صحيفة المثقف

بينَ المدرَك والمدرِك ومساحة الإدراك

عقيل العبودالزمن كفيل بالتجارب، والدروس، والعبر التي نتعلمها، وهذه المقدمة خاصة بالمتعلمين والمعلمين ممن يخصصون وقتا لمحاسبة ذواتهم على أمل الإرتقاء بها نحو الأفضل.

وخير هذه الدروس هو ان الإنسان بعد حين من الدهر، يفهم ما يرى، ويسمع، ويشعر به، بطريقة أخرى والسبب يعود إلى اتساع مساحة المدركات وقدرتها على الإرتقاء ما يسمى the process of cognitive area

والمعنى أن الموضوعات التي يقرأ عنها ، والأحداث التي يعيشها، يتم تفسيرها، وتحليلها بطريقة أخرى، غير الطريقة التي كان يتم اتباعها من قبل.

ولذلك فإن الملاحظات التي أبداها فلان مثلا في قراءة موضوع ما في زمن ما، هي غيرها تلك التي يبديها في هذا الزمان.

ولذلك نسمع أن كاتب النص مثلاً يكتشف بعد حين أن نصه المكتوب في زمن مضى، لم يكن يرضيه في هذا الزمان، وأنه يحتاج الى تعديل في هذا المقطع أوذاك.

ومثل ذلك نسمع أن الصديق الذي كان يعول عليه فلان لم يكن كما كان يتوقع، وبالعكس ربما مع شخص آخر.

ولكن ما يهمنا من الأمثلة أعلاه هو ان الكاتب والمثقف، لكي يكتسب هذه التجربة، أي لكي يصل إلى مستوى هذا النوع من الإدراك، يحتاج إلى أمرين:

الأول، الصبر، والثاني المواظبة، وكلاهما يمكن تحققهما لو منح الكاتب نفسه فرصة أطول في إعادة الكتابة بخصوص النص، اوالمقال المراد نشره.

بإعتبار ان إعادة تأمل النص، اوالمقال سيصل بالكاتب حتما الى درجة الإتقان المطلوب.

وهذه المعادلة مفيدة ومطلوبة في كل أبواب الحياة، لأن المساحة الإدراكية للعقل تحتاج الى وقت أطول من الوقت المتوقع لبلوغ الغاية الأكبر، والأسمى لفهم حقائق الموضوعات.

 

عقيل العبود

ماجستير فلسفة وعلم الأديان

باحث اجتماعي: سان دييغو

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم