صحيفة المثقف

قلاع تُسوّى بالأرض

شوقي مسلمانيأن تكون كلمة فيها مسّ. 

2 ـ

دم كثيرٌ

من أجلِ حيّز ثلج

تحت عين الشمس

يُسفك.  

3 ـ

مَن عادتُه النهش سينهش 

ولو هو حتى في المِحراب.   

4 ـ

ليستِ البلادُ هذه الشمس الرقيقة 

ليست هذه الخضرة، ولا ينابيع السكّر

البلادُ أهلُها ـ الفجرُ الآخر.

5 ـ

خرجوا في زمانِ الحلم

مع الماءِ والشجرِ والزهور

مع النمل، الفراشاتِ، العصافير 

نظروا إلى الرمل، أَصغوا للنهر

وتحدّثوا مع الريح 

قمرٌ كبيرٌ قمرُ البلادِ الشاسعة

أسماؤهم قوسُ قزح، الرئةُ يوكولابتس

خرجوا في زمانِ الحلم ـ أبوريجنال أستراليا ـ

السكّانُ الأصليّون.

6 ـ

عند خطِّ الإستواء الأقرب إلى الشمس

القلبُ مفعمٌ بالحبّ وفي ذروةِ الذروة.

7 ـ

لا يحوجك صديقك للتمويه في حديثِك.  

8 ـ

يقع الإنسانُ حيث يفشلُ المجتمع.

9 ـ

فقدانُ الثقة موتٌ آخر.

10 ـ

دمعةُ كبيرة

تقف في مجرى الدمع.

11 ـ

ترتيبُ حياةٍ صناعةٌ عمياء.   

12 ـ

مجرّةُ "درب اللبّان" كانت هي الكونَ كلّه

فيما حقّاً هي واحدة من 200 بليون مجرّة  

ولم يدركْ ذلك "مونوسوبيان" ـ إنسانُنا الإفريقيّ الأوّل  

نحن الذين ندرك أنّ المجرّات كلّها، ومعاً، هي الكون الأكبر ـ

عمارةٌ طبعُها أن لا تستقرّ، ولم تُنجَز بعدُ. 

13 ـ

هذا الفضاء فوضى

إلى أقصى نقطة تجعلني أجزم

أنّي لو لي يد لأقتربتُ على نحوٍ أرقّ، أشفّ

ماذا حاجتنا لأحزمةِ الصخور؟، لأي حاجة تولد نجوم

تولد كواكب، أقمار، وتموت نجومٌ اختناقاً أو إنفجاراً

ومعها عوالم لا عدّ ولا حصر لها، جاهدتْ لتكون

ذرّةً ذرّةً، ولبلايين السنين، كأنّ كلّ هذه العمارات الهائلة

المضيئة، المظلمة، المبصرة، المغمِّضة

الواقفة، القاعدة، الماسيّة، الذهبيّة، الفضيّة

الحجريّة، المائيّة، الغازيّة

لكي تغرق ممزّقةً في الثقبِ الأسود، الذي عنده يتجمّد حتى الوقت؟ 

ما سبق أقلّ من رأس إبرة في مجرّتنا ـ درب اللبّان

التي هي واحدة من بين أكثر من 200 ألف مليون مجرّة

مجرّتنا ذات المئتي بليون شمس، وترليون كوكب وقمر

وسُحب لا تنتهي من الحجران والصخور

هي مجرّد، ربّما طفل يحبو، بالنسبة لأجسام زميلاتها ـ الديناصورات

وبالمناسبة، مشت الديناصورات على الأرض قبل 65 مليون سنة

كان بعضها بطول 10 طوابق، ولكنّه الكون الذي كلّه فوضى

لكنّها الفيزياء، الكيمياء، ما تشاء، في جبروتِ

وعظمةِ المادّةِ الساخرةِ الخالدة.

14  ـ

قلاع وحصون

كلّها تُسوّى بالأرض.

***

شوقي مسلماني

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم