صحيفة المثقف

شهقة حياة

علي سيف الرعينيكانت انفاسه تلهث متعب خائف لايدري كيف نجا من الموت

لقد رأى الموت فعلاً

هاهو قميصه ممزق من آثار سقوطه وتدحرجه في الجبل بنطاله ايضا ..تقطع....الدماء تغرق جسده ...الآلام تفتك به ماعاد يدرك موضعا لوجعه..

ظل لبرهة يلاحق انفاسه

لهج لسانه بالحمد والثناء واغمض عينيه في اعياء

أماه....لقد رأيت الموت حقاًكم هو مخيف ذلك الشعور حاول جاهدا ان يستل زفرة من اعماق صدره لكنه تهاوى غارقاً وذابت قبضة يده في الفراغ

اختفت معالم الجدران ....

ثمة اضاءة خافتة اختطفته اليها ....

تراءى له هيجان نسمات الهواء تتسابق اليه تسرق منه شهقة حياة ...وتهديه زفرة انهالت معها ابتسامة فرح

رائحة الدماء فاحت ملتصقة به

انهمرت امطار غزيرة تغسل جسده

تذوق ملوحتها انها ...ليست الا دموع والدته ...

الواقفة بقربه تمسك بأطراف ثيابه وتحاول ان تضم روحه الهاربة منه

تناجي بهمساتها

يااااااااا...الله

لم يدر كم بقى من الوقت مغمىً عليه

انتشل بعضًا من ذاته المغرقة بساعات النشوة

هل انتصرنا؟

كانت اخر كلمة قالها قبل ان يعود الى حديقته الغناء وحلمه المفقود المخضر بحرية وطنه ...يلاحق فراشات السلام ...ويقبل ازهار الحب المتلونة بدماء كثير ..كثير جدا من احرار وابطال ضحوا مثله

وتستمر الحكاية اقصد

وتستمر الحرب والموت في نسج الحكايات

***

كتب/علي سيف الرعيني

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم