صحيفة المثقف

خارج الاقواس

اخد العالم الرقمي مساحة واسعة من القراء وسرق من الاعلام اهم مميزاته باضافات جديدة غير ممكن ادراجها على لائحة الاعلام بتقنياته القديمة كالصور المتحركة والفيديوهات والارشفة التي وصلت لاول مرة في تأريخ الاعلام الى النسبة الكاملة 100 بالمئة وسهلت محركات البحث الوصول الى المعلومات خلال فترة زمنية قصيرة ، هذه الميزات شجعت على انتشار واسع لوكالات الانباء والمواقع المتخصصة سواء الثقافية والفنية او السياسية والاخبارية لسهولة الوصول الى مواد هذه المواقع عبر الانترنيت بدون تحمل عناء شراء الجرائد و المجلات من المكتبات التي يكون مضى على اخبارها ما لا يقل عن 6 ساعات ويمكن توقع كم الاخبار المتراكمة خلال هذه المدة الزمنية التي تعتبر كبيرة في عالم الميديا الجديد .

.وبعضها عبارة عن صروحٍ ثقافية متطورة وبعضها  أوّلية بحاجة الى دعمٍ معنوي اكثر منه مالي لاستمرارها. واصبحت اشبه بالبيوت الثقافية خاصة في المهاجر، أو حلقة وصل بين الثقافات حول العالم .

والإبداع العراقي في المهجر، عبارة عن مدوّنة تاريخية عن مرحلة مأساوية من تاريخ العراق ، امتدت أكثر من نصف قرن تقريباً.. من النصف الثاني من القرن الماضي الى العام 2003 م عام التغيير كما وصفتهُ الأدبيات السياسية والأيديولوجية للأحزاب العراقية الوطنية ، ورغم إن هذهِ التسمية الكبيرة تدل على تحولٍ كبير في الحياة، لم نلمس ذلك، ما زلنا نراوح منذُ العام 2003 م في دوامةٍ، تتسعُ يوماً بعد يوم،

دون تحقيق مكاسب على صعيد مفهوم المواطنة وحرية الرأي وحق ممارسة العمل السياسي، وحرية تأسيس الأحزاب والمنظمات المهنية رغم الضمانة الدستورية.

ويسري ذلك على منظمات المجتمع المدني، رغم كثرتها، فإن نشاطاتها محدودة وتكاد تكون نخبوية أو تأثيرها محدود في الواقع السياسي والثقافي العراقي، وتتحكم بعض الأحزاب السياسية الفاسدة في نشاطاتها بشكلٍ مباشر أو غير مباشر ، مما يعني إن لوحة التغيير مشوشة أو غير واضحة المعالم ، وتحتاج الى جهود ونشاطات سياسية وثقافية، اتجاه ثقافة الاختلاف والرأي والرأي الآخر والحريات السياسية والثقافية، اضافة الى الحقوق الوطنية والدينية للأقليات، وهي أقليات عراقية أصيلة منذُ فجر الحضارات العراقية الأولى.

وأكثر نشاطات هذهِ المؤسسات، تهتم بإصدار الكتب والمؤلفات للكتاب والادباء العراقيين والعرب، أو التعاون في إصدارها ، بحيث اصبحت حلقة وصل بين الناشرين والمؤلفين، وهو نشاط يستوعب جزءاً لأباس به من إصدارات المؤلفين العراقيين والعرب في المهجر. أنها في الحقيقة تقوم بعمل مؤسسات ثفافية، رغم إمكانياتها المحدودة ، لها سرعة الانتشار والتأثير :”العالم الرقمي” ، فقدعرفنا من خلالها الكثير من الإبداعات العراقية والعربية والبحوث بشقّيها السياسي والديني ،اضافة الى الشعر والنصوص الشعرية أو السردية الجديدة . هذهِ النشاطات الثقافية والسياسية، تُساهم في بناء مفهوم جديد للحياة المعاصرة ،يتفق مع التقنيات المتحكمة في عالمنا، واستغلالها في نشر الثقافة والإبداع العراقي على نطاقٍ واسع ، يمكن نشره بأيّة لغة، لتوفر أدوات النشر بطرقٍ بسيطة وسهلة ، باستخدام العالم الرقمي الأقل كلفة والأكثر انتشاراً في العالم. إن المستقبل للثقافة، وما تنتجهُ من أفكارٍ وإبداعات ومبتكرات وأساليب جديدة متطورة، رغم طغيان السياسة الغثّ على حياتنا الحالية ، أو تحكمها بالنفوذ والسلطة والمال،

لأنها ممكن أن تؤدي الى نتائج عكسية ،كما حدث مع الدكتاتوريات المنهارة وأنظمة الطغيان في عالمنا العربي، بينما الثقافة متطورة ومتحركة ومنتجة للأفكار والابتكارات والإبداع.والتغيير، واكثر ما وصلنا من الحضارات القديمة آدابها وفنونها ومنحوتاتها التي ضمّت النصوص والأساطير والطقوس الدينية ،والعمران على مر العصور، والاهتمام بمثل هذهِ المنابر الثقافية، جزء من الاهتمام بالثقافة العراقية والعربية في الداخل أو المهجر او الثقافة العربية بمفهومها الواسع.

ونلاحظ كذلك ان العديد من المواقع المتخصصة بشؤون الثقافية او الفنية او العلمية قطعت شوطا مهما على طريق ترسيخ كياناتها كمؤسسات مستقلة واستطاع بعضها مواكبة التطورات الجديدة على مستوى الادارة او التحكم بالمحتوى وادت تلك التطورات الى تضاعف اعداد القراء والمتابعين بنسب عالية بسبب التطورات التقنية للاعلام الرقمي وديناميكيته وسرعة الوصول الى محتوى المنشورات بفترة زمنية فصيرة .

وينعقد مستقبل الثقافة اولاعلام بجميع فروعه المرئية والمسموعة والمقروءة  ويزداد ارتباطها بالعالم الرقمي يوما بعد يوم لدرجة اننا لا نشعر بفراغ اعلامي في حال لم نستطع الوصول الى المنشورات الورقية كالجرائد والمجلات ويشمل ذلك الكتب كذلك وسرعة الوصول الى نسخة من الكتاب الرقمي لا تقاس بسرعة الوصول الى الكتاب الورقي واكثر الكتب الصادرة حديثا تنشر بنسختين ورقية ورقمية وبالمقارنة بين الاصدارين وجدت اكثر الاحصائيات تداول النسخ الرقمية لنفس الاصدار اضعاف تداول نسخته الورقية لسهولة الوصول للنسخة الرقمية عبر الانترنيت وبذلك يختصر القاريء والمتابع عناءات كثيرة نتيجة لتباعد الدول المصدرة للكتب والمؤلفات بشتى الاختصاصات واللغات .

 

قيس العذاري

بكلويوس بالاعلام

التخصص صحافة

عنوان البحث: الصحافة والمعلوماتية

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم