صحيفة المثقف

ريتشارد رورتى

ibrahim telbasilkhaولد الفيلسوف الأمريكى ريتشارد رورتى Richard Rorty 1931-2007 بمدينة نيويورك. حصل على درجتى الليسانس (1949) والماجستير (1952) من جامعة شيكاغو، ودرجة الدكتوراة من جامعة ييل (1956). عمل بالتدريس فى عدة جامعات منها: ييل، برنستون، شيكاغو، فرجينيا وهارفارد..الخ. وتأثر فى فلسفته بكثير من الفلاسفة على رأسهم جون ديوى، وهيدجر وفتجنشتين. ويصنفه الباحثون عادة على أنه من أبناء الجيل الثانى من الفلاسفة التحليليين أمثال : كواين، سيلرز، جودمان ودافيدسون .

وبدأ رورتى حياته الفكرية فيلسوفاً تحليلياً عادياً، تابعاً، على نحو ما، لورثة فريجه وكارناب وكواين . ولكنه سرعان ما اعترض على بعض تصورات الفلسفة التحليلية، وحاول أن يجدد براجماتية ديوى، والليبرالية السياسية بطرق متنوعة ومهمة .. ويعتبر بذلك فى نظر كثير من المفكرين من الشخصيات القيادية لثقافة ما بعد الحداثة، ونزعة الشك والنسبية . فقد استوعب فى فلسفته عناصر فلسفة نيتشه، وفلسفة هيدجر، والنزعة التفكيكية والبراجماتية ؛ كما أنه شبه الفلسفة بالأدب وجعلها عنصراً من عناصر المحادثة .. ووصفه دافيد هيلى بأنه " فيلسوف الفلاسفة" . وقال ديفين فيليب : " يعد رورتى من أكثر الشخصيات المعاصرة شهرة فى مجالى الفلسفة والتربية " . وقال هارولد بلوم : " يعد رورتى من أبرز فلاسفة العالم اليوم " .

ولا غرو إذن أن لقب رورتى بأنه " نبى البراجماتية الجديدة New pragmatism وشاعرها "0

وبوجه عام يمكننا القول إن رورتى يعد من الفلاسفة الأمريكيين الأكثر شهرة، بعد وفاة الفيلسوف الأمريكى جون ديوى، على مستوى العالم، نظراً للترجمات الواسعة التى حظيت بها مؤلفاته . وهو أيضاً نموذج للمثقف العام من خلال حواراته ومداخلاته فى المحيط العام، وكتاباته الصحفية التى توجهت إلى الجماهير بمعناها الواسع . ولعل من أهم مؤلفاته التى ترجمت إلى أغلب لغات العالم ما يلى :

1- " التحول اللغوى " (1967) .

2- " الفلسفة ومرآة الطبيعة " (1979) .

3- " تبعات البراجماتية " (1982) .

4- " المصادفة، والسخرية والتضامن " (1989) .

5- " مقالات فلسفية " وهو عبارة عن ثلاثة أجزاء :

- " الموضوعية، والنسبية والحقيقة " (1991) .

- " مقالات عن هيدجر وآخرين " (1991) .

- " الحقيقة والتقدم " (1998) .

6- " إنجاز عصرنا : الفكر اليسارى فى أمريكا القرن العشرين "(1998).

7- " الفلسفة والأمل الاجتماعى " (2000) .

8- " الفلسفة كعلم سياسى ثقافى " (2007) .

واحتلت مشكلة " نهاية الفلسفة " مكانة مهمة فى اهتمام رورتى، كما زاد الالتفات إليها فى عصرنا، فأثارت جدلاً واسعاً واختلفت الأطروحات المقدمة بشأنها . فقد ساد " خطاب النهايات " و " المابعديات " فى قطاعات الثقافة الغربية المعاصرة : " نهاية الحداثة "، " نهاية اليوتوبيا "، " نهاية الأيديولوجيا "، " نهاية التاريخ "، " نهاية المثقف "، " نهاية المؤلف "، " نهاية السياسة "، " نهاية الدولة"، " نهاية عالم القطب الواحد "، " ما بعد الدولة "، " ما بعد الحداثة "، " ما بعد الحضارة "، " ما بعد التقدم "، " ما بعد البنيوية " .. الخ . ومن ثم فلعل أهم سمة لعصرنا هى " خاصية عدم التحديد "، فيصح أن نطلق عليه أنه " عصر الذرة "، " عصر الفضاء "، " عصر التفكيك "، " عصر السيموطيقا "، " عصر النهايات"، " عصر المابعديات " ... الخ .

لمزيد من المعلومات عن رورتى راجع كتاب " نهاية الفلسفة، دراسة فى فكر ريتشارد رورتى " لكاتب هذه السطور

 

أ.د. ابراهيم طلبه سلكها

رئيس قسم الفلسفة – كلية اآداب – جامعة طنطا

مصر

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم