صحيفة المثقف

اليوسف: لـم أشعـر بالنـدم

وداد فرحانمن اللطيف أن تتعرف على الناجحين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومن الألطف أن تتعرف عليهم من خلال المشوهين لنصاعة الحقيقة، وممن يضعون العصي في دواليب النجاح.

إن مدة الاغتراب سواء أقصيرة كانت أم دائمة! هي الاضطرار الذي يجعلنا بعيدين عن الأوطان، لندخل معترك النجاح وتحقيق الذات المرتبطة بالإرث والتأريخ. وبهذا نجد المتأصلين بوطنهم يمتشقون التحدي بوجه معاناة الاغتراب، لينتصروا لأنفسهم ولثقافتهم وتمدنهم، من خلال خوض الصراع المعرفي، والوصول إلى مراحل متقدمة في الإنتاج الغزير الذي يعزز نصاعة الماضي، ويؤكد أصالة الارتباط به.

الناجحون هم الذين يقلبون قسوة الابتعاد عن الوطن وحسرته واختلاط المشاعر، إلى معادلة من النجاح والإبداع، بدلا من العيش على الذكريات، و"كان أبي".. بل بإثبات "هـا أنـذا". فان كانت صورة الاغتراب تعني للكثير الضياع وتغيير نمط الحياة وفق بهرجها الغربي، فان حقيقة النجاحات المثبتة من عقول ما قبل التأريخ، تناقض تلك الصورة المشوشة.

يقول الدكتور رعد اليوسف العبيدي: - "تبقى الحياة مشرعة الأبواب خاصة في مناحيها العلمية.. للاستزادة واكتساب المعارف، ومضاعفة المهارات لمن يريد..". هكذا أراد ابن الفراتين أن يعلق على نيله درجة الدكتوراه من اكاديمية البورك للعلوم في الدنمارك في مجال الإعلام.. بتقدير (امتياز). هكذا توج هذا العقل المنير خبرته العملية في الإعلام والصحافة عبر أربعة عقود ونيف، يقول عنها:  "اعطيتها شبابي دون شعور بندم، بل بمحبة وامتنان".

نعم إنها المحبة والامتنان للجذور الممتدة في عمق التأريخ، والمتعطرة بأصالة المنبت والارتباط الوثيق بالوطن الأم.

 

وداد فرحان- سيدني

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم