صحيفة المثقف

مأساة فرانكانشتاين

فتحي مهذبأحيانا

تبدو متحدبا وعلى ظهرك

جرة هذا العالم

مملوءة بسم الشوكران ..

أحيانا يبدو ظلك

منهمكا في الإصغاء الى طقطقة

عظام الأسلاف ..

مهجوسا برائحة عرق الأرض .

ينام وحيدا أمام البيت.

أحيانا

تناديك شجرة نائمة

بايقاع مبحوح..

شاعرا بالأمس كانت..

مسمرا في عزلته

تنقر فروة رأسه

طيور كوابيس

كم آلمه غياب الأسماء..

أحيانا

ترسو باخرة على ساحل ظهرك..

يهبط زنوج كثر  بأكياس هيروين..

امرأة مظلمة تبحث عن طائر قلبك..

يسقط سمك نافق من مخيلة بحار..

يعلو ضجيج أوركسترا جنود

فروا من إمارة رأسك..

يسعل حظ أعمى على كرسي متحرك..

أحيانا أبصر غيمة تبكي بمفردها

ذاهبة الى حجرتك الغائمة

بحثا عن خاتمها المفقود ..

أحيانا

أسخر من مشية هذا العالم..

من تأويل الغراب لأحلام الشجرة..

من ايقاع باخرة الموت

في أنهار شراييني..

من فهارس أسماء

تثغو تحت صرير ممحاة..

من سحلية الوهم

اذ تقرض حبال الهواجس..

من هجرتي العبثية

في أقاليم الصيرورة .

أحيانا

على غرة يزورني فرانكنشتاين

على جواد من ذهب خالص..

باحثا عن مسخ آبق من حجرته

الرجيمة..

- أرأيت هذا الجرم الكاسر..

- نعم ينام منذ البارحة في قاع النص ..

لا أدري من فتح النار على مخيلته..

- لم يشرح لي سبب هروبه..

يبدو مهموما بتقليم أظافره..

يغني لأسرى وثوار يعتاشون

من تجاعيد مراراتي..

- أرجوك أعني على استرجاعه الى مملكة رأسي..

- كيف السبيل اليه..

- ذره يتطوح في اللامعنى

وفي اللاشيء .

***

فتحي مهذب

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم