صحيفة المثقف

المهندس الغرورى وعشق اللغة العربية

خالد جودة احمدناضل المثقف اللغوى المهندس عبد المنعم الغرورى في أكثر من قضية تتصل باللغة العربية منها (أمومة اللغة العربية لكل اللغات الاخرى) ومنها (التأصيل العربي) لكثير من المفردات في اللغات الاخرى ومنها (خلو القرآن الكريم من الألفاظ الأعجمية) موضوع كتابه الصادر طبعته الأولى 2009.

بداية ننظر الى جانب من سيرة هذا المكافح المهندس الذى قاده تخصصه المهنى في مجال المسننات (التروس) ليقف على عظمة لغة القرآن الكريم، فكانت قضيته الأثيرة التى بذل فيها جهودا مشكورة يقول رفيق دربه الثقافي الشاعر الكبير الراحل الوردانى ناصف (لفت نظرى بحبه الجارف للغة العربية وغيرته الشديدة عليها بشكل لم أره في كثير من العاملين بحقلها ..)، أما هو ذاته فيتحدث عن تجربته (رغم أننى أعمل في مجال هندسة الآلات .. إلا أن الله وجهنى بدون مقدمات إلى البحث اللغوى لحكمة لا يعلمها إلا هو)، ولكى نقف على منجزه الفكرى في هذا الحقل وبذله الكبير لقضايا اللغة نذكر ما قاله (فاذا بى أجمع المعاجم والقواميس العربية والفارسية والغربية على اختلاف أنواعها وكذا المراجع العربية ... فتأكد لى أن العربية أعطت جميع اللغات الكثير والكثير وأثرت فيها أيما تأثير (وفى كتابه بعد مقدمات شارحه للقضية تناول عدد (51) مفردة قيل أنها أعجمية وردت بالقرآن الكريم فرأى الغيور الغرورى أنها ليست كذلك بدراسة معمقه في عشرات المعاجم وبطريقة التنسيل (النحت) يثبت أنها عربية الأصل. والعينة تمثل مجتمعها الكلى فنقدم جانب بسيط من بحثه حول كلمة (كنز) فذكر بداية مواضع ورودها في الكتاب الشريف ثم معناها فى عدد من القواميس والكتب والمعاجم ويكتب عدد من المعادلات اللغوية بمنهج التنسيل العربي (النحت) منها كنز تساوي كز زائد كن ثم أشار لمعنى كز في القواميس اللغوية والكزاز تعنى البخل ومفردة (كن) تعنى بمعنى استتر وبالتالى يصبح المعنى والمبنى من أصول عربية وينتقد من قال أنها فارسية تأتى من كنج تساوي كن زائد جن فيقول أن جن مثل كن بمعنى استتر فاذا كان كنج نفسها من أصول عربية فكيف أعطى اللفظ (كنز) الى العربية!، هذا مثال من مباحثه الممتعة في هذا الكتاب.

نسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يتقبل منه جهاده العلمى اللغوي.

 

خالد جودة أحمد

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم