صحيفة المثقف

العصا الغليظة سياسة ترامب والعصا والجزرة سياسة بايدن

علي المرهجالعصا لمن عصى أمريكا ولم يستجب لترامب الأحمق، ولكل من عول على ترامب أقول له، ما (ما أطكع من هذا إلا ذاك)، بمعنى لا أخس من هذا إلا ذاك، وأتعجب من ضعاف الشعور الوطني أن يرموا كل خيباتهم على ربح ترامب أو خسارة بايدن، والعكس صحيح، فلو كنا نمتلك دبلوماسية وسياسة خارجية وطنية، لما عوّل البعض على فوز ترامب وعوَل آخرون على فوز بايدن، وكأن ترامب مع المشروع الصهيوني، وبايدن ضده!.

السياسة الأميركية مبنية على المصالح، ولا يحق للرئيس أن يهدد الأمن القومي الأمريكي، وواحدة من مقتضيات الأمن الأمريكي هي المحافظة على مصالح إسرائيل في المنطقة، فإن جاء رئيس ديموقراطي وذهب رئيس جمهوري، فلا يغير هذا من وضع إسرائيل في المنطقة وتقديم مصالحها أمريكياً على باقي شعوب المنطقة، ولا أتحدث عن ضغط "اللوبي الصهيوني"، فبوجوده في أمريكا لا تختل معادلة إسرائيل في المنطقة، ولن يغير بايدن من سياسة أمريكا ودعمها لها، ولن يعمل على نقل السفارة الأمريكية من القدس (عروس عروبتنا).

بايدن هو صاحب مشرع تقسيم العراق، وقد وجدت قادة عراقيين مثل المالكي وعادل عبدالمهدي وغيرهم يرحبون بفوز بايدن، فهل هو خارج سياسة أمريكا "الجوكرية" تجاه العراق؟!. ولم الفرح بقدومه وهو لا يختلف كثيراً عن ترامب الذي أجاد تطبيق سياسة (العصا الغليظة)، أما بايدن فهو صاحب (العصا والجزرة)؟!.

أظن أن بعض ساسة العراق فرحين بقدوم بايدن لأنه سيخفف الضغط عن إيران، وسيفتح حواراً معها حول ملفها النووي، ولشدة ارتباطهم بإيران سياسياً، ومصيرهم مرتبط بمقدار وجود إيران بوصفها دولة مؤثرة في المحيط الإقليمي نجدهم فرحين، لكن هل في فرحهم هذا ما يخدم العراق سياسياً بما يُخلصه من أزمته المالية الخانقة حالياً؟.

الجواب عندهم، فمثلما أسهموا بقدر كبير في خراب العراق وانتشار الفساد فيه ياليتهم يجعلوا من سياسة بايدن نافعة للعراق والعراق وحده.

أظن أن من كان يُعوّل على فوز ترامب وسياسته الرعناء، فهو يصح عليه لفظ ذيل أمريكي، ولا يختلف هو عن من يعوّل على فوز بايدن صاحب مشروع تقسيم العراق، فهو ذيل وجوكري معاً، إلَا إذا نجح هؤلاء الذين يعوّلون على بايدن من تخليص العراق من أزمته الحالية، وتحقيق بعض الإصلاحات الإدارية والمالية والخدمية الملموسة، فيكونوا أصحاب رؤية مستقبلية ، بعد أن كانوا أصحاب أجندة تخريبية!.

وفي حال تحقيق بايدن لما يطمحون به من نصرة لهم ونصرة للشعب العراقي كما يروجون، فعلى الآخرين أن يسكتوا ويعترفوا لهم بأنهم يستشرفون مستقبل السياسة الأمريكية (البراجماتية).

ولي أن أقول أن من يبني نجاحه وفشله على دعم جهة خارجية أمريكية أو غيرها، أو فوز رئيس أمريكي أو فشله، ويربط مصير الوطن بهم، فهو ذيل وجوكري بامتياز بحسب منطق التخوين بين الجهتين المتصارعتين على خراب العراق، إن لم يفلح عملياً في إنقاذ الوطن من مستنقع الخراب والفساد.

 

ا. د. علي المرهج

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم