صحيفة المثقف
فيض الأباريق
نبضاته خبب يرابط في دمي
وخيوله ريح اشتهائي تصهل
فيض الأباريق / عبد العزيز أبوشيار
إني ذكرتك بالمرائج أسأل
والوصل منه سعادتي تتأمل
والشوق يقدح في دمي بحرائق
لا تنتهي نيرانها تتشعل
ووقفت بالطلل الذي عرف البلى
أحجاره من دهرها تتآكل
وركبت أجنحة الحنين صبابة
ذكراك هيجت الفؤاد ترتل
نبضاته خبب يرابط في دمي
وخيوله ريح اشتهائي تصهل
فأصابني سهم كيوبيد بطعنة
أحسو الحريق من الرحيق وأقتل
ما زلت للعهد القديم موافيا
هل طائر عن عشه يتحول؟؟
وأبيت في كنف الدجى متقرحا
متقلبا في مضجعي أتململ
يالوعتي والبعد أرق خافقي
يا ليت من جفن الكرى أتكحل
كم يقصر ليل المنى بنديمه
ليلي أنا فيه الدقائق أطول
وأصبر النفس العليلة بالمنى
ليلي عساه بصبحه يتبدل
وأجيب حين تهزني بسؤالها
أني بخير كاتما أتجمل
أم أنت بين مسوف ومماطل
نفسي تضيق من الذي يتماطل
أو كلما هزت رياحك مركبي
رقص الشراع لشطه يستعجل
لا تحسبوا أني سلوت لهجركم
ما زلت رغم صبابتي أتوسل
أنا ما نسيت الداليات بربعكم
في غصنها غنى الهزار الأول
كم أرتوي من شربة فتخالني
من لهفتي صدري بها يتبلل
لكمنا طبعي التجلد في الهوى
خسر الذي في سيره يستعجل
لف الحنين جوانحي في مرجكم
كفراشة ثغر الزهور تقبل
ناديتم فأجبت رغم بعادكم
انا لا أبالي لطيها أتحمل
فاضت أباريق التياعي أكؤسا
ختم الرحيق كسلسبيل يثمل
ما سرني عيش الحضيرة بعدما
أصبحت بين دروبها أتنقل
والله ما ذاق السعادة خافقي
عيش المروج به السعادة تكمل.