صحيفة المثقف

الكتابة لماذا وإلى أين؟

عقيل العبودبإعتبارها عملية تقويمية وتطويرية لهذا الكائن الذي يسعى لأن يكون مبدعا وصانعا ومنشئا بعد الخالق، هنالك ثلاث مفردات لها علاقة بموضوع الثقافة، وهي الكاتب، والمكتوب أي الكلمة، والمكتبة.

 وهذه المفردات الثلاث ترتبط بالمشاعر  والعقل  اللذان يقومان بنقل المكتوب اي الكلمة وترجمتها في الإدراك العقلي أولا، ومن ثم العمل بها بعد تحويلها الى مدرك حسي، ومن ثم الإعتقاد بها، ذلك بعد العمل على مطابقتها بحسب مبدأي القبول اوالرفض.

والقبول والرفض معادلة من خلالهما يحاول الانسان جاهدا لأن يربي نفسه، والتربية عملية شائقة يقوم بها المهتم بالثقافة والاخلاق والفضيلة والباحث عن الحكمة، ذلك لكي يكون مطمئنا مستقرا امنا واثقا من خطواته لا قلقا ولا ايسا ليفرض جبروته وهيبته بين الناس، ولكي يشعر بالكرامة التي تؤهله لأن يكون محترما ومؤثرا وموثوقا به في المجتمع، فهو لا يريد ان يكون متزعزعا خائفا مرتبكا، وذلك طريق الهداية الذي يعتبر البوابة لعملية إصلاح المجتمع والمجتمعات وبناء الحياة.  

فقد ورد في قوله تعالى في سورة الملك اية 22 (أَفَمَن يمشي مكبا على وجهه اهدى، أمن يمشي سويا على صراط مستقيم). 

 لذلك نحن اليوم بأمس الحاجة لأن تكون كتاباتنا ومقالاتنا وموضوعاتنا قائمة على هذا الاساس، بمعنى ان يكون هدفنا من الكتابة هو تقويم العقل والنهوض به وتربية هذه النفوس، التي تحتاج من كتابنا ومثقفينا الإلتفات الى بنائها من خلال إنتقاء الموضوعة المناسبة، والكلمة المؤثرة، لذلك بإعتبارها رسالة إنسانية، أي الكلمة، فنحن لسنا بحاجة الى عناوين فضفاضة وموضوعات خارجة في ابعادها عن الواقع.

نحن لسنا بحاجة لأن يقول الكاتب عن نفسه هذا أنا صاحب هذه المقالة، اوتلك، فالنرجسية في الثقافة لا تبني المجتمعات، وسوف لا يهضمها العقل ولا النفس، لأنها مجرد ألوان وبالونات أنيقة لا تمت بصلة الى الذائقة.

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم