صحيفة المثقف

مجدي إبراهيم: الحكم العطائية

مجدي ابراهيمأذكر كلمة "لأبير كامو" مؤثرة هي في الواقع حقيقة من حقائق النفس الباطنة؛ إذ كان يقول: "ما أكثر ما تستعبدنا إنجازاتنا"، حقا، فالكل معرّض لهذا الاستعباد، وخاصّة مع كلمات الإطراء، فهل استعبدت ابن عطاء الله إنجازاته مع الإعجاب بها؟ إنما المجال الذي يعمل فيه الرجل مجال لاشك مُلِهم بكل معاني هذه الكلمة؛ مُلهم للنفس أن تنخنس، ومُلهم للعقل أن يحيل، ومُلهم للضمير أن يتوقف عند أشياء لا يمكن أن يمضي فيها بغير هذا الإلهام، ومُلهم للقلب أن ينبض بشعور المعيّة الدائم، وَمُلهم للذوق أن يغترف الحكمة غير آسيان.

هذا مجال لا يعرف الاستعباد لأنه يوطن النفس على مؤنة التكليف كيما يجئ مُلهماً ومريحاً راحة المطمئن الواثق بالفرح بفضل الله.

فَضْلُ الله! .. وما أدراك ما فضل الله ..! فضل الله هذا هو أدعى لبذل المُهَج في سبيله. غير أن هذه المُهَج التي تبذل في سبيله ليست تبذل على إرادة منها بل على منهاج التوفيق، والتوفيق فضلٌ كذلك من فضل الله يُفْرح؛ لأنه مدعاة للفرح على كل حال، وفي كل حال: "قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هَوَ خَيْرُ ممَّا يَجْمَعُون" (سورة يونس: آية 58).

فَضْلُ الله على هؤلاء القوم فَوْقَ أنْ يُحْصَى، وفوق أن يصفه سوى من ذَاقه تجربة ومنازلة حال، ثم تملاه وتمثله حتى الرمق الأخير. ومن يمتري فيما نقول عليه أن يُجَرّب، لكن عليه أن يُجَرّب وهو صادق في التجربة؛ ليرى بعد التجربة ماذا عَسَاَهَا تكون عليه حاله، لسنا نحن الذين نقول له ما سيلقاه، أو ماذا عَسَاه واجداً في تجربته ممّا من شأنه أن يذيقه أو يحسَّه؟

ولكن الذي سيقول له ذلك هو نفسه بعد التصفية والتزكية؛ أعني تجربته، ذوقه للأشياء وللأحياء، قلبه الذي ينبض شاعراً على الدوام بألطاف المعية، شاهداً لأطياف الرحمة وتوالي العطاءات وفيوضات النعم الإلهية التي لا تحصى ولا تُعَدّ؛ وهو فَضلٌ ـ لو تعلمون ـ ليس بالقليل.

وليس بالقليل أن يكترث المتصوفة ـ في الغالب ـ للبحث عن السلام النفسي (الطمأنينة القلبية): الحال الذي توصلوا إليه بعد جهد شاق في تبعات الطريق، وكتبوا فيه أبدع الكتابات وصفاً وتسليكاً وتَدَرُّجاً في الوصف والتسليك؛ لكأنهم أرادوا أن يصفوا الطريق بعد أن خَاضُوا فيه إلى من يريد سلوكه؛ ولكأنهم بما كتبوا في حال "الطمأنينة القلبية" ألزموا أنفسهم بها قبل أن يكتبوا فيها شيئاً، فأرادوا أن يضعوا التجربة الصوفية فوق كل اعتبار؛ وأن يعلِموا الغير ـ ممَّن لم يسلك هذا الطريق بعدُ ـ أن طريقهم بغير منازع يقوم في الأساس على تلك التجربة؛ وإنه ليلتمس خصوصيته منها قبل أي شيء آخر؛ فلا مجال فيه للاستعباد.

وبناء على هذا؛ فما ترك من الجهل شيئاً من أراد أن يحدث (يُظهر) في الوقت (التو ـ اللحظة ـ الحال) غير ما أوجده الله فيه" كما قال ابن عطاء الله السَّكَنْدَري في حكَمه؛ لكأنه يريد أن يقول إنّ ما يحدثه المرء من تلقاء نفسه في الطريق دعوى عريضة لا يقوم عليها من التصديق دليل؛ لأن الطريق "لسان صدق".

ومعنى كونه "لسانَ صدق" أن يجد المرء من نفسه مصداقية لخوض غمار التجربة حين يخوضها، ومتى يريد أن يخوضها، ولما عَسَاهُ يقول، وأن يقول القول من خلالها بغير دعوى، وأن يكون فعله تدليلاً على قوله، وسلوكه مصداقاً لاعتقاده، يجمع بين الخطاب الأيديولوجي والممارسة الفعلية جمعاً ينطلق من بواطن الوعي ولا يشوبه النقض من أول وهلة؛ فلا مجال فيه للاستعباد.

إنّما الرضا يكون عن "الحال" لا عن "النفس"، وهنالك فرقٌ بين الرضا عن النفس التي هى موضع الشرور والآثام، والرضا عن الحال الذي هو موهبة تُفاض فيضاً من الله: الرضا عن الحال يدنيك، والرضا عن النفس يطغيك. الرضا عن الحال تقريب. والرضا عن النفس غرور وتبعيد. 

وعليه؛ فقد كَتَبَ "الحكم العطائية" التي جمع فيها كما قال النَّقاد، بين رئاسة علوم الشريعة وعلماء الشريعة، ورئاسة علوم الحقيقة وعلماء الحقيقة؛ فكان عالماً مُتشرِّعاً متحققاً، بل رأس علماء التشريع وعلماء التحقيق. والتي أطلقها صاحبها طلقة واحدة مُدوِّية، وكأنها الصرخة التوحيدية الواحدة، المتفرِّدة، فصارت خالدة على وجه الزمان، وتلقَّفها من بعده الشُّراح والمُفَسِّرون وتداولوها تداول الشغف والاستهتار (أي الشغف الشديد)؛ بالبحث والتحقيق والتحليل والإعجاب.

ومما ذكره الشيخ زَرُّوق في وصف كتاب "الحكم" لابن عطاء قولاً يدل على الإعجاب الذي يأتي بعد البحث والتحقيق؛ وذلك لأنه إعجاب التقدير يصوَّر الحقيقة وبخاصة إذا جاء هذا التقدير من مجرِّب، ذَاَقَ التجربة الصوفية وتذوَّق حلاوة الحال، وشرح حكم ابن عطاء الله شروحاً ضافية تقرب من العشرين.

قال الشيخ زَرُّوق مركزاً على معالجة ابن عطاء الله لفكرة التوحيد في حكمه: "كتاب الحكم العطائية الشاذلية التوحيدية العرفانية الوهبيَّة": عباراته رائقة جامعة، وإشاراته فائقة نافعة، تثلج الصدر وتبهج الخاطر، وتحرك السامع لها والناظر، مع تداخل علومه وحكمه وتناسب حروفه وكلمه، إذْ كُلُّه داخل في كُلُّه، وأوله مرتبط بالأخير من قوله؛ بل كل مسألة منه تكملة لما قبلها وتوطئة لما بعدها، وكل باب منه كالشرح للذي قبله، والذي قبله أيضاً كأنه شرح له، فكل حكمة أو كلمة إنما هى كالتكملة أو كالمقدمة، فأوسطه طرفاه، وآخره مبتداه وأوله منتهاه، يعرف ذلك من أعتنى بتحصيله".

إنما ينبِّه الشيخ زَرُّوق إلى ما خفي على كثير من الناس، حيث ظن كثيرون أن حكم ابن عطاء الله ما هى إلاّ مجموعة من الأقوال نظمت في أوقات مختلفة، كما ذَهَبَ إلى ذلك الدكتور زكي مبارك، في فصل عقدة عن "الحكم العطائية"؛ فقد تَصُّور إنْ هى إلاّ "كلمات بنت لحظات"، قيلت في لحظات متفرقة لا يجمعها رابط وطيد، ولا تشملها وحدة موضوعية واحدة، ولا يضمها روح واحد، ولكن وحدتها وحدة "لحظة"، وإنْ اختلف فيها الوقت أو الزمن.

على أنْ الظن بالحكم العطائية إنها متناثرات لا رابط بينها ولا تجمعها وحدة موضوعية واحدة ولا تربطها رابطة التكامل، إنما هو في تقديري ظنٌ فاسد لا يقوم على تحقيق، كما لا يقدم ذوقاً فيما يقوم عليه، ولكنه في رأينا يقوم على تخمين ضعيف.

إن الروح التي كتبت هذه الحكم لهى روح واحدة لم تتجزأ، وإن اللحظة الإيمانية الجليلة، لحظة الاتصال بالملأ الأعلى؛ لهى لحظة واحدة، يختلف الوقت فيها، نعم؛ وتختلف قوتها وضعفها، نعم؛ تزيد أحياناً، وأحياناً أخرى تنقص، نعم؛ لكنها أبداً تظل لحظة واحدة؛ إذْ هى لحظة الاتصال بالحقيقة المطلقة. هذه اللحظة التوحيدية الإيمانية العرفانية الوهبية، هى التي اعتمدها الشيخ زَرُّوق أساساً لفهم الحِكم، كما اعتمد أمر الوحدة من الدِّقة بحيث لا يعرفها حق المعرفة إلاّ من اعتنى كما قال بتحصيل كتاب الحكم.

إنما الذي نبَّه إليه الشيخ زَرُّوق وكان خافياً على كثير من الناس، هو وحدة الروح ووحدة اللحظة الإيمانية أو إنْ شئت قلت "وحدة الحقيقة" في هذه الحكم.

وهذه الوحدة لا تنكشف بمجرد النظرة العابرة ولا تحصَّل بالفكر النظري فقط، ولكنها تحتاج إلى معايشة، إلى دراية عملية تحتاج فيما نرى إلى "تَمثُّل" و"تحقُّق"؛ حتى على مستوى الكتابة والتخريج يظهر هذا الفارق الشاسع بين "التَّحَقُّق"، والنظر العابر، أو بين "التمثل" والمعرفة السطحية: معرفة القشرة الخارجية والسطح البرَّاني؛ فما يكتبه الشيخ زَرُّوق عن الحِكم العطائية ليس كما يكتبه غيره، ولو كان فيلسوفاً، ولماذا؟!

لأن الفارق أوسع في المعرفة، أو في العمق، أو في التجربة الباطنة، مقدار اتساع نوعية هذه المعرفة نفسها وزيادتها، لا الرؤية العقلية الظاهرة من قشور بادية.

يكمن الفارق في "التَّحقُّق"؛ والتحقق ليس مجرد كلمة تُقال، ولكنه أمرُ يُدْرَكْ بالذوق من الوهلة الأولى. ويكمن الفارق كذلك في "التَّمثُّل": تَمثُّل الحقائق المعقولة في القلوب العالية، وأن يكون ذلك لها عندما تنزع عن عالم الحس، وتتصل بحظائر القدس؛ على حد قول الشيخ محمد عبده في رسالة التوحيد.

ورجَالُ التحقيق يعلمون من قول القائل مَدَاه على ديدن التذوق وهِجِّير العرفان؛ لا لشيء إلا لأنهم عارفون بفعل التجربة ماذا يُراد فيها مما يُقال حين يُقال، وماذا عَسَاه يكون في بطن القائل قبل أن يقول؟ ولأنهم ليسوا بمنقطعين عن الكلام الصادر عن القلب مباشرة، العامل في جوف الضمير مباشرة؛ ولأنهم مرة ثالثة أقْدَرُ الناس على كشف صيغ الخطابات الملونة بألوان قلوب أصحابها، بمقدار صُدورها لا عن القلب بل عن اللسان؛ وعندهم أن: "كُلَّ كلام يبرز؛ وعليه من كسوة القلب الذي منه بَرَز".

فإدراك الناظرين بالعقل وحده لكشف هذه الوحدة محض عَمَاية ومحض تضليل، وإدراك العارفين بهذه الوحدة على مدار التحقيق محض معرفة ومحض تذوق وتجريب.

عُرف ابن عطاء الله بأنه صاحب "الحكم"، وشُرحَتْ الحكم شروحاً عديدة لغلبة الطابع الرمزي والعمق الروحي في أسلوبها وصياغتها، وفي فكرتها ودلالتها؛ فليست هى منغلقة تماماً على الفهم والإدراك كعادة الذين يرمزون ويغلقون وكأنهم لا يريدون أنْ يُفْهموا غيرهم ماذا يريدون؛ لأنهم لا يفهمون ما يقولون! ولكنها تتبطن جمالاً منقطع النظير، هذا الجمال الروحي يتجسد لك في الفكرة العلوية، وفي الأسلوب والصياغة، وهذه وحدها عجيبة من أعاجيب الكتابة الصوفية. ما هذا الذي يأسرك ويستحوذ عليك؟ ما هذا الذي ينقلك من حال إلى حال؟ ما هذا الذي يجعلك تهيم هيام العاشقين بما تقرأ، وبما تفكر فيما تقرأ؟ لابد إنه "الصدق" تجسَّد في الكاتب، وبما أن الطريق لسان صدق، فإن حكمة ابن عطاء الله التي يقول فيها: "كل كلام يبرز وعليه من كسوة القلب الذي منه بَرَز"؛ لتعبِّر عن الصدق كله في جميع ما كتب هذا الصوفي الكبير وتعترف ضمناً بأن الكذب مكشوف في الطريق لقيامه على الصدق تحديداً؛ ولماذا نذهب بعيداً؟ فقد جرت العادة أن يُقَال في الأمثال:"ما خرج من القلب يدخل في القلب"؛ وهذا صحيح إلى حد كبير، وبخاصة لو طبقناه هنا على الحكم التي بين أيدينا، كلها تخرج من كسوة القلب وتُعبِّر عَمَّا في هذا القلب من صدق وانفعال؛ فليس غريباً أن تهيم بها القلوب الصادقة هيام العاشقين، ما في ذلك عجب ولا فيه غرابة؛ لأن هذا الصفاء القلبي يكسي الكلام نوراً في حين تمجُّه أذواق الذين قسّت قلوبهم، فتنغلق أمامهم العبارات ناهيك عن الإشارات.

هاهنا يقول ابن عطاء الله أيضاً نقلاً عن شيخه أبي العباس المرسي: "من أُذنَ له في التعبير فهمت في مسامع الخلق عبارته وجُليت إليهم إشارته".

والمعنى ـ كما يبدو لنا ـ هو أن من أذن الله له من العارفين في التعبير عن الحقائق والعلوم الوهبية نالت عباراته القبول من قلوب السامعين وفهمت من ثم هنالك بغير حاجة إلى جهد السامع في المعاودة والتكرار، وظهرت إشارته إليهم في جلاء ووضوح، ومن حِكمه كذلك: "ربما برزت الحقائق مكسوفة الأنوار إذا لم يؤذن لك فيها بالإظهار"، وهنا معنى قريب من المعنى السابق، فكلام المأذون له يخرج وعليه كسوة وطلاوة، وكلام الذي لم يؤذن له يخرج مكسوف الأنوار، حتى أن الرجلين ليتكلما بالحقيقة الواحدة فتقبل من أحدهما وتُرد على الآخر؛ فالولي يكون مشحوناً بالعلوم والمعارف والأنوار؛ والحقائق لديه مشهودة حتى إذا أعطى "العبارة" كانت كالإذن من الله له في الكلام؛ الأمر الذي يكون معه الأولياء لا يحركون ولا يتكلمون ولا ينطقون إلا بإذن إلهي. ومنها أيضاً:"عباراتهم إما لفيضان وجد، أو لقصد هداية، فالأول: حال السَّالكين. والثاني: حال أرباب المِكْنة والمُحققين"، أي عباراتهم التي يعبرون بها عن علومهم ومعارفهم لا تكون إلاّ لفيضان ما يجدونه في قلوبهم فيخرج قهراً عنهم وهذا حال السالكين المَهْديين. وإمَّا لقصد هداية مريدوهم أرباب التمكين.

وبتعليل فصل اللغة الذي دَوَّنَه ابن عطاء في الحكم، يمكن فهم إشارته في حكمه على التعميم؛ فإذا تساءلنا: لمَ جاءت حكم ابن عطاء على هذا النحو إشارةً راقيةً بعيدة الغور والمغزى؟ فإن فصل اللغة يجيب عن هذا التساؤل ويعطي موفور الإجابة عن طبيعة اللغة الصوفية ومعطياتها وتمثلها للعارف وتمثل العارف لها، بحيث يكون الوجد هو أساس ما يفيض به حكم العبارة فضلاً عن ذَوْق الإشارة.

ثم إن الحديث عن "الحكم" وحدها يطول؛ فابن عطاء الله له غير الحكم كتابات كانت وما تزال من الأهمية بمكان بحيث صارت ذات فضل كبير في بيان ما نعرفه من آثار أبي العباس المرسي، وفي بيان الكثير ممّا نعرفه عن القطب الكبير الحُجَّة أبي الحسن الشاذلي؛ ككتاب "لطائف المنن"، وكتاب "التنوير في إسقاط التدبير"؛ فكما كان ابن عطاء الله، هو الناطق باسم المدرسة الشاذلية المُعَبّر عن تصوفها وعن روح مذهبها والمشيد بالدلالة في كل حال على آراء الشيخين: أبي الحسن الشاذلي وأبي العباس المرسي؛ فقد كان كذلك هو الذي جَنَّد نفسه للدعوة إلى طريق الله؛ بقلم بارع وأسلوب جذاب، فكتب هذه الدُّرَر التي تركها أنجماً ومعالم تهدي طريق السائرين إلى الله.

غير أن كتاب "الحكم" بالإضافة إلى بلاغته الروحية، بلاغة المعاني، من أفضل ما صُنّف في علم التوحيد بإطلاق، كما جاء عند صاحب "طبقات الشاذلية"، الحسن الفاسي الكوهن، وأجل ما أعتمده بالتفهيم والتحفظ كل سالك ومريد، ذات عبارات رائعة ومعان حسنة فائقة. ومن الحكم العطائية قوله: لا يكن تأخُّرُ أمَدِ العطاء مع الإلحاح في الدعاء موجباً ليأسك؛ فهو (أي الله) ضَمَنَ لك الإجابة فيما يختاره لك لا فيما تختاره لنفسك. وفي الوقت الذي يُريدُ لا في الوقت الذي تُريد. يعني: أن الإجابة مقدّرة كما أن السؤال كذلك مقدّر، وأن المانع من الإجابة مع إلحاح السؤال هو اختيار حظٍ مع الله فيما لم يكن قد جرى به قلم القضاء.

(وللحديث بقيّة)

 

بقلم: د. مجدي إبراهيم

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم