صحيفة المثقف

عبد اللطيف الصافي: رأسي لا تحتمل

عبد اللطيف الصافيلا أعرف..

كيف تسلل هذا الديناصور إلى رأسي،

ومتى كان ذلك.

فرأسي الصغيرة،

لا تحتمل أكثر من بضع غرامات من الأعشاب البرية،

وقليلا من ورق بردى الطري،

يكفي لتسجيل ما تقدم من ذنبي وما تأخر،

و ما تراكم علي من أرقام..

و بضع قصائد قصيرة،

قابلة للتداول في سوق عكاظ،

تشبه تنورة رولين برايتون في فيلم الشقراء الذرية.

لا أعرف ،

كيف أخرجه من رأسي، دون ان أحدث ضجة تهز النظام العالمي

وتقلب موازين القوى في صدري.

فرأسي الصغيرة ..

لا تحتمل مثل هذا الحمل الثقيل

الذي يزحف بين المخ والمخيخ

يلتهم تفكيري

يبعثر ذكرياتي

يخلخل مشاعري

و كل المعلومات التي جعلت مني إنسانا حداثيا

إنسانا عاطفيا

إنسانا مؤثرا

وماهرا في تحديد الاشكال والأوزان

وفي تدوير اللغة

هذا الديناصور الخفي الذي لا أعرف كيف تسلل إلى رأسي

ومتى كان ذلك

لم يعد يهمني أمره

لأني توصلت بعد تحليل دقيق للقشرة الخارجية من دماغي

أن غشاء واقيا صلبا يحمي جمجمتي من أي تسلل خارجي

وأن المكان الوحيد الذي يمكن التسلل منه إلى دماغي

هو أذني

لذلك قررت أن أغسلها بموسيقى فيروزية

وأطيل النظر الى وجه حبيبتي

لأبقى على قيدها.

***

عبد اللطيف الصافي

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم