صحيفة المثقف

عدو عدوي صديقي.. كاسترو

ليس العداء بمعنى التعدي على حقوق الاخرين فيما يخص كاسترو ولكن بعض او اكثر افكاره لا تتلائم وافكارنا وكذلك لا تتفق افكارنا والرؤية الامريكية للمجتمع الاسلامي الانساني والاثنان اي كاسترو والسياسة الامريكية على طرفي نقيض لذا نستفاد منهما عندما يفضح احدهما الاخر وان كان كاسترو افضل بكثير من الامريكان لانه لم يتدخل بشؤون الدول الاخرى، وما يحمد ويثنى على كاسترو اجابته عن سؤال احدى الصحفيات عن رايه التفضيلي للرئاسة الأميركية كيندي أم جونسون أجاب "لا يمكن المفاضلة بين فردتي حذاء يلبسهما نفس الشخص"، وله خطوة رائعة اخرى الا وهي عندما خططت المخابرات الامريكية ومرتزقة كوبيين بانقلاب عسكري حربي ضد كاسترو ففشل الانقلاب واسر كاسترو 1200 جندي امريكي ومرتزق واستبدل كل اسير بجرار زراعي لتنمية الزراعة في كوبا .

حديثنا عن ترشيح ترامب للرئاسة والمخدوع من يعول على فشله او نجاحه ولكن المتتبع لهذه المسرحية الامريكية ومنذ ظهور الحمار الجمهوري والفيل الديمقراطي سيرى ان حزب الحمار اكثر دموية واجراما بالمنطقة من الفيل، فاغلب الحروب ان لم تكن كلها في العالم التي شنتها امريكا كلها في زمن الرؤساء الجمهوريين ( ريغان، نيكسون، بوش الاب والابن، ترامب)، وهذا معلوم للجميع ان الرئيس الذي يرشحه حزبه هو لضمان تنفيذه لمؤامرات الحزب . 

العالم وحتى الاعلام الامريكي عانوا وشاهدوا تصرفات ترامب وسياسته التي اثرت على الوضع العالمي سياسيا واجتماعيا وعسكريا، مع المهازل التي كانت محل سخط الامريكيين قبل العالم، ياتي الحزب الجمهوري ليعيد ترشيح ترامب للرئاسة وهذا دلالة قاطعة على ان ما قام به ترامب من مؤامرات وجرائم وتصريحات خبيثة هي محل رضا حزبه بل المطلوب منه قبل ترشيحه واعادة ترشيحه يعني ان الحزب الجمهوري لديه مخططات اخرى اسوء مما قام به الى الان ترامب او ان هنالك سلسلة لم تكتمل بعد يامل الجمهوريون ان يحققها لهم ترامب في حال فوزه .

واما حركته الاخيرة بخصوص نقل سفارته  خارج بغداد فانها حركة انتخابية لاشغال الراي العام بامور بعيدة عن ما يخطط له من مؤامرة ودائما الطاغية الذي يريد البقاء في الحكم ـ وقد اعلنها صراحة ترامب ـ يقوم باشعال فتيل حرب وازمات حتى يكون استبداله عسير وهم في صلب الازمة، ولا اعتقد ان هكذا مخطط تخضع له الادارة الامريكية العليا بالرغم من ان كل سيء متوقع من امريكا، ولكن ربطت هذه الحركة الاستفزازية بالعقوبات التي يريد ترامب تنفيذها ضد ايران مع خوفه من الانتقام الايراني لمقتل سليماني، باعتبار هنالك قوات مسلحة على الارض العراقية دائما تستهدف السفارة .

بالرغم من سلبية هذه الاستهدافات على الشان العراقي فان الحكومة العراقية هي من تتحمل ذلك ولا استبعد التواطؤ مع الجانبين لابقاء الازمة والاستفادة من تبعياتها والا لماذا كانت حركة ترامب الان ؟ 

لماذا لا تتعظ الادارة الامريكية من فشلها مع كاسترو وفيتنام وطالبان وغيرها من الحروب البائسة التي دمرت البشرية ؟، اعتذر نعم انها لم تتعظ لانها جاءت من اجل هذا الهدف وتحقق لها ذلك بمساعدة حكام المنطقة العملاء.

مهما خضت وتذللت بعض الحكومات وليس الشعوب للتطبيع مع الكيان الصهيوني الذي يعتبره ترامب انجاز للحزب الجمهوري فان الدائرة ستدور على الكيان الصهيوني عاجلا ام اجلا .

 

  سامي جواد كاظم

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم