صحيفة المثقف

جمع التظاهرات وحقيقة الإصلاحات.. إشكالية الإخفاق وأبعاده

رائد عبيسانطلقت التظاهرات منذ عام ٢٠١١ وحتى نهايات ٢٠١٨ بشكل شبه مستمر ،كان الشعار (جمعة ورع جمعة والفاسد انطلعه) ترتب على هذا الشعار التزامات مكانية رمزية، واصرار نخبوي تعضدت به الإرادة بكثير من المعطيات التي تستوجب الخروج وعدم السكوت، إذ مثل هاجس السكوت المطبق عند شريحة ثورية ،امر مخيف وغير مقبول خوفا أن يتحول إلى ظاهرة جماهيرية لأزمة له. على امل أن يتحرك الوعي في دماء شباب ما بعد التغيير، وبما أن مرحلة ما بعد التغيير مثلت عند اغلب العراقيين فسحة أمل كبيرة بالعيش الرغيد على الرغم من كل مبددات هذا الأمل إلا أن كثير منهم مازال يحتفظ به، وبقي من أجله يناغم خياله أو بصيص الأمل الذي يراه في الواقع، الآمال والطموحات وكذلك الاعتراضات حركة الشارع العراقي قيلاً،وهذه القلة الواعية اتجهت إلى قراءة الواقع بطريقة مختلفة عن تلك التي رسمت له أو أتت بها المصادفات،فكانت التدخلات الخارجية ، والفوضى الداخلية، والإدارة العمياء للبلد انتهت بقناعات عند جمهور الوعي إلى أن هناك مسار خطير وشرير يتجه بالعراق وخيراته وشعبه،وهذا المسار الشرير قد نال من العراقيين بجزء من اهدافه، بالتفجيرات، والحرب الطائفية، ودخول داعش،والخطف والتهجير وغيرها.اماهدفه الأكبر فنبقى أما نجهله أو نعرفه ولا نستطيع مواجهته، المهم أن الإدراك الحقيقي للخطر يجب أن يكون مدعاة للتظاهر والخروج على ضياع البلد الذي بدأ يفلت من ايادي أهله بكل هدوء مذهل. القلة المتظاهرون ومنذ سنوات ،في جمع أو مناسبات طارئة ،حققت هوامش من التغيير على مستوى تفكير المسؤول اتجاه قضايا أساسية كفرص الاستثمار أو تلكؤ مشروع أو تباطؤ خدمة أو نقص في أداء عمل وخدمة ما من قطاع من قطاعات الدولة، تحقق ذلك وسط احباط جماهيري تفكر بجدوى التظاهرات وأهميتها وقيمتها،كان املنا الدائم بضرورتها هو أن تضفي التظاهرات وتضيف وعي نشط في الشارع العراقي يكون بارقة أمل للشباب الطموحة المتوقدة روحها للثورة والتغيير والرفض الدائم للظلم، لا نقول إن التظاهرات انجبت قادة مدنيين ،بقدر ما أظهرت قيمة حقيقية للحق العملي وممارسته، من قبل من يستشعر المسؤولية بعدم السكوت على أقل تقدير، فضلا عن لائحة المطالب التي لم يتحقق جزء أساسي منها،مثل محاسبة الرؤوس الكبيرة التي هدرت أموال العراق بالفساد، أو التحقيق باسباب سقوط الموصل ومدن أخرى بيد داعش ومحاسبتهم، أو العقود والصفقات المشبوهة بالفساد واهمال مشاريع ستراتيجية، أو التقصير بحل مشكلة الكهرباء التي عادة ما تكون سبب في تحريك الشارع، بل لعلها سبب انطلاق شرارة التظاهر كل مؤسم صيفي، بكونها حاجة ملحة جدا وعلى تماس بحياة المواطن وراحته، وهذا ما كنا نريد أن نترفع به من وعي المواطن العراقي، وهو تجاوز الجزئيات والمطالبة بالكليات بكونها تمثل وعي متقدم، مثل مطلبنا ببناء الدولة وحسن إدارتها، تغيير الدستور، أبعاد سطوة الأحزاب عن مقدرات البلد وغيرها من المطالب الأساسية التي تنتهي إلى تحقيق الاستقرار والرفاهية وتحقيق العدالة.

 

د. رائد عبيس

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم