صحيفة المثقف

جمعة مرسى الشهيد محمد العربي بن مهيدي

moamar habarكان درس الجمعة حول زيارة سيّدنا الإمام الشافعي إلى تلميذه سيّدنا الإمام أحمد رحمة الله عليهم ورضي الله عنهم وأرضاهم، وأسئلة ابنت الإمام أحمد عن أستاذه الشافعي بأنه أكل كثيرا ولم يقم اللّيل وصلى دون وضوء، فأجاب الإمام الشافعي: أكلت عندك كثيرا لأني أعلم أن طعامك من حلال، ولم أقم الليل لأني حين أقبلت على النوم خطرت لي 72 مسألة فبقيت الليل كلّه أبحث عن الحلول، ولم أتوضأ لأني بقيت بنفس وضوء صلاة العشاء لأني لم أنم. وتحدّث عن قصّة سيّدنا إبراهيم بن أدهم رحمة الله عليه ورضي الله عنه وأرضاه، وهو يجيب السائل بقوله: كيف تعصي الله وهو يطعمك؟. وكيف تعصيه وهو يراك؟. وكيف تعصيه وأنت تحت سمائه وأرضه؟.

وذكر حكمة بالغة حين قال: من نعم الله علينا أننا لانعرف مافي قلوب الآخرين، ونقل عن العلماء قولهم: طعام الكريم دواء.

وكان الإمام الخطيب جمال بن مخلوف لمسجد الكبير عبد الحميد بن باديس بليغا فصيحا جهوري الصوت، حسن الصوت، يتقن مخارج الحروف، فقيها عالما بما يقول، هادئ الطباع، أوتي مزمارا من مزامير سيّدنا داوود عليه السلام، وتلك طبيعة فقهاء وعلماء الجزائر بصفة عامة وعلماء وفقهاء الغرب الجزائري الذين تعلّموا فصاحة اللّسان وروعة النطق وسلامة اللّسان وهم يقرؤون ويحفظون القرآن الكريم برواية ورش التي زيّنت ألسنتهم منذ 15 قرنا حتى قالوا: المشارقة عالة على المغاربة في علوم القرآن. وكان يلبس البرنوس كما هو شأن أئمة وفقهاء وعلماء شمال إفريقيا والجزائري منذ قرون، وألقى الخطبة من فوق منبر سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي امتاز بكثرة درجاته وجمال هندسته وروعة شكله وهذه هي المنابر المعمول بها في المغرب العربي والجزائر قبل أن يصاب  الجزائري باستيراد المنابر التي تفتقر للذوق والجمال ولا علاقة لها بالفقه ولا بالواقع الجزائري.

وتحدث في الخطبة عن آيات الله في الإنسان والكون وعجائب خلق الله وتطابقها مع الواقع المعاش رغم مرور 15 قرنا، وأن الغاية من ذكر الحقائق العلمية أن المستقبل لهذا الدين. وقال أن الحيوانات التي ذكر نطقها في القرآن الكريم إنما تحدّثت بلغة عربية فصحى. ونخالف الإمام الفقيه في هذه النقطة ونقول: تحدّثت الحيوانات بلسان القوم حينها ثم نقلت بلسان عربي عبر القرآن الكريم فلا عنصرية ولا احتكار. وقال إن الله أقسم بمواقع النّجوم ولم يقسم بالنّجوم لعظم المواقع، ونقول: إن الله تعالى أقسم بمواقع النّجوم ولم يقسم بالنّجوم ليس كما قال العالم الفقيه إنّما ليثبت للإنسان أن هذه المواقع لم تعرفوا أسرارها فكيف بالنجوم؟.

إمتاز مسجد الكبير بهندسة معمارية مغربية قديمة، ويبدو أنه قديم يحتاج لبعض التوسعة ليسع العدد الكبير من المصطافين الذين لم يعد المسجد يستوعب أعدادهم الكبيرة جدا، فيكفي القول أن المصلي يضيّع وقتا طويلا لأجل البحث عن حذائه ووقتا أطول للخروج من المسجد وهذا بسبب ضيق المساحة وسوء استعمال وتوزيع الخزانات الخاصة بحمل الأحذية التي تحتاج لحسن إعادة التوزيع ومضاعفة أعدادها بما يناسب أعداد المصلين في الصلوات العادية وصلاة الجمعة والأعياد.

 

معمر حبار

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم