صحيفة المثقف

ماذا تبقّى الى السبعين

محمد الذهبيماذا تبقّى الى السبعين تفصلني

            عشرٌ تسابقها عشرٌ الى النجفِ

نموتُ حتفَ أُنوفٍ ما بها شَمَمٌ

             ونحلمُ اليومَ بالجناتِ والغُرَفِ

أُسدّدُ السهمَ قد ارجوهُ ينقذني

           لكنه ويحَ بؤسي ليس في الهدفِ

من أينَ جئتُ وأينَ الراحُ تسحبني

           غوّايةٌ وغدتْ ترديكَ في عسَفِ

قلْ للشموسِ مصيرٌ مابهِ ترفٌ

      لا ترجو بالتربِ أو بالدود من ترفِ

قوامُ مجدِكَ ما ترجوهُ من شرفٍ

            أمّا قوامهمُ ما ضاعَ من شرفِ

تعساً لتلك بلادٍ لا أنيسَ بها

        سوى المراراتِ تبغي ليلَ معتكِفِ

إيهٍ بلادي على أورادِ جاهلهم

          أقفلتِ بابك سوطُ الجهلِ كالحتفِ

وكلُّ تلك مناراتُ الهدى غُلِقَتْ

             يبغون جهلكِ يا أختاه في لهَفِ

ماذا ستجنين من جُهّالِ قد ركِبوا

       سفينةَ الجهلِ من حُمْقٍ ومن خَرَفِ

الناس تبني ديار العلمِ في لهفٍ

              وأنتَ ويحكَ تلغيها على لهفِ

تديرُ وجهَكَ للماضينَ تسألهم

             وتدّعي إنَّ دار العلم في نَجَفِ

جسرٌ لطفلٍ هوى أنْ يرتقي سبباً

      فكان جسراً لبيتشوجين في الصحفِ

يا مانعَ الدرسِ بئس الدرب تسلكهُ

           وبئسَ ما خلّفَ الأسلافُ للخلَفِ

***

محمد الذهبي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم