صحيفة المثقف

بهارات

قصي الشيخ عسكرقصص قصيرة جدّا

(مهداة إلى صديقي الفنان ز.ش.)

بهارات

اغتنمناها فرصة ثمينة لا تعوّض حين غادر زميلنا الهندي شارام  خلال

العطلة الصيفية القسم الداخلي فكسرنا القفل واقتحمنا غرفته .

لم يكن هدفنا السرقة قط بل السطو على علب البهارات الكثيرة التي يفقد أيّ طعام لذّته من دونها، وفي بال أيِّ منّا أنّ زميلنا شارام الهندي سيجلب من رحلته إلى بلده بهارات جديدة تغنيه عن القديمة التي تركها على

الرّفوف.

فجأةً خرج يزعق ويردِّد أبي أين أنت يا أبي!

ثورته صدمتنا فليست هي المرّة الأولى التي يجد طالب عائد من سفر طويل أن لصوصا سرقوا غرفته وكان صديقنا الهندي شارام يقابل حوادث السرقات ببرود لا نضير له، زادنا حيرة أنّ أنّ أباه توفي  قبل أن يأتيّ للدراسة بسنوات،.. تجرّأ أحدنا وصاح فيه: ألم تقل إن والدك توفى منذ سنوات طويلة؟

كان يجلس على الأرض وقد اجتاحته موجة نشيج أكثر مما هو غضب وأشار إلى الرّفّ: هناك وضعت رماده في إحدى العلب جنب البهارات التي سُرِقَتْ من على الرف !

**

مرآة

عثرت في مخلّفات جدّي على مرآة لو نظرتُ إليها لوقع بصري على وجهي قبل خمسين عاما، وعلى ظهر المرآة عبارةٌ بخطٍّ قديمٍ باهتٍ تقول: لك وحدك سيبْطُلُ عملها لو وقع عليها بصرٌ آخرُ.

مطاردة

طاردته ذئاب وكلاب، وحين انتصبت فجأة أمامه شجرة، أسند ظهره إليها وأخذ يلتقط أنفاسه من التعب.

***

قصي الشيخ عسكر

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم