صحيفة المثقف

كلمة تصبح جسداً

عامر كامل السامرائي"القصيدة رقم 6 من مجموعة ايروتيكا"

للشاعر اليوناني: يانيس ريتسوس

ترجمها عن المجريّة: عامر كامل السامرائي


أخذتِني كُلي، ولم تُبقِ للموت شيئا. في جسدكِ أتنفس.

بذرتُ الفَ صبيٍّ في أخدودكِ المبلول بالعرقِ.

ألف حصان يَخبُّ على الجبل،

يجرُّ خلفه أشجار زيتونٍ اجتثت من جذورها.

 تهبطُ صوبَ ضواحي القريةِ، ترفعُ رؤوسها،

تتفرّسُ بعيونها اللوزية، السوداء "الأكروبوليس"، وأضواء إشارات المرورِ الرفيعة.

ترمش بأهدابها القصيرة.

تسحرها مرغمةً لعنة الأخضر والأحمر.

شُرطيُّ المرور يحرك يديه، كأنه يقطف من الليلِ ثمرةً غير مرئيةً، أو يَجتذِبُ نجمةً ممسكاً بذيلها.

تُولّي مُدبرةً، كأنها هاربةً من معركةٍ لم تحدث. ثُمَ فجأةً تَهِزُّ أعرافها مرةً أخرى وتعدو صوبَ البحرِ. وأنتِ فوقَ الصهوة الأكثر بياضاً، عاريةً. ناديتكُ. يُطَوِق نهديكِ غُصنا سروٍ. حلزونٌ يَقبعُ ساكناً في شعركِ. أناديكِ، حبيبتي.

ثلاثةُ مقامرين خُلَعَاءُ، يدلفونَ إلى حانوتِ بيع الحليب ِ. بزغ الفجر.

تنطفئُ أنوارُ المدينةِ. تنهمرُ بشحوب عتمة هائلة على جلدكِ.

أنا فيكِ. أصرخ من أعماقكِ. أناديكِ، ها هُنا، حيثُ هدير الأنهار تتصادم مصباتها، في جسدِ الإنسانِ، ويفيض عُباب السماء- جارفاً معه كل مخلوقات العالم: بطاً بّرياً، نوافذ، بُومات، صناديلك ِالصيفيَّة، أحد أساوركِ، قنفذ بحر، حمامتين - شيء لا يُفسَّر، وخلود لا ريب فيه صوب جَنَّةٍ مفتوحة.

 

.................................

نبذة عن حياة الشاعر :

تجدونها في ويكيبيديا، الموسوعة الحرة: يانيس ريتسوس

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم