان جنوده لن يستطيعوا اعادة السيطرة على المقاعد السيادية، ولكنهم يستطيعون ارباك ساحة الاصلاح وإطالة مدة الفوضى، الامر الذى يتيح له- اى الغرب- اعادة خلط الاوراق واملاء شروطه على تيارات الاصلاح المجتمعى وحركات الانعتاق، فحذارى من السم الفعال فى دسم الحكم الشهى، وحذارى من الواقع المفروض المُتَحَكَمْ فى الياته عن بعد، فساحة الحراك مازالت مفعمة بالمتعاونين والجواسيس والموظفين المخترقين الذين يتحركون بطريقة تلقائية بدافع ما شُحنت به عقولهم واذهانهم من توجهات تخدم المصالح العاجلة والاجلة للمستعمرين وتكرس مخططاتهم، فمسألة استسلام الغرب للأمر الواقع تعنى الانهزام التاريخى وسقوط البناء الشامخ الذى بنوه عبر قرون وبذلوا فيه جهودا جبارة جندوا كل العالم بطاقاته لاعانتهم على السيطرة على الوطن العربى ارض الميعاد وارض اسرائيل الكبرى الركيزة الاساسية فى مخططات الغرب اليهو- مسيحى. هذه مسألة مهمة جدا يجب ان تحسب لها حركات الانعتاق الف حساب وتُخطط تخطيطا دقيقا لحسن ادارتها، فالقضية التى بيننا وبينهم هى ليست توسيع دائرة الحريات وتحسين ظروف العيش واصلاحات عامة تُبْقى على سيطرتهم على البلاد عبر واقع مفروض بطريقة تختلف فيها الوان الاستعمار الغير مرئية لقصيرى النظر، وانما قضيتنا الاساسية معهم هى الاستقلال الحقيقى والسيادة الكاملة فى اخذ القرار وتنظيف البلاد من أدران مخططات التدمير المجتمعى لتسهيل عملية بناء المجتمع الحضارى الانسانى الانقاذى للبشر مع الابقاء على شراكة حقيقية هى شراكة الند للند معهم ليحقق كل طرف فيها مآربه الاقتصادية وننهى بها نحن حقبة الاستعمار والاستغلال والاستعباد، وهى شراكة مفروضة فى بداية نهضتنا. إن الذى يعين على الوصول الى الغايات المنشودة وإبطال مفعول محاولة الالتفاف على الثورة هو تفعيل وتسهيل عملية بروز الكم الهائل من الخبرات والطاقات التى غمرتها وحدّت من فاعليتها انظمة الاستبداد وهى شبه معطلة ومهمشة، واغلب افرادها خارج اطر الاحزاب والهيئات والتنظيمات التى تنشط الان فى مشروع التغيير بطرق حزبية بعيده عن المنهاج الشمولى الذى يوحد الجهود والطاقات المعول عليها فى اخذ مواقعها فى مواطن اقدام الجيش الجرار من المجندين الذين استولى بهم الغرب على مفاصل الحياة المجتمعية والذين يمثلون رصيده الأوحد وقوته المركزية فى مشروع الهيمنة الاستبدادية الافسادية على البلاد والعباد، وعملية الاحلال والابدال هذه تحتاج الى دراية وتخطيط دقيق وبنك معلوماتى للخبرات مجهز بجهاز فرز متميز لا يمر من خلاله السفهاء والفاسدون، وجهودٍ جبارة وحنكة فى حسن ادارة هذه المسألة المهمة جدا فى ارباك "مشروع اعادة الانتشار" لاستمرار عملية الهيمنة بطرق خفية اتقنتها العقلية الشيطانية الاستعمارية، الامر الذى سيسهل على حركات التحرر ابتلاع الطعم التلمودى الغربي كما ابتلعه بعضهامن قبل، هذا من اهم ما يجب ان تعيه الحركات الاسلامية المعتدلة وما يجب ان يعيه كل مسلم وكل وطنى غيور على وطنه وشعبه وخاصة اصحاب الخبرات الذينيجب عليهم ان يعوا كل الوعى ملابسات الصراع المفروض على الأمة، ويساهموا من مواطن خبراتهم فى المشروع التنموى العام، وفى ضبط خططه واستراتيجياته، وفى ترشيد الوعى الجماهيري لحشد الناس فى صعيد تنظيمي تلقائي يكتنفه التضامن المتواصل والغير منقطع والمتنامى والمتعاظم ليوصل الجماهير الى الاستفادة من القوة الكامنة فى توحدها وتضامنها بوعى عقلانى يبتعد بها عن الانفعال العاطفى المؤقت والذي تحدثه الفواجع وينطفى اثر سكون العواصف، او تؤججه مؤسسات الانترنت التى تديرها بالكامل جحافل اليهود الذين صنعوا من خلالها علامات التوجيه الاجبارى للثائرين المخترقين فى اتجاه مراميهم المدمرة لمقومات الشعوب عكس مرامى الثوار الساعيين لإتمام عملية الانعتاق والإصلاح، وقد استعانت الألة الاستخبارية بسلاح المعلومة لحجب كيفية استعمال الجماهير لاسلحتها السلمية وتوجيهها الى الاسلحة التقليدية التى تفتقدها والتى هى مسيطرة على منابعها ومصادرها ولا تطرحها فى شعاب التدافع إلا بعد أن تضع فيها خاصية التدمير لمستعمليها حسب خطط تُهيئها وتُشرف علي تنفيذها عبر الاختراق وفرض الخيارات والتوجهات التى اوقعت فيها حركات التحرر والانعتاق. إن الإيديولوجيات التى صنعها الغرب وعزف على أوتارها لتجييش جيوش التنفيذ لمخططاته وتفتيت تكتل الشعوب وتقسيمها وإضعافها والسيطرة عليها ستكون فى المستقبل القريب خارج اللعبة على هامش الحراك المجتمعي، وسيتخلى عنها صانعوها لانتهاء صلاحيتها وسيحاولون فى يأس اعادة تصنيع جيوش جديدة من خامات بشرية اخرى عبر تقنيات متطورة جدا تماشيا مع اذهان الثائرين الذين بدءوا فى تكسير الاغلال الاستعمارية، وسوف يبقى جزء من الجنود القدامى يصارعون فى حلقات فارغة بلا سند غربي فى ارض مكشوفة وبأسلحة تجاوزها الزمن وأكلها الصدأ الى ان يلقى بهم الوعى الشعبي فى مهاوى التاريخ، اما الجزء الاخر والاكبر فستنتشله عملية الانقاذ المجتمعي التى بدأت تتحرك لتخليص الشعوب والافراد من دائرة الاختراق التى اوقعهم فيها الاعداء، وجَنّدَهم لخدمة مشروعهم الافسادى فى الارض، ونحن ننظر اليهم على انهم ضحايا الهجمة الاستعمارية الشرسة على بلداننا ونرجو لهم الخلاص الذى يجب ان نعينهم عليه بتفعيل حركة الوعى العام ودفعهم الى اعادة قراءة التاريخ الاستعمارى ليكتشف اهل اليسار انهم وقعوا فى الفخ التلمودى واصبحوا من دعاته وجنوده من حيث يشعرون أو لا يشعرون، فكارل ماركس حامل المشروع التلمودى هو من عائلة التلمود، ومعلمه هو "موريس هاس" الملقب بالاب الروحى للصهيونية وعَلَمَها وبَانيها، والثورة البلشيفية التى قام بها لينين وكان من ابرز اعلام الماسونية واصوله يهودية ومتزوج من يهودية حسب ما اثبته المؤرخون وكان مجلسه الثورى الاول متكون من 384 عضوا منهم فقط 13 روسيون و15 صينيون و356 يهود، 264 منهم قدموا من الولايات المتحدة بعد سقوط الامبريالية، وكانت اللجنة الحكومية سنة 1918 تتألف من 12 عضوا كلهم ماسونيون، ومنهم يهود من الدرجات العليا للماسونية أمثال (تروتسكي وزينوفينف ولارين واوريتسكى وفولودارسكى وروزبنفيلدت (كامينف) وسفيرولوف (يانكل) وسيتكلوف)، وستالين ومجلسه الحاكم الذي يضم 59عضوا؛ 56 منهم يهود والثلاثة المتبقين متزوجون من يهوديات بما فيهم ستالين،

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم