صحيفة المثقف

حول تصريحات السفير البريطاني في العراق

إلى السيد النائب الأول لرئيس مجلس النواب الجديد.

أنت تحتج على تدخل السفير البريطاني (جون ويلكس) في الشؤون الداخلية للعراق وتطالبه بتقديم اعتذار.. (الخميس 20/9/2018.) أنا معك أرفض التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية العراقية ولكن، على الكتل السياسية عامة والشيعية خاصة التي تحكم العراق منذ إسقاط نظام البعث عام 2003 وحتى اليوم ومن بينها الكتلة السياسية التي تنتمي أنت إليها، أن تبلغ أولا سن الرشد السياسي وتعرف كيف تحكم حكما رشيدا؛ مدركا وواعيا، مستقيما ونزيها، وتتخلى عن سن الفساد السياسي والمالي الذي اغتنت به طبقة سياسية واجتماعية وأُفقِرت به طبقة اجتماعية ليس لها في السياسة شأن ولا مصلحة سوى أن تعيش حياة إنسانية بلا عوز ولا إملاق... قبل المطالبة بعدم تدخل السفير البريطاني في الشؤون الداخلية العراقية، هذا أولا. .....

ثانيا، عليك أن تدرك وتفهم أن الحكومة البريطانية تجد أن لها الحق بالتدخل في الشؤون الداخلية العراقية إلى جانب تدخل الحكومة الأمريكية لأن بريطانيا لها تاريخ طويل مع العراق، كما صرح بهذا السفير البريطاني نفسه قبل ثلاثة أو أربعة أشهر مضت.... بدأ منذ أن احتلت قواتها العراق بعد هزيمة قوات الاحتلال العثماني عام 1917 في الحرب العالمية الثانية 1914/1918، قبل أن تغزو أمريكا العراق وتُسقِط النظام البعثي فيه عام 2003. كما لا يُستبعد أن الأمريكان سَلَّموا الجانب الأكبر من مهمتهم في التدخل في الشؤون الداخلية العراقية للبريطانيين ليساعدوا العراقيين على بلوغ سن الرشد السياسي ويغادروا سن الفساد السياسي والمالي من أجل تشكيل حكومة عراقية جديدة موالية لهم وللبريطانيين أيضا بعد أن يأسوا، اقصد الأمريكان، من أن يساعدوا السياسيين العراقيين الذين يحكمون العراق منذ 2003 على بلوغ تلك السن الراشدة ويتخلوا عن هذه السن السياسية والمالية الفاسدة! وقد يخطر على البال القول، والحال هذه، أن الأمريكان خرجوا من الباب فدخل البريطانيون من الشباك، لا، لا يمكن القول بهذا والصحيح أن البريطانيين دخلوا من نفس الباب التي دخل منها الأمريكان بلا خوف ولا خفية، والدليل هو تنقل السفير البريطاني منذ أشهر بكل حرية وعلنية من مكان إلى آخر في بغداد ومن مدينة عراقية إلى أخرى في العراق، واجتماعه بهذا وذاك من السياسيين العراقيين حتى وصل الأمر أن يجتمع مع السفير الإيراني لبحث مسألة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة. والاجتماع مع السفير الإيراني يعني أن الإيرانيين يعتقدون أيضا ان السياسيين الذين يحكمون العراق اليوم لا يريدون الوصول إلى سن الرشد السياسي من أجل أن لا يغادروا سن الفساد السياسي والمالي. وربما كان الإيرانيون لا يريدون أصلا أن يصل السياسيون العراقيون إلى سن الرشد السياسي ولا يغادروا سن الفساد السياسي والمالي ليخلوا لهم الجو في العراق، والله أعلم. .....!

فيا أيها السيد النائب الأول في البرلمان العراقي الجديد ...

ان التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية العراقية لن تنتهي ما دام السياسيون العراقيون لا يريدون الوصول إلى سن الرشد السياسي من أجل أن لا يغادروا سن الفساد السياسي والمالي. نتمنى أن لا تكون أنت واحدا منهم!

 

احمد العلي – بغداد

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم