صحيفة المثقف

كلنـا نريد وطنـا

وداد فرحانفي المواقف المتشابكة خلال مراحل انتفاضة الشباب البطولية التي اذهلت العالم، كثر وتكرر الحديث عن شماعة المندسين، فقيل أن مع المتظاهرين مندسين يقومون بأعمال شغب منافية للقوانين وتخريب للممتلكات العامة واقتصاد البلاد، إضافة الى استهدافهم قوات الأمن بالأسلحة النارية.

هذه الشماعة كانت مبررا لاستهداف المتظاهرين السلميين بالأسلحة المحرمة دوليا حتى صارت صور القتل البشعة مثار حفيظة العالم الصامت دهرا والقائل كفرا.

لكن الساسة المتسلطين على رقاب الناس بمحاصصتهم السياسية التي ما أنزل الله بها من سلطان يبررون القتلة بأنهم مندسون وليسوا من القوات الأمنية ولا من الجيش، ولا من قوات مكافحة الشغب.

وأن اقتنعنا جدلا وجود هؤلاء المندسين في كلا الجانبين، فالسؤال الذي يطرح نفسه ها هنا، أين الأجهزة الأمنية والاستخبارية في تشخيص هؤلاء والاتيان بهم الى العدالة.

الناشطات السلميات يختطفن ويغيبن من المشهد بطرق سرية لا يمكن تنفيذها الا من أجهزة لها قوة وسطوة في الشارع الذي يرأس قوات حمايته رئيس الوزراء ووزير دفاعه وداخليته، لم ينفذها المندسون!

وأن صح تبرير المتحدثين الرسميين للدولة نصل الى نتيجة واحدة أننا بلا استثناء مندسون، فأين المتظاهرون؟ وأين قوات الدولة التي يحتم عليها قانونها حمايتهم من كل هذا اللغط وخلط الأوراق والتلاعب بمفردات التبريرات؟

ومن كل هذا نريد أن نعرف أين الوطن، فكلنا نريد وطنا..

 

وداد فرحان - سيدني

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم