صحيفة المثقف

الورشات الابداعية ..

امسيات أدبية وثقافية حية 2.2

اخبرني صديق ان في بيروت ورشة تديرها الروائية هدى بركات لكتابة رواية ناجحة . قرأت عن هذه الورشة ولكن هناك اختلافات بين الورش الابداعية ومحاولة نقل تجرية روائي روائية لمبتدئين كما الحال في ورشة بيروت، وللكاتب والروائي الفلسطيني الياس خوري مبادرة مشابهة لااعرف كانت في اطار ورشة بيروت او بشكل مستقل.

لاننا نعلم ان الموهبة لا يمكن اكتسابها بالتعلم، مسألة ذاتية وملكة ذاتية، ولكن التعليم والخبرة وتجارب الحياة العملية تصقل الموهبة وبتعبير اخر "تروض الموهبة" مجازا وتبرز الجوانب الايجابية المفيدة لدى الكاتب او المؤلف .

الشعر بهذه الورشات مفقود، ليست له اهمية تذكر وما لفت انتباهي لا يوجد اي ديوان شعري بقوائم دور النشر العالمية الورقية او الرقمية . وسبب انحسار دور الشعر وطنيا وعالميا، تراجع عدد القراء والمتابعين وجمهور الشعر ولجوء الشعراء الى مواقع التواصل الاجتماعي عبر صفحات خاصة بهم لنشر نتاجهم وارائهم رغم ان بينهم شعراء عالميون لهم حضورهم اكاديميا وثقافيا .

وهذه حالة فريدة ومؤسفة في الغرب ان يصل الشعر الى هذا المستوى من الانحسار على مستوى النشر او اهتمام القراء اوالجمهور . تؤكد مقولة ان عصرنا "عصر الرواية بامتياز" . ولا يمكننا ان نخوض في اسباب انحسار الشعر في الغرب لهذه الدرجة المريبة، مع التأكيد على كلمة "مريبة" لان اغلب القراء والجمهور في الغرب واقع تحت تأثير شركات الدعاية الكبرى التي تتحكم باسواق الكتب ومنصات بيع الكتب والمؤلفات .

تبذل دور النشر جهودا حثيثة لتقريب القراء والجمهور من عالم الرواية والسرد وباقي النشاطات الموازية او المكملة وتركز على اهمية ان تتبع خطوات محددة اذا اردت لكتابك او روايتك النجاح في سوق دائما ما تصفه بـ "شديد المنافسة" على المستوى الدعائي او "النوع" الذي يعني التميز وخصوصية المنتج اي ان تكون روايتك جديرة بالقراءة لخصوصيتها وتميزها وابتعادها عن التكرار والتقليد .

والورشات الابداعية احد المصادر المهمة لابقاء الكتاب والمؤلفين على صلة بما وصلت اليه الرواية والاساليب الجديدة الجاذبة للجمهور والقراء من خلال امسيات ومحاضرات حية تبث عبر الانترنيت للمشتركين ويمكنهم من خلالها التحاور حول مختلف الجوانب المتعلقة بكتابة الروايات او الطرق المجربة لوصولها الى جمهور وسرعة انتشارها اوتداولها محليا وعالميا .

وحقيقة لو تأملنا بنتائج هذه الورشات نكاد لا نصدق بنتائجها كأن احد الروايات بيعت بيوم واحد "24 ساعة" 300 الف نسخة او الارقام التي تطرحات لعدد المتابعين والمشاركين بهذه الورشات . حتى نظن بانها عالم قائم بذاته يتلصص على عالمنا الحقيقي لدرجة لا تخفى عليه خافية من شؤون حياتنا الخاصة والعامة سواء من خلال هذه الورشات او ما تنتجه من كتب ومؤلفات على مدار السنة .

وهذه ربما احد اسباب انتشار الرواية وتقدمها على الاختصاصات والمنشورات المعرفية والادبية الاخرى لان الرواية تهتم بالتفاصيل الجزئية والصغير في الحياة وتجسدها باشكال واساليب وطرق مختلفة من خلال السرد والاحداث والشخصيات .

 

قيس العذاري

2.2.2021

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم