صحيفة المثقف

العراق في الوعي الخارجي المنظار الآخر لكشف الخراب

رائد عبيسيتمثل الوعي بالنسبة لانسان عاش تجارب مختلفة حالة جديدة من التقييم، ترتبط احياناً بأنماط الحياة واحياناً آخر بأنماط التفكير، والمقارنات الناتجة من هذا الوعي تبدأ بالظهور،  أما بشكل مزدري مقاطع، وأما بشكل إعادة إنتاج للتجارب ونقلها، لتحقيق الفائدة المتوخاة منها.

العراقي المهاجر رغبة أو مجبر، يعيش هذه التجارب وهو يتصورها يأساً من عدم تحقق جزء منها في بلده، وعلى كل المستويات والمجالات.

كيف إذن يرى العراق بعد هذا اليأس؟ وكيف يحكم على شعب العراق عند مقارنته؟ وما دوره في تغيير وجهة التفكير الناقد أو الطامح بالبناء لخدمة العراق؟ وكيف يرى العراق في دوائر التفكير العالمية ؟ وكيف يراه في عيون أهله المهاجرون أو بآراء من يعرف العراق؟

وكيف يحكم على العراق ؟هل يحكم عليه بوعي تلك المجتمعات، او بوعيه المتحول، او بوعيه الأول الكامن في وجدانه؟

هذه أسئلة نضعها أمام من يرى العراق، بعيون أوربية، أو أمريكية، أو شرقية، أو من يراه بعيون حضارات، وثقافات مختلفة.

كثير من أبناء العراق المهاجرين، يحكمون على المشهد العراقي بثلاثة طرق، الاول : ما ينتج عن مقارناتهم مع أنماط الحياة الجديدة التي يروها من نظام ومنهجية واحترام وغيرها، الثاني : ما يسمعونه من وسائل إعلام تتمتع بقدر كبير من الشفافية عن أحداث العراق ووضعه، والثالث : ما يصدر من مراكز الأبحاث والدراسات والتخطيط ودوائر التفكير .

بين الاول والثاني والثالث، تفاوتات من الموضوعية والمصداقية، والعاطفة، تتذبذب بين وعي العراقيين المهاجرين، وولاءهم، وتنكرهم لبلدهم. لا يمكن أن نلتمس منهم رأي عام، اتجاه أي قضية من قضايا الداخل العراقي، وما يكتنفه من ركة وضعف في مجالات مختلفة، لماذا هذا غير ممكن؟ وعدم الإمكان، ممكن أن نرجعه إلى عدة عوامل ايضاً - وهذا الكلام نحن نستنتجه من كل الذين يتم إلقاء بهم من العراقيين المهاجرين، على وسائل الاعلام العراقية، وتحديد الفضائيات - منها: الأول؛ أن جزء  من العراقيين ينتمي لدوائر مخابراتية أجنبية تعمل ضد انتماءات ومكونات عراقية محددة، والثاني؛ هناك من هو غير مبالٍ للحالة العراقية، لا من قريب ولا من بعيد، وهم المتنكرون لبلدهم، والثالث؛ من العراقيين لديهم علاقة وجدانية مع بلدهم بفعل الغربة وقسوتها تجدهم منحازون للحالة العراقية الى حد تصور احكام غير واقعية، ومنفردة عن قيمة العراق وأهميته وخيراته.

والحقيقة أن كثير منهم يتظاهرون بمعرفة حقائق يجهلها ابن الداخل، لا سيما من لديه مقربة من الدوائر المخابراتية، أو مراكز الابحاث، وكلاهما يعملان بالعراق دون علم حتى أبناءه،فهناك دراسات، واحصائيات واستطلاعات، وتقييم، ونقل احداث، يتم بطريقة خاصة لهذه الجهات، بعيدا عن وعي وادراك ومعرفة ابن العراق الذي يعيش فيه، وذلك لأنه مشغول بتفاصيل حياته التي تكتنفها النواقص ويحكمها العوز والجهل وغيرها.

والسياسات المتعاقبة على العراق ليس ببعيدة عن اجندات من ذكرنا، لأنها تطبق لدراساتها، وتنفذ لأجندتها الستراتيجية،  والمخابراتية الغير معلنة، والتي تغلف بألف فكرة زائفة ودعاية كاذبة.

من يعلم بهذه الأسرار أو المعلومات والتي توجه في العادة الى تخريب الوحدة العراقية الداخلية، عليه أن يظهر عراقيته، ويتدراك الأمر، وذلك بتحويلها إلى قضايا رأي عام واطلاع المجتمع العراقي بها، وبمن يدعمها من أبناء الداخل،  حتى لا يكون شريك بالخراب الذي يلم بالعراق، فهم اي عراقيو الخارج لهم شهادة مختلفة عن حجم الخراب الذي يحيط بالعراق، وما سيقع عليه، ولكن الأدهى من كتم الشهادة، هو المشاركة في الخراب بل وقيادته والاتيان به إلى العراق !! مثلما فعلوا ساسة الدبابة الأمريكية وسائقوها، نحو أهداف داخلية مستمرة، حيث الخراب والفوضى في إدارة البلد، ونهب الخيرات بالتعاون مع أطراف دولية معادية العراق وأهله.

فالعراق بحاجة إلى وعي جديد، انقذوه يا أهله...

 

دكتور رائد عبيس

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم