صحيفة المثقف
بَصـْـرَيـاثا .. ثنائيات
بَصـْـرَيـاثا.. لصـيقةٌ بكِ نفســي
كـيــفَ يـحـلو بغيرٍ أُنسكِ أُنسي
كـلّمـا أعــبــرُ البـلادَ إبــتـعــادا
يُصبحُ الشوقُ بي عتيّا ويُمسـي
**
بَصرَياثا .. حَملتُ بَعدَكِ ضَعفي
كيفَ أقوى وقد أسَـمْتُ إغـترابا
مـن بـعـيـدٍ سمعتُ نَخلَكِ يـبـكي
لا يـرى تـحتَ سـعفهِ الأصحابا
**
أنا شيخٌ أهـيـمُ فـي شـاطئِ النهرِ
أخالُ الذي مـضى ليسَ يـمضي
أيـهـا النهـرُ مابـكَ اليـومَ تجري
بـدمـوعي، كأنـمـا كفَّ نـبـضي
**
تُـلاحـقُـني كـمـا لو أنـتَ ظـلّـي
ومـثـلُـكَ لا يـُرى الّا بــمِــثــلي
لـنــا روحٌ وقــد خُـلـقـتْ لِـفْـردٍ
بـجسـمينا أسـتقرّت دونَ فَـصلِ
**
فــيــكِ سـرٌّ لعـلّـهُ مثـل ســرّي
عندنا يختفي الهوى خلفَ سـترِ
هـــكـذا لا يكــون حُــبّا مـمـلّا
كـلّ يــومٍ لــنـا إنـتشــاءٌ بـأمـرِ
**
أُداري فـي هـواكِ الشـيبَ لكنْ
يُـفـارقُـني بـمـرآكِ الخُـشــوعُ
وقـد أرخى عـليَّ الـعمـرُ لـيلا
وأنـتِ بـهِ الكواكبُ والشـموعُ
**
وأحـبـبـتُ الـبـنـفسـجَ أيّ حــبٍّ
لأنــكِ مـثـلُ ريّـان الــبنـفـســجْ
فـمـنـكِ زهـورهُ فاحت عطورا
وخـدّكِ مـن نـضـارتهِ تـضرّجْ
**
جَـمالُـكِ عِـلْـمٌ ولـيسَ انـفــرادا
بحُسنِ العيونِ وبعضِ الصفاتِ
يــراكِ الذي يشــتهـيــكِ ملاكا
ورأيــي بـأنّــكِ إرثُ الــحـيـاةِ
**
لـديـكَ من العقـلِ مثلي فقل لي
ايبـدو لكَ الشكُّ صعبَ التجلّي
يُسّــرُّ لـيَ الـكـأسُ لـيـلا بـعِـلْمٍ
فـدَعْ آيةَ ألغـيبِ مـثلـي وصلّي
**
يَسـألُ الزهرةَ الندى كلّ صبـحٍ
هل بغيري يكونُ صبُحكِ أبهى
تـنحني الـزهرةُ الوديعةُ حـزنا
مـن مَـنونٍ يُطاولُ الحُسنَ تَيْها
**
أيهـا ألأمـسُ قـد ذهبـتَ هبـاءا
نُـقـْنعُ النفـسَ أنَّ فَـقـدكَ ذكرى
أنتَ في قضمكَ السـنينَ كثقبٍ
اسودٍ في إبتلاعنا زدتَ عـمرا
**
تحـرّكُنا خـيـوط الضوءِ ســـرّا
ولـيــس لـنـا بــمــا تخـفيـهِ علمُ
فـهـل كـنّـا ولا نـدري غـــبـارا
رمـانا نحـوَهـذي الأرضِ نجـمُ
**
تـهـيـمُ الفـراشـاتُ بالـوردِ حـبـّا
فلا الوردُ يذوي ولا هيَ تضْجرْ
ويـأتي دَعيٌّ يـرى الحسنَ ذَنْـبا
فـيـمحوهـما كـي يُثابَ ويُـؤجَرْ
**
أغربُ الأمرِ أنْ لا ترى موطنا
لـكَ إلّا وقــد ســاسَــهُ الأرعَـنُ
هـكذا قيـلَ في ما مضى، عجَبا
يسـتمرّون هـلْ خُليَ الـمَـوطِـنُ
***
عادل الحنظل