صحيفة المثقف

البيان الوزاري اللبناني الإصلاحي والموقف المسبق من صفقة القرن

بكر السباتينهل سيخرج لبنان من عنق الزجاجة بعد التصويت على برنامج حكومة حسان دياب الجديدة! وهل يحظى بإجماع الفرقاء وعلى رأسهم حزب الله.. هذا ما يتنبأ به الخبراء المهتمين بالشأن اللبناني ولكن بصعوبة بالغة قد تلامس المستحيل. ولعل الأسباب كامنة في البيان الوزاري الذي تم مناقشته في اجتماع مجلس الوزراء الذي انعقد صباح اليوم الجمعة بالقصر الجمهوري في بعبدا، برئاسة الرئيس اللبناني ميشال عون.

وحسان ذياب شخصية لبنانية نزيهة من خارج منطقة التجاذبات الحزبية، وهو مهندس أكاديمي مجاز. وقد تعهد في بيانه الوزاري بطرح برنامجاً إصلاحياً شاملاً تضمن معالجة الأوضاع الاقتصادية، وتعزيز شبكة الأمان الاجتماعية، وإدخال تعديلات على النظام الضريبي.. ووضع خطة طوارئ للانتقال من الاقتصاد الريعي إلى المنتج، ويشمل البيان إصلاحات ضريبية وهيكلة القطاع المصرفي، كما ستخفض الفائدة على القروض والودائع وكلفة الدين والدين العام.. كما وتعهد بإنجاز قوانين مكافحة الفساد، وحث القضاء على متابعة الملفات التي فيها شبهات فساد، كما ستعمل الحكومة على إعادة هيكلة القطاع العام وتقوية شبكات الأمان الاجتماعية.

ويرافق تلك الإصلاحات الجادة، موقفٌ لبنانيٌّ مسبقٌ تبناه حسان ذياب في برنامج حكومته الإصلاحية، بإبعاد لبنان عن الصّراعات الخارجية، والسعي لتحرير الأراضي اللبنانية المحتلة، مع التّأكيد على حق اللبنانيين في المقاومة. وهو مطلب ينسجم مع تطلعات حزب الله اللبناني الذي يمتلك الاستراتيجية الرادعة للأطماع الإسرائيلية في لبنان..

من جهته قال نائب الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني الداعم للمقاومة في غزة، بأن حزب الله يعتزم منح الثقة لحكومة حسان دياب بعد حيازته 69 صوتاً.. ويعتبر أن “صفقة القرن” وُلدت ميِّتة لا قابلية لها للحياة وأن المقاومة هي الحل.

ومن شأن هذا الطرح المُتَضَمَّن في البيان الوزاري لحكومة حسان دياب إخراج لبنان من منطقة التجاذبات الإقليمية.. ويمثل الموقف اللبناني الرافض لصفقة القرن التي يسعى إلى مناقشتها عربان الصفقة المهينة في إطار الضغط على كل من السلطة الفلسطينية والأردن للمشاركة في ذلك.. ما سيخرج الصفقة من التابوت إلى طاولة البوكر التي يجتمع حولها المقامرون ويَطِنٌّ حولها الذباب الإلكتروني الذي يثير البروبغاندا الإعلامية التضليلية.. عجبي.

***

بقلم بكر السباتين

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم