صحيفة المثقف

معرض الفنانة الروسية - بتونس أولقا مالاكوفا بفضاء موفمبيك

وفق لعبة الفن المدهشة التي لا تدع فنانا حقيقيا على طمأنينة حيث القلق الابداعي المسترسل..و نهج الفن المفتوح..على ممكنات متعددة..يلج الكائن عوالم التلوين بدأب وعناد باذخين ديدنه الذهاب عميقا في القول بالبحث المضني وما يتضيه من سفر واقامة وتحولات تنهض على سؤال عظيم هو بمثابة البوصلة التيتنير وتدل على الطريق ..كان لا بد من مسافة للعناق بين روسيا وتونس وكان أيضا لا بد من أكثر من ربع قرن لتبين الدلال اللوني وهو يهب المساحة دهشته المربكة..

968 اولقا

نعم.. و هكذا كانت الحال مع الفنانة الروسية التونسة أولغا مالاكوفا وهي تنثر لوحاتها في فضاء

ال" موفمبيك" حيث السرد الملون بالحكايا والمرح والدعابة والتقاليد الثقافية والاجتماعية التونسية لتقول عبارتها الحلوة بلكنتها المعهودة " سنين دايمة " وتسافر بنا في هذا الكم من اللوحات في عوالم فنية ليشهد كل ذلك قطها الحاضر في الأعمال بألوان وأحجام متغيرة من عمل الى آخر وفق العمل بالأكريليك على القماشة ومقتضياته الفنية ...تفعل ذلك وهي تنشر نوعا من دفء التلوين والروح المرحة على الأجواء التونسية لنرى الأطباق والمأكولات وغيرها  المشاهد والتقاليد والمناسبات ومنها موسم أوسو الذي يحتفل به في سوسة وهنا عملت أولغا على التفاعل الجمالي بطريقتها مع الموضوع لتتحلى اللوحة بالألوان والزخرف والنجمة الساحلية...في بعد أولغوي مالاكوفي مخصوص..فنانة منحت ذائقة النظر للحالة التونسية شيئا من بهارات المرح والدعابة والتناغم لتقول بالفن في معرضها هذا كوجهة كونية لا تقلقها مسافات ولا لغات ولا ثقافات..فقط الرسم مجال حيوي للنظر المختلف والمؤتلف..

أعمال معروضة لأولغا منها " "سيدي رمضان " و" فداوي " و" الغريبة " و" بابا أوسو " ...و غيرها ...بلمستها الفنية المخصوصة عملت مالاكوفا في هذا المعرض على ابراز شخصيتها الفنية والثقافية لتقول جانبا من بهجتها المفعمة بالحلم تجاه حالات تونس وأصواتها وألوانه جماليا ووجدانيا..أعمال فنية متنوعة ميزت خصوصية التجربة التشكيلية للفنانة التشكيلية أولغا مالاكوفا الروسية-التونسية  المقيمة بتونس والتي تدرس بها منذ سنوات في الجامعات التونسية .المعرض الجديد هو على سبيل التحية لشهر رمضان الكريم والعيد بعنوان " سنين دايمة " في الفضاء السياحي موفمبيك بضاحية قمرت . لقد شكلت المعارض الفنية الخاصة  والجماعية للفنانة التشكيلية أولفا مالاكوفا حيزا من الرؤية الفنية تجاه المكان وما اختزلته الذاكرة من مشاهد  وحالات وتفاصيل ..و من خلال تعدد معارضها مضت أولقا في لوحاتها مع التلوين المتخير الذي طبع شخصيتها وهي المفتوحة على العوالم والعناصر..هذا الى جانب مجالاتها العلمية ضمن البحث في الحقل الجمالي .. وفي هذا السياق كان اشتغال الفنانة التشكيلية والباحثة أولقا على موضوع مهم يمس الحياة التشكيلية التونسية وفق عمل أكاديمي وعلمي  بجامعة باريس 8 ومنذ سنوات وهو عمل مهم ليس للثقافة التشكيلية التونسية فحسب بل للساحة التشكيلية العربية باعتبار أن الابداع التونسي رافد مهم من روافد الحياة الابداعية العربية والعالمية  بعنوان "من اللّوحة إلى التّنصيبات / بناء الفضاء المشهدي في تونس من الحقبة الاستعمارية إلى اليوم  وفيه " ... عالجت الباحثة في مجلدين هذا الموضوع وتساءلت عن إشكالية وجود مفهوم للمشهد الطبيعي في النقد والتاريخ الفنّيَين، ثم تطرّقت إلى التطورات النظرية والاجتماعية والموروث الحضاري التونسي والإبداعي المعاصر من خلال ألف صورة لأعمال فنّية تونسية وأوروبية ولمشاهد معمارية اجتماعية تراثية أثّرت في رؤية الفنانين... وهو عمل مهم لكونه يعزز المجال الدراسي والعلمي والبحثي بالخصوص تجاه مشهد تشكيلي تونسي متعدد ومختلف ويراوح بين رؤى الأصالة والمعاصرة ضمن سياق فيه التجارب والرموز والاتجاهات المتعايشة والمشكلة عبر أجيالها العنوان البارز للمشهدية التشكيلية التونسية..هذا وتواصل الفنانة أولغا مشاركاتها الفنية من خلال المعارض وذلك وفق حضور مدروس تسعى فيه للقول برؤيتها الفنية في سياق البحث عن الاضافة والتجدد والخصوصية..مثل معرض أولغا مالاكوفا بعنوان " سنين دايمة " بالفضاء السياحي موفمبيك بضاحية قمرت فسحة تشكيلية أخرى ببصمتها الفنية والثقافية.

 

شمس الدين العوني

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم