صحيفة المثقف

خلال الاحتفاء بصدور: أشجار لاهثة في العراء..

سعد ياسين يوسف- نقاد أردنيون يؤكدون: الشاعرسعد ياسين يوسف يجمع بين شفافية الزجاج ورقة الماء ومتانة البناء .

احتفت الأوساط الثقافية في العاصمة الأردنيّة عمان بالشاعر الدكتور سعد ياسين يوسف في حفل أقامه بيت الثقافة والفنون لمناسبة صدور مجموعته الشعرية السادسة "أشجار لاهثة في العراء" وسط حضورٍلشخصياتٍ أدبيّة وفنيّة وأكاديميّة .

وقال الشَّاعر الأردنيّ المعروف (محمد خضير) وهو يفتتح جلسة الاحتفاء : إننا في هذا المساء أمام شاعر ناثر أستطاع أن يفكَّ أزرارالكلام فأطلَّ جسد النصّ منه عاريا من التقليد والتبعية، بقالب نأى بنفسه عن عقدة العروض وسعى لخلق جرعات من الدهشة .

وأستعرض السيرة الإبداعية للشاعر المحتفى به مشيراً إلى محطات إبداعة واصداراته مشدداً على أهمية الانتباه لتأكيد الشَّاعرسعد ياسين يوسف على رمز الشَّجرة في مجاميعه التي أصدرها وصولا إلى المجموعة الأخيرة " أشجارٌ لاهثة ٌ في العَراء " والتي أكد أنه شخصياً قد أفاد منها معرفة ً وذوقاً،وتشي بكفاية كاتبها وتراحُب آماد رؤيته .

وأستشهد الشاعر (محمد خضير) خلال تقديمه للجلسة بما قالة أستاذ النقد الأدبي الحديث الدكتور عبد الرِّضا عليّ حينما قال : (إن قصيدة النثرِ تحتاجُ شاعراً قادراً على مسكِ جمرةِ النصِّ الشعريّ باقتدارٍ وتمكّنٍ، لأنِّنا وجدنا الكثيرين ممن يكتبونَ في هذا الشكل ، غيرَ مقتدرين، وليسوا متمكّنين، ونصوصهم سطحيّة جداً، وعليهِ فهذه النصوص ليست هي التي ننتظرُها، ولذا نقولُ: إنَّ القابضينَ على جمرةِ النصِّ المفتوحِ قلَّةٌ، والشاعرُ سعد ياسين يوسف هو واحدٌ من هذه القلّةِ بامتياز)

282 سعد ياسين

بعدها قدم الناقد والشاعر (عبد الرحيم جداية) دراسة نقدية عن مجموعة (أشجارٌ لاهثةٌ في العَراء) تناول في مقدمتها المباح في الشعر ووصفه بأنه دعوة للتجديد وتطوير القصيدة العربية بدراسة أحوالها ومقاماتها كي لا تقع القصيدة في الركود فتصبح آسنة، مؤكدا أن حمل القصيدة للمباح هو تعظيم للقصيدة ولا يجرؤعلى مثل هذا الخروج الجمالي إلا قلة من الشعراء ، وعلى رأسهم (سعد ياسين يوسف) الشاعر العراقي الذي يعيد للعراق العظيم أمجاده . فبلاد الرافدين دجلة والفرات بشعرائها وأدبائها الذين تألقوا وأبدعوا، حتى أصبح العراق دجلة والفرات والشعر، فمن أيّ نبع يستقي الشعراء، وأيّ بحر من بحور الشعر يرفدون؟

وقال: إن شاعرنا تمكَّن من "الخروج إلى المباح، مشكلا قصيدة نثر حقيقية ، تملك مقوماتها الشِّعرية واللّغوية لتكون قصيدته النثرية أنموذجا يقتدى به في عالم الشِّعر.

وتوقف الناقد (عبد الرحيم جداية) أمام قصيدة الشاعر (سعد ياسين يوسف) الموسومة "ما رآه الواسطي" حيث قال :

" من القصائد الساحرة والنموذجية في قصيدة النثر نجده في ديوان (الأشجار لا تغادر أعشاشها) التي كتبها الشاعر العراقي سعد ياسين يوسف جامعاً فيها بين شفافية الزجاج، ورقَّة الماء، ومتانة البناء، مما مكَّنه من تأسيس إيقاع موسيقيّ هادئ، عزفه (سعد ياسين يوسف) بشجن العراق، ليظنّ المتلقي البسيط أنها قصيدة تفعيلة كُتبت على المتدارك، مؤكداً أنَّ الشَّاعر الخبير يعرف أن الشّاعر قد خرج إلى المباح بحرفية الفقيه المشرّع، الذي يعرف كيف يتوسع بالمباح لتأسيس مفهوم جاد في قصيدة النثر، حيث ينساب شاعرنا مع موسيقاه الداخلية موقعاً قصيدة "ما رآه الواسطي" أيقونة ً للشعر الحديث في العراق والعالم العربيّ، وهي قصيدة تستحق الترجمة إلى اللغات العالمية.

وقدم الشاعر (سعد ياسين يوسف) قراءات في المجموعة تناولت الهم العراقي في مواجهة الحروب والتهجير والموت وحيرته بإزاء الأسئلة الحياتية والكونية .فيما عبَّر الشَّاعرالأردنيّ (عليّ الفاعوري) عن اعتزازه بالمجموعة بقراءة أحدى قصائدها بصوته الجميل ، قلّد بعدها الناقد (عبد الرحيم جداية) الشاعر (سعد ياسين يوسف) وسام بيت الثقافة والفنون الأردنيّ اعتزازا بمسيرته الإبداعية .

 عمان / خاص

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم