صحيفة المثقف

هديرٌ صامتٌ

خيرة مباركيكم يمّمنا المسافات بجَوارِحناِ !!!

كم أغدَقْنا الغيابَ على الرَّصيفِ

نُقايِضُ اللّقاءَ بالوَدَاعِ

ونراوغ الرحيل بالضياع !!!

تضرّعنا كثيرا لشهرزاد أن تُوقدَ سراجَها

ولكنَّ المدى أضاع وهجَ المواعيدِ،

كدواة خيالٍ على أوراقِ العمُرِ..

تكتبُنا، وتمحُونا يدُ القدرِ..

فيا لظلِّك المهزومِ

حين يدوّنُ قصّةَ حنينٍ مسمّطةٍ

وينثُرها على قارعةِ الحرفِ

وأنتَ تغرقُ في سِهامِ العاصفَةِ

بعيونِ العسَسِ..

تراودُ العُمرَ على الورقِ

وتمضي .. في سفائن تيهٍ بعيدة

..

هل نتقاسمُ الطريقَ

لخريفٍ آخرَ .. لشتاءٍ آخرْ

أمْ نُعدّل المسَارْ .. ؟!

ومن يبقى رفيقاً للنجوم يوقِدُ أنوارَها..

فليسَ عدلاً أن نُسافِرَ معاً في طريقِ الفقْدِ!!؟؟

فُقِدْنا ونفقِد حتى تفَاقدْنا

بأطلال الرياح نُهديها ما تبقّى..

ومابقي من شيئ في لُجَجِ الوداعْ!؟.

***

خيرة مباركي. تونس

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم