صحيفة المثقف

عربة عشتار (1)

سردار محمد سعيدكنتُ الفتى الحزين الضعيف أمام بطش الأيام والسلطة ، يعتريني خوف عيون الأمن العروبي المتربصة أنى ذهبت.

أمني النفس بهواء الحرية، فسترت نفسي بنفسي، وقسرتها على التخفي والإختباء.

ياوطن الإشتهاء كم جسد منحناك ليستحيل بترولاً وما وهبتنا قطرة حرية.

 لم يدربخلدي أن أكثر الزميلا ت كبرياء وعجرفة تحاول الإستحواذ علي.

 بهذا الهوس لظني أن كل شيء طوع أمرهاحتى المشاعر.

إذا أحبت يجب أن تُحب.

يكذب الذكرالذي يدعي أنه بلا أنثى يبدع وتكذب المرأة التي تدعي أنها مستغنية عن الذكور.

علّموها أنهم الآمرون الناهون، وعلى الضعاف فرض الطاعة، فهم أقل من قلامة في قمامة.

غيرمستغرب هذا في مجتمع لديه قائمة من المحرمات أولها الحب.

- من هذا النكرة الذي لا يأبه لأسياده؟

وجة أصفر مبقّع بلطخ الجوع كوجه أبيه الشيوعي القذر، قضى مطارداً

بين أعواد القصب كضفدع وصار مائدة للأسماك.

 أم هناء كانت تحس بهموم ابنتها المتصاعدة، وتراقبها متجسسة،

ورأتها تتعرى أمام المرآة وتحدث صورتها وكأنها تحدث رجلاً

قطعة بعد قطعة

- هل رأيت مثل هذا الرغيف؟ هل ذقته؟

متحسسة صدرها، وهذا الرطب الشهي، هل نلته؟

لمَ لا ترتقي النخلة ؟

وبغفلة دخلت الأم محتقنة الوجه تكاد تجن.

من أنبل بناء المتسلطين أم بناء الله؟

نيل شيء بفقد شيء ثمين تحط معه كرامة أسرة لاخير فيه.

 - سيطرق بابك ألف رجل فلا تتعجلي - على رزقك - وستكونين زوجة رائعة، وتنعمين بالحلال بما ترغبين، ولديك السلطة والمال والجاه والجمال.

فقالت في سرّها - كما تنعمين كل ليلة -.

- أماه المرأة التي لديها مال وجاه وسلطة وليس لديها حبيب ليس لديها شيء اطلاقاً.

وبمرور الوقت وتفتح الشهوة وتزايد الحاجة، ولم يأت الحلال المرتجى.

بدأ الإحساس بالمرارة وسيقود إلى الخيبة.

- أماه طال الصبرفأين ما وُعدت به ؟

وها هي في المرحلة الجامعية وتسنح لها فرص وليس فرصة واحدة.

لكن سفيتها لم تقف إلا عند ساحل ضحل، في حين كان هناك كثر من يفوقونني وسامة وأناقة وغنى.

أهوالطموح أم البطش.............

وقف هو الآخرعند ساحلها متربص فمزق شراع سفينتها بلذته..

آه من الطموح لو صار هدفاً.

وآه منه لو ارتقى إلى الإستحواذ.

 راحيل هي التي فضّلتُها دون سواها من فتيات معهد الفنون لدراسة تقنية الحروف المسمارية.

وأطلقت علي هناءتسمية الرجل القصبي

ولما سألتها راحيل

- لأنه رفيع كالقصبة ولونه لونها.

فامتعضت راحيل قائلة

- وهناك من يشبه فقاعات الصابون.

وفهمت أنها المقصودة وأسرّتها.

الجمال والسلطة لا يرغمان المرء على الحب.

هناء فتنة وجمال وسلطة لا تملكها راحيل.

نكاية براحيل وبي سعت هناء لكسب ود سلام زميلنا في المعهد ليس حباً به إنما لإثبات أنها فتاة المعهد التي يتمناها أي واحد، وكان هذا مدعاة غضب أبيها.

 - من هذا الصعلوك سلام...يا سلام.. لا تختارين إلا السفلة، دونّي جديد من الرعاع، إسمه يدل عليه، شيوعي آخر لاشك، هذا الإسم ظهر وانتشر يوم جاء عبد الكريم قاسم.

 - أنا اخترته يا أبت.

رد بسرعة واحتقان

 - إختيار سخيف، أتجهلين من تكونين، هل أنت غبية ؟

ليلاً عندما اختلت الأم بأبي هناء قالت

- كبرت البنت ولم يأت نصيبها

- سأزوجها ابن عمها أرادت أم لا

- لاترغب به..فاشل، لم يستطع اكمال المتوسطة.

 - ولكنه رجل

- تعني أنه يمتلك أعضاء تناسلية ذكرية.

- أقسم لو رفضت سأذبحها كالنعجة.

 - هذه طباعكم، ذبحتم المئات، ولكنها من لحمك ودمك يا رجل.

وأنت الأخرى تستحقين الذبح.

الأنثى التي ترغب في اشباع غريزتها لايتصدى لها مجتمع جاهل فقط بل السلطة الحاكمة لأنها لم تكن سلطة إذ هي لم تكن حجرا ً في رماله.

الجمال والفتنة لاتزيد المرء مهارة في شد الإنتباه.

 الباحث عن الفتنة والجمال لايهمل الخوارج فهي تثيرالدواخل إذا كان هناك خزين داخلي وإلا فماذا تثير.

الزملاء في المعهد كغيرهم من الشباب المكبوت يقضون أوقاتهم بممارسة العادة السرّية مع أقرب واحدة تمر بخيالهم من زميلاتهم.

في نقاش مؤطر بالعلم والأدب المفتعل قالت هناء:

- نحن مجتمع له قيمه وأخلاقه فلا يحق لأنثى ممارسة الجنس إلا مع زوجها

ومن تفعل عكس هذا فهي عاهرة ويجوز معاقبتها.

ردت راحيل:

- وكيف يستدل على عدم ممارسة أنثى الجنس.

أجابت هناء:

- غشاء البكارة دليل شرف الفتاة.

فضحكت راحيل:

- وهل يوجد للدبر غشاء بكارة ؟

فأضافت زميلة:

- ولا للفم ولا للأثداء ولا للسيقان المضمومة

صعقت هناء.

أردفت راحيل:

- كاذبة من تدعي أنها لا تفكر برجل عندما تختلي بنفسها ولا تتخيل شتى أنواع الممارسة وهذا حقها الطبيعي إلا إذا كانت غير سويّة.

قالت احداهن:

أنا ابنة الحمارس الشيخ الأزبْ محطوطة المتنين كبداء الركبْ

أدل من يدب بي على العجبْ يدارك.............وقبْ

إذن هذا هو سر تمسكي براحيل، عقل متفتح و مهارات فنية وليس لكونها مطلّقة.

ذلك ما أثار الريبة في العقول الذكورية.

 أحدهم أكد على أنها مطلّقة وأكبر مني عمراً

عرفت مابغيته فقلت:

- ما شأنك.........أحب المحترفات لا الهاويات.

وراحوا يبحثون عن زلّة أو شطط، فقال قائل منهم

- شاهدو الوشم الأزرق على ساعدها الأيمن

لا شك أنه اسم حبيبها الأول

فأجبت بسرعة:

 - وليكن.

- لا يمسح إلا بماء النار ويخلف تشوهاً وأردف مستفسراً بتهكم

لا ندري متى ستنتقل إلى الساعد الأيسر فتوشمه

رد أحدهم

 - أو ربما تنتقل إلى....؟

سمعت يوماً صراخ ابنة جا رنا وكان يوم زفافها وعرفت أن نسوة من الأقارب تحلّقن حولها وهي مستلقية على بجاد فُرش أرضاً ومسكنها بقوة وراحت أكبرهن عمراً تنقش جلدها وخزاً بإبرة وبعد كل وخزة تنثر فوق الجلد رمادَ سيجارة مشتعلة فيمتزج مع الدم فيتلون بلون أزرق وتظل تصرخ والنسوة يضحكن والأم تقول:

- لا يدرين أن العروس الملساء غصن أجرد.

هناء ليست بحاجة لإبرة لتشم الذكور

نظراتها إبر في أفئدة الزملاء

أحداقهم لا تفتأ متسمّرة في قوامها اللين عندما تتحرك.

تحملق في تفاصيل جسدها تاركين ماهو أجدر بالتركيز

راحيل صلبة كعود القصب لكن أصابعها مفعمة ليونة ومهارة

صَنعت من أجل دراستنا عشرات الأقلام ذات النهايات الذربة التي تترك أثراً في ألواح الطين يشبه ما يتركه ضغط مسمار

ويشبه ما تتركه إبرة وشم في جسد عروس.

2

طلبت مني راحيل مرافقتها لزيارة آثاربابل لملاحظة أشكال الحروف المسمارية عن كثب فقبلت لفوري.

من الصعب على امرأة المبادرة لتقول لرجل أحبك ، ولكنها قد تفسح له بالمصارحة بوسيلة ما تتيحها له رغم تلجلجه وتأخره.

عندما سمعت هناء جن جنونها

إذن تأجج تنور الغيرة.

يا نار كوني برداً وسلاماً.

إنفرادها معي والإختلاء بي في موقع شبه مهجورأثار خيالات وأوهام كانت قاسية على نفسها وراحت تتخيلنا في أوضاع مثيرة ضماً وعناقاً والتصاقاً وكل مايمكن أن يجري بين مطقة وشاب قادر على تلبية حاجة أنثى تعودت عليها زمنا ً مضى.

ليلة بطشت بها، المرآة حزينة، الستائرإهتزت، المكحلة سكبت كحلها، قلم الشفاه تخلى عن حمرته.

شوهدت في اليوم الثاني وهالات سوداء تطوق أحداقها وشحوب في وجهها يوحي بأرق إنقض فأمضت ليلتها في سهر مضن وأوهام لا مبرر لها، وحتى عندما هجعت عند وجه الصباح حلمت بهما يتعانقان.

كابوس لا يَصدق، أحلام نهاية الشهر لاتعبير لها، هذا في كتب تفسير الأحلام.

عند اجتيازنا مدخل شارع المواكب من خلال الباب الذي وزعت على جانبيه رسومات لحيوانات ذات خلقة لم يعهدها عقل ولم تألفها عين

قلت

- هذا هو الإبداع، فأجابت:

- لي رؤية مختلفة فهذه الحيوانات نتيجة ممارسة أنثى حيوان واحدة مع عدد من الذكور من أنواع تختلف عن نوعها، وهذا ما يسرُعشتار.

سؤال طالما طرح، لماذا من حق الذكر الزواج بأكثر من واحدة ولا يحق

للأنثى.

كأننا نسير وسط زحام الحشود يوم نصر عظيم

تسلقنا مرتفعات وصعدنا سلالماً، وحين تكون على وشك النهاية تمد يدها و تقول: خذ بيدي.

لو كانت هناء تعلم كم هو عدد المرات التي تشابكت فيها أصابعنا لجنّت، وكانت ستقول، هي فرصة لراحيل تهتبلها كي تلمس فيها كفي.

خذ بيدي، حجة ليست لبلوغ النهايات بأمان ولكنها حجة لبلوغ نهايا ت أخرى.

 قالت ونحن قرابة نهاية الشارع:

- ألا يعجبك رؤية البئرالذي تستحم عشتار بمائه ؟

- أعتقد أنه نضب.

- تعال وشاهد.

وعلى حافة البئر قلت:

- صدق حدسي.

 ولم أكمل الجملة حتى دفعتني فهويت في قرار سحيق وغرقت في ماء لجّي وشعرت بالنهاية اقتربت وسأموت اختناقاً لولا ثمة حوت رمادي حملني على ظهره فتمسكت بزعانفه ونبذني عند الساحل، وكان قد جعل رأسي أعلى من سطح الماء لأستنشق الهواء.

هواء نقي وماء رقراق ، حقيقة وليس من وحي الخيال.

وإذا بيد تمتد

لفاتنة من القرب تقول:

 - خذ بيدي ،

مددت لك يداً فامدد يدك.

يفال أن مروزياً وكانوا يوصفون بالشح والبخل سقط في بئر فقال له أحدهم ها ت يدك ففضل الموت على أن يعطي يده ففهم الرجل فقال له خذ يدي فتمسك بها سريعاً.

ثلاث فاتنات أحطن بي، قالت إحداهن: نحن خادمات عشتار أرسلتنا لنستقبلك ونعلّمك ما يجب أن تكون عليه قبل لقائها.

هذه رضاب خبيرة القبل.

وهذة لفّاء خبيرة الضم والشم.

وأنا امتزاج ستعرفني لحظة رؤية عشتار

نحن في جوار مخدع عشتار.

وبعد وصولي برفقتهن إلى فتحة في صخرة عند سفح وهدة تبدو لناظرها مهجورة لمحت في كف امتزاج مجموعة أقلام قصبية وقالت بصوت رقيق:

أقبل ، فبرز وشم أزر ق على الساعد، هذا الساعد أعرفه، أقبل ولا توجل

أنا زميلتك راحيل، ولما تأهبت لصعود الوهدة قالت: خذ بيدي.

 

 3

القصب الذي تشذبه راحيل يليق به الطين الذي برعت في إعدادة مذ كنت صبياً وكنت أنتظر انتهاء موسم الفيضان.

 إيه دجلة الخير. لاشك أن سيولك جرفت الكثير من كتل الطين

طين أحمر قان لونه يسر النظر،

سترته الرمال غلافاً اتقاء الحسد،

لم يكتف الرمل بأن يكون دريئة فتغلغل في ثناياه.

إذن علي إنجاز مهمتي لتوفير كمية لعام.

الذهاب إلى ما يشبه الساحل أمين وسهل بوساطة دراجتي الهوائية لكن الإياب تكتنفه صعوبتان أولاهما ثقل كتلة الطين لذا علي دفع الدراجة راجلاً إذ تغدو عربة سالكاً طريق بستان النخيل القصير.

والآخر الكلب السائب الذي لا بد من إغرائه ببعض العُظيمات لذا يجب أن لا أنسى مائدته.

بعيد وفاة أبي تناولت أمي قبصة من الطين غيرالمعد وطلت به وجهها فتبسمت ضاحكاً فقالت ممتعضة

أتضحك ولم تمض شهورعلى رحيل والدك.

قلت: إن الطين نياشين الكادحين تعرفة جباههم وجلودهم وثيابهم ومن اتشح به اتشح بأصل ومصير البشر.

قصتي مع الطين لم تنته بعد

أضعه في طست عتيق وهبته لي أمي وأغرقه بالماء لليلة فيكتسي سطح الماء خبثاً من ملح ورمل ذائبين.

وأعيد العمل لأيام مع عجنه بقدميّ ليكون الضغط شديداً فلا أترك لحبة رمل واحدة تغلغلاً.

وبعد مُدة يصبح طيناً نقياً تتمنى كل عاتق إذا رأته أن حبيبها بهذا النقاء والصفاء واللين والتماسك.

4

 أدخلتني في رواق طويل نحت من حجر مرمري أخضريتلألأ نوراً بسقف أزرق حسبته قبة السماء ثمة غانيات سوداوات الجلود مدججات برماح طويلة مقوّمة  وعلى باب خرافي التصميم تحرسه حا رستان صامتتان لاتعرفان غير لغة الإشارات

هذا مدخل غرفة عرش عشتار، ولكن المدخل مغلق بجدارصلد من حديد مذهّب ليست فيه ندبة أو خدش ولا مزلاج أوعروة فقلت:

كيف أدخل ولا منفذ فيه؟

قالت: مر من خلاله في ظل طائر سيقودك وإيّاك أن تتجاوز حدود ظله فستمر مرور الكرام.. ولو لم يؤمر لصاح بك: إنك لمقتول ولحمك مأكول.

وهدر خفق جناح لطائر أسود الريش بستة رؤوس ومناقير صفرمخيف الهيئة لضخامة جثته وله ظل أشد سواداً من ريشه وتعجبت من ظل بدون ضوء ساقط فتلفتّ باحثا ً عن الضوء فضحكت راحيل وقالت:

- ليس كل ما تعلمته في المدارس يصدق في المخدع الخرافي للربّة عشتار،

ولك أن تعلم أن الليلة ليلة يختفي فيها القمرتجد فيها عشتارلذّة في مقابلة البشر لتبرهن لهم أن نور جسدها يفوق نور القمر.

نأتلق من شدة بياضه شفاف كأنه زجاج لايصدأ غيرقابل للكسر.

كنت أرتجف ورجلاي تصطفقان من رهبة ربّة متأنسنة جعلت قواي تنهار تُرى ماذا سيحل بنبي قال لربه أرني وجهك؟ إلا أن تدك الجبال التي تحيطه دكاً.

 يالسعدك فرصة ماسيّة..... إقتنصها فشتان بين انصياع حرف للين أصابعه وبين انصياع ربّة لجمال مقالته وهي التي طالما اقتنصت قلوب الرجال بحبال فتنتها وحلو كلامها.

اليوم تتاح لقدمك وضع الخطوة الأولى في سلم المعرفة المفقود.

لاتدعها تهرب منك

قالت عشتار بغنج المراهقات وعشتاراقتاتت الدهور وازدردت السنوات:

- لا توجل وتقدّم.

لهجتها كانت متواضعة ولكن لا تخلو من نبرة الأرباب.

- أريد منك أن توثّق بدقة ما أخبرك به جلجامش فيما عشقت واحببت ،

لايفقه أن ذلك يفرحني بل يسعدني

وهذا مايميزني من طاغية جبار

وثّق ودع التاريخ يحكم أيما الأروع عاشقة الحياة والجمال أم حامي الأسوار الذ ي لا تهدأ شهواته إلا إذا افتض عذراء قبل زوجها،

وثّق

أنني أحببت تموز الجميل.

وطائر الشقراق المرقش.

والأسد كامل القوة.

وحصان السباق.

وراعي القطيع الذي لم يستجب لنزواتي فمسخته ذئباً.

وإيشولا بستاني أبي.

ولم أترك أحداً إلا استمتعت بقوته سوى جلجامش الذي رفضني و شتمني.

جلجامش الوسيم الذي ذاق الثمرات كلها، المهووس بالأبكار فلم يترك بكراً لأمها.

إذا وثّقت هذا أكون قد نلت قلمك وتشعرني بسعادة هي الخلود

الخلود عندي مغاير للخلود الذي يبتغية جلجامش

كن ندّاً له، واجعله يدرك أن عشبة الخلود لن يحصل عليها

لقد فشلت معه ولم يقبل عربتي الفريدة هدية.

عربتي التي تجرها الصواعق.

خذها هدية نكاية به.

قبيل مغادرتي بهو عشتارالخرافي قالت:

- هلم َّأقبّل جبينك وكما يطبع قلمك القصبي الطين أطبع رضاب شفاهي على جبينك.

أوصتني براحيل

- هي ابنتي وأكثر من نتاج بطن وُهبت بوفيّة كما وُهب جلجامش بإنكيدوتبنيتها يوم وجدتها ينهمر الدمع من أعينها النجل وبوجه يفيض براءة يتقلب يمنة ويسرة فلا يجد معيناً في زحمة السبي البابلي ولكونها لاتثرثر جعلتها خازنة أسراري، خذ بيدها.

5

أخذت منّي وعداً لتوثيق ما رغبت وكنت حريصاً على الوفاء لأن عشتار عُرفت بالعناد وخشيتي عدم الوفاء معي فلا تهبني عربتهنا النفيسة.

كم من رجل متمرس مع النساء فشل معها

قطفت ثمار شجرته وتركته غصناً أجرد.

تقول: قُسّم الشبق عشرة أقسام خصصت بتسعة وما بقي فلنساء العالمين.

وفّيت معها ووفّت معي.

في هدأة ليل كنت في محترفي منكباً على ختم أسطواني أنقشه

طرق الباب بهون وكان من الواضح أنه لا يريد إثارة فضول الناس.

راحيل ومعها العربة وآنية أشبه بالإبريق الصغير،

- هذا الإبريق فيه عقار رشفا ت منه تطيل العمر دهراً،

هدية من عشتار فاحرص عليه وخذ العربة وطف حيثما شئت وشاهد مالم يشاهد فمن يرى لا كمن يسمع وستجدني أبرز لك أنّى ذهبت إذا احتجتني، فخذ بيدي.

***

سردار محمد سعيد

 

 

         

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم