صحيفة المثقف

الطوفان..!!

أراكَ تمخرُ

في عباب اليم وحدك

حتى تركتَ الريح تنشر

همسها المجبول

في زمن الغيابْ..

تنشد اللحن المدمى

فوق سارية الخطاب..

يا نسرنا المخذول

في وادي السرابْ..

إحكي لنا كيفَ

أرتحلتَ إلى العذابْ..

وأنت، لست وحدكَ

تقتفي أثر السحابْ..؟!

* *

لا توقظ الموتى

فما زالت دماؤهمُ

سخطًا

وكن في حضرة الموت

رمزًا

لمعنى الخير

لا تحمل زيفًا

أو عبارات العقابْ..

* *

لا تكن سهمًا يجافي

معتمات الحق

لا تمضي رهانًا زائفًا

حتى ولا وهمًا

يداري سخطنا الغافي

بأحضان العتابْ..

* *

أنتَ وحدكَ ، في زمان

الصحو وحدكْ..

أنت في العلياء مجدك..

وهمو ، في العالم السفلي

يمضون كالأنعام نحو القاع

صخبًا

وانحطاطًا

واستلابا..

وظلام القاع يملؤه الجذام..

حتى ، تحار قافية الكلام

وتنز أقبية الحرام

تشدهم في العاديات

تبرمًا

وتهتكًا

وعذابا..

هم يحفرون قبورهم

ويجاهرون

كأنهم في غيهب الموتى

شخوصًا في رقادٍ أو منامْ..

الجرحُ جرحُكَ

فأستقمْ

لا تنتقمْ

كن صارمًا في الحق

لا تخشى اللئامْ ..

وامضي على وقعِ خطاك

وأنت تفتح

كوة للحق مسرى للوئام..

* *

من هوة كانت

ظلال الهمس تحنو

وأنت في الميدان تدنو ،

كلما جاءت تراتيل المساء

طلاسمًا في ركنها المهجور

تجثو

لتصلي

بعدما عاث الخرابْ..

* *

عرفتكَ إنكَ ،

ستترك شيئًا

منكَ ، يعلنُ أن

الصمتَ في المسرى حرام..

وإن القهر ما زالت ملامحه حرام..

وإن القاصيَ والدانيَ يرتابْ..

* *

أسكت ، إن شئت

ولكن، لا تدفن نفسكَ

أصحو

إن كنتَ تمارسُ حقكَ

كي تنجو

من صمتك

إصرخ كي تعلن أحلامكَ

وحدكَ في المنفى

تأكلُ نفسك

حتى غبتَ عن الوعي

ولا تدري إنكَ

جزءٌ من أنتَ..!!

* *

لا تمزح

الكل تمثلَ فيكَ

وأنت تمارس دور الصامت

علكَ تحترف المعنى فيكْ..

* *

إصمد كي تجمع أشلائك

حين ترى الأرض تدور

وتمور

في الأحشاء

تعربد

أو تمضي لتغرد

في الطرقات

كي تسمع

وقع أقدامك وحدكْ..!!

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم