صحيفة المثقف

في كتاب ٍ نقدي عن تجربة الشاعر فلاح الشابندر:

971 فلاح الشابندرد. سعد ياسين يوسف يقول:

"إنَّ الشابندر يكتبُ قصيدةً لا تنتمي إلى السّلاسةِ الشعرية ِ الظاهرة وإنما إلى تمثل المعنى الكامنِ فيها..."

"كتب متأخرا ... مات مبكرا"، هو عنوان لكتاب جديد صدر في بغداد متناولا تجربة الشاعر "الموغل في الرمز" فلاح الشابندر وأسهم فيه نخبة من النقاد والأدباء وبخاصة الأكاديميين منهم من الذين كتبوا رؤاهم وأفكارهم ومقالاتهم النقدية عن المنجز الشعري للشابندر عبر مجموعاته الشعرية الثلاث .

وجاء في مقدمة الكتاب بقلم د . سعد ياسين يوسف:

" عبر العصور التي مرت على البشرية نجد الإنسان مأخوذاً بالتعبير عن ذاته بوصفه كياناً متحركأ ومتغيراً وقد يكون شكل ذلك التعبير مما هو سائد فيمر من غير أن يستوقف لحظة

عبر العصور التي مرت على البشرية نجد الإنسان مأخوذاً بالتعبير عن ذاته بوصفه كياناً متحركأ ومتغيراً وقد يكون شكل ذلك التعبير مما هو سائد فيمر من غير أن يستوقف لحظة التأمل والسؤال كلها ونادراً ما يخالف السائد والمألوف وهنا يستوقف علامات السؤال، وهذا ما لمسناه من خلال متابعتنا وقراءاتنا المتعددة لمنجز فلاح الشابندر في مجموعاته الشعرية الثلاث (سطر الشارع، وفحم وطباشير وفي زنزانة السؤال) التي طرح من خلالها نصوصه التي نحت صوب الرمزية وجاءت أحيانا غارقة فيها مما يدعونا بكلِّ تأكيد الى طرحٍ جديد لعمليّة القراءة ودور القارئ في التعامل مع هذه النصوص .

ولما كان الرمز من أعقد صور التخييل، إذ يتداخل فيه الثقافيّ بالنفسيّ والاجتماعي بالذاتيّ، فإن الكتابة في هذا المجال تعكس رؤية الشاعر وتجاربه التي تعمقها ثقافته وروافده الفكرية .

وقال الشاعر د . سعد ياسين يوسف:

إنَّ الشابندر يكتبُ قصيدةٍ لا تنتمي إلى السلاسةِ الشعرية ِ الظاهرة وانما الى تمثل المعنى الكامنِ فيها منطلقاً في كل كتاباتهِ من ثيماتٍ أساسية ٍ مهيمنة تترددُ أصداؤها في جنبات ِ النصوص التي يقدمُها للقارئ، والقارئ النخبوي بشكلٍ خاص مدركا أن َّ هذا الغموض ليس لعباً باللغة والكلمات.

وأضاف: إنَّ مفاتيحَ شفراتِ نصوص ِفلاح شحيحةٌ ظاهريا ويكادُ يخفيها تحتَ طرف سجادةِ رموزه أحيانا أو بينَ شُجيراتِ المعنى..ولكن ثمة مهيمنات تكاد تهيمن على جميع نصوصه ومن خلالها ندرك كيفية فك شفرات المعنى في شعره وتتمثل في) مهيمنة الإحساس بالغربة ومهيمنة الحرب، مهيمنة المرأه، مهيمنة الأنا، مهيمنة الإنتظار، ومهيمنة القلق) .

وقال الدكتور سعد ياسين يوسف: إن الشابندر في رسم صورهِ الشعرية وتوليدها يسعى إلى إعادة الحياة لمهملات الأشياء وهوامشها ليمنحها رؤية فلسفية عبر صياغتها وتأطيرها بأطر فكرية جديدة نابضة، فهو " أي الشاعر " يغيب أحياناً عن ذروة الوعي في أثناء كتابة القصيدة فتكتب القصيدة نفسها بعيداً عن سلطة وعيه وهو بذلك مجتهد في منح اللامعنى معنى جديدا.

وأختتم يوسف مقدمة الكتاب بالقول :

إن الدخول الى عالم فلاح الشابندر عبر الرؤى النقدية التي يزخر بها هذا الكتاب لنخبة طيبة من الأساتذة النقاد سيثري الرؤية وسيفتح للقاريء نوافذ واسعة للتقرب من تخوم المعنى فيما طرحه وأراده الشاعر عبر منجزه الشعري الذي نتمنى له أن يتواصل لرفد الساحة الثقافية العراقية والعربية والإنسانية بما يبقى.

شارك في مقالات الكتاب التي جمعها الكاتب والمترجم أحمد فاضل وصدر عن دار الكتاب الجامعي الأساتذة (د. سعد ياسين يوسف، د. إنعام الهاشمي، صباح محسن، فائز الحداد، عمر مصلح، أحمد فاضل، قاسم محمد مجيد، أ. د . بشرى البستاني، عبد الستار نور علي، سعد محمد مهدي غلام، حسين الساعدي، إسماعيل إبراهيم عبد، قاسم ماضي، محمد الرشيد، جمعة عبدالله، ناظم ناصر القريشي، غالب الشابندر، عباس باني المالكي، و أ.د سهير أبو جلود).

 

بقلم : أحمد فاضل

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم