صحيفة المثقف

معدلات الفقر تنذر بكارثة في العراق

الى جانب المعاناة والازمات الامنية والسياسية والاقتصادية التي يشهدها العراق يعاني هذا البلد من كارثة انسانية الا وهي الفقر.

تقارير رسمية في العراق اكدت ارتفاع معدلات الفقر الى نحو 40% وان اعداد الذين يعيشون تحت خط الفقر بلغت 8 ملايين شخص نصفهم من الانبار وصلاح الدين والانبار.. وتشير الاحصائيات الرسمية الى ان التخصيصات في العام المقبل تغطي نصف حاجة المشمولين بالرعاية الاجتماعية.

ظروف قاهرة جعلت معاناة العراقيين تتضاعف لعدم قدرتهم على سد احتياجاتهم الاساسية. في مختلف المحافظات، خصوصا في وسط وجنوب البلاد،  تعيش الاف العائلات في ظروف قاسية جدا حيث تعاني من الفقر والامراض وسوء التغذية ، فحسب اخر الاحصائيات 13% من الفقراء يتمركزون في بغداد،11 % في كركوك،50% في ثلاث محافظات هي المثنى وبابل وصلاح الدين ، و40%في وسط وجنوب العراق .

عوامل عديدة ادت الى تفشي الفقر بشكل رهيب في السنوات الاخيرة من بينها  تردي الاوضاع الامنية في البلاد حيث وصلت نسبة الفقر في المناطق التي سيطر عليها تنظيم ما يعرف بداعش الى 41%، عدم توفير فرص العمل وانخفاض مستوى دخل الفرد بسبب انتشار البطالة  نتيجة لعدم قيام الدولة بدمج الشباب في الحياة الافتصادية والاجتماعية، عامل اخر هو غياب الدعم الحكومي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة التي يمكن من خلالها النهوض باقتصاد البلد، اذ يضطر مئات الخريجين الى البحث عن مهن حرفية برواتب محدودة لمساعدة اسرهم.

هذه الظاهرة الخطيرة دفعت بالخبراء الاقتصاديين الى التحذير من كارثة حقيقية في هذا البلد سيما وان الاوضاع تتجه نحو الاسوأ. ويرى الخبراء ان من اسباب هذه الازمة هو عدم امتلاك الجهات المعنية لاستراتيجية محكمة للتخفيف من الفقر واهمالها لقطاعات مهمة كالزراعة والصناعة والثروة الحيوانية  نتيجة لاعتمادها على تصديرالنفط  فقط لسد عجزالموازنة العامة للدولة، اضافة الى  الفساد المالي والاداري في الحكومات المتعاقبة على مدى سنوات واقصاء العقول العراقية من الكفاءات والمهنيين.

ومع تفاقم ازمة النزوح نتيجة المعارك وتدهورالأوضاع الاقتصادية والامنية التي نتج عنها مشاكل تتطلب جهدا كبيرا لحلها، يبقى الفقراء في العراق ابرز ضحايا هذه الازمات.

 

د. احمد خميس الجنابي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم