صحيفة المثقف

الرمادي تعود الى اهلها وعشائرها

نلاحظ من عملية تحرير الرمادي وإعادة سُكّانها الى ديارهم ومناطقهم، بعد عبث الإرهابيين من جنسيات مختلفة فيها ، نبرة انكسار لدى البعض، لانعرفُ سببها، ولكن سنحاول أن نتبين أسبابها، دون الخوض بالاسماء والمناطق، أولاً قتالُ الإرهابيين في الرمادي، ودحرهم جاء على يد القوات العراقية «الجيش العراقي» ، ومتطوعي عشائر الأنبار، أو ما سُمّي بالحشد العشائري،بعد تضرر عشائر الأنبار أو معظم عشائرها من ممارسات الإرهابيين وتسلطهم على حياة السكان بقوّة السلاح والبطش والإرهاب، ثانياً، تضم ما تُسمى «الدولة اسلامية» المئات، وربّما أكثر من جنسيات أجنبية، وكما نعلم إن عشائر الأنبار وتكادُ تكون تلك بديهية يرفضون أن يتحكم بمصيرهم أجانب أو يعلّمونهم الإسلام، لأنهم مسلمون ملتزمون بل هم من يُعلّم الإرهابيين الإسلام على أصوله، ثالثاً، ونعتقدُ إن ذلك هو مربط الفرس، وسبب حزنهم وانكسارهم، إن الجيش العراقي معظمهُ من الشيعة العرب أو بتوصيف الطائفيين «جيش صفوي» ، ولكن لانعلم كيف؟ لأنهُ لا يضمُ أي أجنبي في صفوفه ، بل إن رئيس الوزراء - حيدر العبادي، أكّد ما هو معروف : «لا يوجد في العراق جندي إيراني واحد».. في حين إن للولايات المتحدة الأمريكية، مئات الجنود والخبراء، كما هو معروفٌ كذلك، اذاً، ما هو سبب حزنهم وانكسارهم على هزيمة الإرهاب في الرمادي؟ نعتقد إن السبب طائفي بحت مع الأسف، رغم إن تنظيف الرمادي من الإرهابيين، يُنقذُ حياة المئات أو الآلاف أو أغلبية السُكّان من الإرهاب والإرهابيين، وممارساتهم الوحشية .

وصل الحال ببعض داعميّ الإرهاب الى عدم تصديق هزيمة «داعش» ، لأسبابٍ طائفية، كذلك ،أي أنهم لا يرون ما يجري في الواقع، وينفونه ويصدّقون ما في مخيّلاتهم المريضة، حتى بعد رفع الإعلام العراقية فوق المجمعات الحكومية في الرمادي، واحتفالات عشائر الأنبار بهزيمة «داعش» ، وسبق أن أشرنا الى إن «داعش ظاهرة حربية وسايكولوجية مهزومة» تنمو وتكبر في البيئات الطائفية المريضة، المسوّرة بالجهل والعبودية ، وترفض الآخر المختلف، ولو كان مسلماً، ينتمي الى طوائفٍ إسلامية مختلفة، وهم في الواقع من خلال ممارساتهم، اعداء جميع الطوائف الإسلامية، ومنها الطوائف السنية التي يعتنقها أغلبيةُ المسلمون في الشرق والغرب، العرب وغير العرب، و من المؤسف جدّاً، أن نجد من يشعر بالحزن على دحر الإرهاب والإرهابيين بعد أن شهد العالم بأجمعه ممارساته الوحشية بحقّ السُكّان وضحاياه من الأبرياء، ومعظمهم من المسلمين.

يُبيّنُ لنا ذلك قوّة وتأثير الطائفية على هؤلاء، ومدى استعدادهم، تبرير جرائم الإرهاب والتعاطف معه، حتى ولو ارتكب أبشع الجرائم، كما رأينا بحق الآخرين.. مسلمين أو غير مسلمين ، وأكّدت إن الطائفية من الأمراض الخطيرة، وتؤدي الى ارتكاب مجازر بحقّ الآخرين، وحقّهم في ممارسة معتقداتهم التي يؤمنون بها، سواء كانوا من الطوائف الإسلامية أو من الأديان الأخرى.

لذلك يمكن فهم سبب حزن وانكسار البعض من هزيمة الإرهابيين في الرمادي، وعدم تصديقهم لهزيمتهم، وقد يحدث نفس الشيء عند تحرير الموصل قريباً من الإرهابيين والمجرمين من قبل الجيش العراقي وعشائر الموصل، الذي اعدم وعذّب بناتهم وابنائهم في الساحات العامّة، بسبب رفضهم ممارساته الوحشية ضدّ السكان ، وابدوا مقاومة بطولية، بعدم تنفيذ تعليماته وقوانينه المتخلفة التي يريدُ فرضها عليهم بالسجون والقتل والتعذيب بمختلف الأساليب الوحشية المرفوضة، والتي لا تجد صدى لها سوى عند الإرهابيين والطائفيين المساندين لهم ، مدينة الرمادي تحررت من الإرهاب والإرهابيين بإرادة ابنائها ،وعادت الى أهلها وعشائرها .

 

قيس العذاري

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم