صحيفة المثقف

صَيْد

عبد الفتاح المطلبيغَنّى فأضحَى والشِــباكُ ثوابُــهُ

فهَوى وطارَمن الهوانِ صوابُهُ

 

جَنَحتْ بهِ الأيام رغم جَناحهِ

فأنابَ عن ألقِ النهار ضبابُهُ

 

لمْ يدرِ أنّ هَوَى الأحبةِ كاذبٌ

حتى تبددَ فـي الفـــؤادِ سَرابُهُ

 

عيناهُ غيّمتا ولمّــــــــــا سحّتا

دمعاً رأى بهما الذي قد رابَهُ

 

الليل لم يهدأولاسكنَ الجوى

بل كيفَ يهدأ والقتيلُ شهابُهُ

 

قد كانَ في فلكِ الحبيب مدارُهُ

قمراً وفي عيــن العَدوِّ ترابُهُ

 

آذاهُ أنّ هـــــــــواهمُ أكذوبةٌ

إذْ فارقتهُ ولـــــمْ تعُدْ أسرابُهُ

 

تَرَكَتْهُ مَكْسورَالجناحِ مَهيضَهُ

فرداً يُنــــازِعُهُ البقاءَ عذابُهُ

 

من أين يهربُ والمنــــافذُ كلُّها

حرسٌ تدورُعلى الفؤادِ حِرابُهُ

 

النفسُ تأمرُهُ فيهـــفو والأسى

جُدُراً يُقيمُ فهلْ يفيــــدُ عتابُهُ

 

ولطالما سألَ الندى عن حالِهم

فإذا الندَى دمعاً يكـون جوابُهُ

 

حتى إذا الصيادُ حـاقَ بصيدِهُ

وتسورتْ كُـــلَّ الجهاتِ كِلابُهُ

 

صيدٌ يجدّ إليـهِ مخلبُ نابحٍ

فإذا نجا منهُ توغّــــــلَ نابُهُ

 

فأحيلَ ما بينَ الفــؤادِ ونبضهِ

ليطولَ عند الذكرياتِ حسابُهُ

 

بتنا سواءً فــي المثابةِ ذاتِها

نشقَى بها كـُــــلّاً لهُ أسبابُهُ

 

أنا مِثلهُ في العشقِ تَيَّمَني الذي

قد راحَ يعــــــــذلُني بهِ أترابُهُ

 

هيمان يقتلُني الصدى فأغاثني

من موتيَ المحتومِ فيهِ رضابُهُ

 

فمتى سيعرفُ ما يخلّفُهُ الجَوَى

ومتى تجــــــودُ سُلافةً أعنابُهُ

 

أرسلتُ للمحبوبِ زاجَـلَ لهفةٍ

فأتى إليَّ مـن الجـوابِ غرابُهُ

 

ما ذُقتُ إلاّ مرةً شــــهدَ اللّمَى

فنأى وأترعَ كأسَ يومي صابُهُ

 

ودّعْتُ قلبي عنـــد أولِ رِحلةٍ

للعشقِ فاسـتعصى عليَّ إيابُهُ

 

يَمٌّ من الأشــــواقِ طامٍ موجُهُ

تعلو على أفُــقِ الحنينِ قبابُهُ

 

ولقد مضى من دونِ أي درايةٍ

في العومِ فاسـتولى عليهِ عُبابُهُ

 

مرّتْ عليَّ من الزمانِ قوافلٌ

يحدو بها من رَيـــــبِهِ كَذّابُهُ

 

ما زلتُ منتــظراً على شطآنهِ

أعمىً فهل تُلــــقى عليَّ ثيابُهُ

 

وتجمّعَتْ سُحبُ الفراقِ وأمطرتْ

حزناً تدورُعليَّ فيـــــــهِ ذئابُـــــهُ

 

لا الليلُ يمنحُ مســهداً إغفاءَةً

لا في النهار تعــافُهُ أوصابُهُ

 

والوجدُ صالَ عليهِ صولةَ كاسرِ

وحشٍ وقـــد نشَبَتْ بهِ أنيابُـــــهُ

 

فمتى تجيءُ إليَّ منهُ إشارةٌ

ومتى سَيُختَمُ باللقـاءِ غيابُهُ

***

عبد الفتاح المطلبي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم