صحيفة المثقف

نظراء لهم

وداد فرحانفي مثل هذا الوقت من كل عام، تحيي أستراليا أسبوعا للاجئين، هدفه نشر الوعي والتعريف بالظروف التي أدت إلى هروب أعداد غفيرة من البشر تاركين  بلدانهم، بحثا عن الأمن والسلام، بعد أن أضحوا عرضة للاضطهاد المنظم الذي يستهدفهم لأسباب دينية، أو عرقية، أو سياسية أو غيرها.

تنظم المنظمات والمؤسسات الانسانية المجتمعية المهرجانات والفعاليات، لنشر التناغم والانسجام والاندماج بين أبناء المجتمع المتنوع ثقافيا، فاللاجئ لم يعد لاجئا كما ترسخت صورته منذ القدم في أذهاننا، وهو يحمل كيس الخيش على ظهره، لجمع ما تجود به أنفس الكرماء قوتا لعائلته، فتراه يخلط القمح بالشعير وسط الأسمال التي تجد طريقها الى كيسه، بدلا من أكياس النفايات، بل أصبح اللاجئ جزءا من المجتمع، له حقوق وعليه واجبات وشراكة في برامج العمل والتنمية لبناء المجتمع، ليصل الى تولي المناصب والمهمات الوظيفية المختلفة.

لقد وفرت الدول مانحة اللجوء حياة كريمة للاجئين، وأصبحت تلك الدول مواطنهم البديلة التي منحتهم الحياة والحرية وسبل العيش الكريم، أسوة بأبناء البلد ومواطنيه.

ففي هذا الأسبوع المهم، يجتمع الجميع كعناصر فعالة دون الالتفات الى الماضي وأزماته وكأنهم ولدوا من جديد.

فتحية لتلك الدول التي تتعامل مع بني آدم كنظراء لهم في الخلق، وإن لم يكونوا أخوانهم في الدين، دون تمييز ديني أو عرقي أو قومي.

 

وداد فرحان - سيدني

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم