تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام ثقافية

سوف عبيد: شكرا على التكريم

ما كنت أحسب أن الدعوة الكريمة التي أرسلها إلي صديقي محمد المي قبل أيام من افتتاح معرض مدينة تونس للكتاب لحضور أمسية ليوم الإثنين 2 فيفري 2924 خاصة بمنتدى التنوير الذي يشرف عليه منذ سنوات والذي كنت من بين الأدباء التونسيين الذين قدمهم ونشر لكل منهم مجموعة المداخلات الخاصة به في كتاب...

ما كنت أحسب أن تكريما ينتظرني أيضا فجزيل الشكر لصديقنا الأستاذ محمد المي الذي دأب بلا كلل ولا ملل على مدى سنوات عديدة يحتفي بالأدب التونسي في مختلف أطواره وأجياله وعلى تنوع أصنافه وأجناسه متحديا المصاعب والتحديات مؤمنا بأن هذه البلاد التونسية زاهرة بالعطاء واصلا القدامى بالمعاصرين ومحتفيا بالقدامى منهم والأحياء على حد السواء !3381 تكريم سوف عبيد

إن ما أضاف إلى هذا التكريم البهيج الذي حظيت به أنه كان برفقة أصدقاء أعزاء من الذين جايلتهم وعرفتهم عن قرب وهم الأديبة نافلة ذهب صاحبة القلم القصصي المتميز بلغته الشفافة الناصعة وبسبر أغوار شخصياتها القصصية وبالتقاطها لأهم هواجس المجتمع التونسي وتحولاته بالإضافة إلى منجزها المهم في الكتابة للأطفال واليافعين وقد ولجت بقصصها تلك بابا مهما في أدبنا المعاصر وأسدت معروفا لعديد الأجيال بما بذرت فيها من شغف المطالعة وحب اللغة العربية.

وكم كنت سعيداً أيضا بتكريم صديقي الأديب جلول عزونة الذي رغم اختصاصه في تدريس الأدب الفرنسي بالجامعة التونسية فإنه اختار كتابة أقاصيصه باللغة العربية وكذلك دأب على كتابة بحوثه الاجتماعية والتاريخية بلغة الضاد ناهيك أيضا أنه محقق حصيف لكثير من كتب التراث التي نفض عنا غبار النسيان وأعاد إليها وهجها وإشعاعها.

أما الثالثة من المكرمين في منتدى التنوير بمناسبة معرض مدينة تونس للكتاب سنة 2024 فهي الأديبة مسعودة بوبكر هذه الأديبة التي سرعان ما فرضت قلمها بين الأقلام الراسخة في تونس وذلك بفضل غزارة كتابتها وتواتر إصداراتها قصة ورواية وشعرا ونقدا وغير ذلك من فنون الكتابة وقد تيسر لها ذلك لأنها أخذت الأدب مأخذ الجد والحزم وعكفت على النهل من معينه بالمطالعة والاستفادة من تشجيع السابقين لها ونذكر من بينهم خاصة أستاذنا الأديب محمد العروسي المطوي فالأديبة مسعودة بوبكر أعتبرها حقا ابنة الأدب التونسي من خلال منابره وفضاءاته المختلفة حيث كانت مواظبة على ارتدياتها ثم على تسييرها وتنشيطها مثل نادي القصة بالوردية وهادئة القصاصين باتحاد الكتاب وناديك الطاهر الحداد وغيرها فأكدت بذلك أن الموهبة هي أساس الإبداع متى حظيت من صاحبها بحسن الصقل وبالدأب والمثابرة.

أجمل التهاني إذن لأصدقائي المكرمين معي راجيا لهم المزيد من العطاء لإثراء المكتبة التونسية والسلام على أرواح الأدباء الذين غادرونا والشكر الجزيل لصديقنا محمد المي ولجميع الأطراف المنظمة لهذه المبادرة.

***

سوف عبيد

 

في المثقف اليوم