صحيفة المثقف

الفنانة التشكيلية أمينة بالطيب في معرضها برواق علي القرماسي

البورتريه.. ليظل الوجه حاملا للأحوال وممكناتها ..و حاضنا للأحداث والتواريخ..

ماذا يقول الكائن لدواخله وهي تسافر مع الحلم نشدانا وأغنية وتقصدا للأعالي حيث الكلمات بمثابة ألوان تسيل مثل مياه الزينة ..ها هي الفسحة المفتوحة على الدهشة تأخذ الطفل الى نيران حيرته وهو يسافر ملقيا بنظره  تجاه العناصر والتفاصيل والأشياء

ليقول شيئا من عنفوان ذاته المتشظية في المكان .. والمكان هنا أمكنة يلونها الكائن يبثها حنانه وألفته وبعض نواحه الخافت .. والفن بالنهاية هو هذا الشجن الكامن في ذات الانسان ..

وجوه وحالات تخيرتها الفنانة الطفلة المفعمة بالحلم ..سافرت منها وبها الى عوالم التلوين في ضرب من القول بالبورتريه كدلالة جمالية حمالة عبارات وحنين وحلم ..

أمينة بالطيب فنانة تشكيلية تعددت معارضها الفنية منها الجماعية والفردية بعدد من فضاءات تونس المعدة للمعارض وآخرها هذا المعرض الخاص برواق علي القرماسي بنهج شارل ديقول بالعاصمة والتابع لوزارة الثقافة.

638 عوني

ضمن عنوان "جسد وروح" يضم المعرض حوالي 30 لوحة بين البورتريه والمشاهد الأخرى عبر الأكواريل  والتقنية المزدوجة تحلت بها جدران الرواق لتشير الى عدد من الأسماء والعناوين في الحياة الفنية والثقافية والسياسية لتبرز لوحة الشاعر الراحل أبي القاسم الشابي بالملامح التي أتقنت فنونها ودقائقها الرسامة بالطيب حيث الزائر للمعرض يقف مأخوذا باللوحة اللوعة التي اختصرت ملامح حياة وتجربة الشابي الشاعر والناثر..ألوان متخيرة وخبرة فنية لفنانة سعت  بأعمالها وخاصة في معارضها الأخيرة الى التأكيد على حسها الفني ..

أبو القاسم الشابي ولوحات أخرى للحبيب بورقيبة وشكري بلعيد ومحمد البراهمي ونورالدين صمود ومنصف المزغني ..ألوان مختلفة وملائمة لتخير الفنانة أمينة بالطيب من حيث تفاصيل الملامح وتقاسيم الوجوه .. ولوحات لنساء غاية في العبارة حيث الفنانة في دقتها بما يحيل على الحالة وعنصر الزمن وبذلك تبرز التجاعيد وطبيعة النظرات في ضروب من القول بالمرأة بين مراحل مختلفة من العمر.. الأنثى الطفلة وهي حذو النافذة والمرأة المسنة على الكرسي  وفي كل ذلك بلاغة تشكيلية تبرز حيزا من شجن وأحوال الكائن..

المعرض قدم للفنانة أمينة حالات وشخصيات ولكن بالنهاية قدمها هي في أحاسيسها وهي ترى الآخرين لتقولهم بذائقتها من ذلك لوحة " في ضوء القميرة ونورها " .... وما الى ذلك..

وجوه مختلفة لنساء بين الواقع والخيال في جانب من رحلة الفنانة وهي تحاور الأكواريل  والتقنية المزدوجة وتذهب عميقا الى ممكناته الجمالية وهي لا تلوي على غير القول بالفن كملاذ ابداعي في كون معولم وعالم متغير ومربك يظل معه الوجه حاملا للأحوال وممكناتها ..و حاضنا للأحداث والتواريخ..

معرض " جسد وروح " ... معرض أخر ضمن سياقات التجربة الفنية للرسامة أمينة بالطيب وهو متواصل الى غاية يوم 10 فيفري المقبل.

 

شمس الدين العوني

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم