صحيفة المثقف

عامر هشام الصفّار: أستاذ الجراحة العراقي د. وليد شوكت الخيّال في ذمة الخلود

عامر هشام الصفارنعى المجتمع الطبي العراقي أستاذ الجراحة المعروف الدكتور وليد شوكت الخيّال والذي وافاه الأجل يوم 23 آذار 2021 بعد معاناة من مضاعفات فايروس الكورونا.

وقد أصدر الراحل الخيّال قبل 12 عاما كتابه المعنون ذكريات العمر-السيرة الذاتية ..عن دار الضياء في عمّان وهو كتاب ب 240 صفحة من الحجم الكبير، راجع فيه الخيّال سيرة حياته منذ طفولته ومرافقته لوالده العسكري العقيد الخيّال خلال خدمته العسكرية، حيث يروي في كتاب مذكراته نشأته الأولى في الأعظمية ببغداد ودراسته في كلية الطب (على نفقة وزارة الدفاع) وتخرجه منها عام 1955. كما يصف د. وليد الخيّال في كتابه دوره في الجيش العراقي وخدماته الطبية ووصوله لرتبة لواء طبيب حتى أصبح مديرا للخدمات الطبية في وزارة الدفاع العراقية قبل ان يحال على التقاعد فجأة عام 1976. وقد أختص الجرّاح الخيّال في بريطانيا ومارس أختصاصه في مستشفيات العراق، حيث أجرى أول عملية زرع كلى لمريض عجز كلوي عام 1973 وذلك في مستشفى الرشيد العسكري. وقد أستمر الدكتور الخيّال بأختصاصه في جراحة الكلى والمجاري البولية حيث أسّس مستشفاه الخاص والذي عرف ببغداد بمستشفى الخيّال (تأسست عام 1967) وعالج فيه الآلاف من مرضى الكلى من العراقيين والعرب.

وفي لقاء تلفزيوني قبل عدة سنوات ذكر الدكتور وليد الخيّال أنه كان يحب التمثيل في المسرح، فساهم عندما كان طالب ثانوية ببغداد بنشاطات طلابية بهذا المجال. كما مثّل في مسرحية عطيل لشكسبير عندما كان طالبا في كلية الطب، كما كان الفنان العراقي المعروف يوسف العاني واحدا من أصدقائه المقربين.

ومن المعروف أن الدكتور الخيّال وبعد تخرجه من كلية الطب كان المرافق الطبي لآخر ملك في العراق؛ الملك الشاب فيصل الثاني، والذي كان مصابا بالربو القصبي، فيحرص على أن يكون الطبيب الخيّال معه في رحلات الصيد على أطراف بغداد. وتأتي هذه العلاقة بعد تقدير الملك لموقف شوكت الخيال الوالد العسكري وهو يساهم في حماية العائلة المالكة بعد حركة رشيد عالي الكيلاني عام 1941.

ويذكر الدكتور وليد الخيال أن الملك فيصل الثاني الشاب كان ينتقد خاله الوصي الأمير عبد الآله قائلا للخيال طبيبه، أن خاله سيخلق لنا مشكلة مع بريطانيا، كونه يتقرب أكثر وأكثر من أميركا، فهلا تجد لنا رئيس وزراء يستطيع الوقوف أمام خالي..؟! يسأل الملك... 

وقد أشرف الدكتور وليد الخيّال في بداية الستينيات على صحة الرؤساء العراقيين الذين توالوا على حكم العراق، فكان مشرفا على علاج القولون المتهيج للزعيم عبد الكريم قاسم، كما كان مقرّبا من الرئيس عبد السلام عارف بعد أن ساعده طبيا في فترة سجنه. وقد طلب عارف من الخيّال أن يعمل على تطوير المستشفى العسكري ببغداد. وفي عام 1964 فتحت الأيفادات العسكرية للولايات المتحدة الأميركية فاذا بالرئيس عارف يوفد الجرّاح الخيّال لأميركا حينذاك حيث أتم تدريبه الجراحي.

وقد كان الخيّال طبيبا للرئاسة العراقية لمدة 30 عاما في فترة السبعينيات وما بعدها.. كما نصح الرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي كان يعاني من الذبحة الصدرية غير المستقرة.. فطلب ناصر من الخيّال أن يعالجه.. فنصحه بأن يزور مستشفيات لندن أو أميركا فرفض ناصر الفكرة، ولكنه بعد أيام زار موسكو للعلاج. وقد عالج الخيّال عام 1959 في أنكلترا المطرب العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ والذي كان يعاني من مضاعفات مرض البلهارزيا، حيث أجرى الخيّال عملية له للتخلص من الدوالي في المريء.

ومن المعروف أن مستشفى الخيّال ببغداد كانت واحدة من أهم المراكز لزراعة الكلى في العراق والوطن العربي، كما أعتبرته ألمانيا مركزا عالميا لزرع الكلى ومعالجة مرضى العجز الكلوي.

 

عامر هشام الصفّار

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم