صحيفة المثقف

كاظم شمهود: من اعلام الآثار والتاريخ العراقي (5)

ناجي عبد الله الاصيل:

2587 ناجي الاصيلولد في بغداد عام 1897 وهو طبيب وعالم آثار، درس في الجامعة الامريكية في بيروت في كلية الطب عام 1916، شغل منصب وزير الخارجية بين اعوام 1936 و1937، عين مدير للمتحف العراقي عام 1944 بالتعاون مع طه باقر وفؤاد سفر.. وكان له القضل في تأسيس مجلة سومر التي تهتم بالآثار والتنقيبات الحديثة وكان يعمل معه كوكبة ممتازة من علماء الاثار والتاريخ العراقي امثال مصطفى جواد وفؤاد سفر وطه باقر وسيتون لويد وغيرهم. كما له الفضل في تاسيس متحف الموصل لما لهذه المدينة من اهمية وعمق تاريخي وكثرة مدنها الاثرية القديمة كنينوى ونمرود ودور شروكيم وغيرها، وكما يقول عالم الآثار الجمعة ان مدينة الموصل هي عبارة عن غابة من الآثار.. وفي البداية كانت مديرية الاثار العامة قد استلمت بناية قديمة من مديرية الاوقاف العامة تسمى خان مرجان اسست عام 1358 وكانت البناية عبارة عن قسم داخلي للطلبة وللمسافرين، وعندما استلمتها اصلحتها وجعلتها دارا للاثار العربية والاسلامية حيث ضمت مجموعة من نفائس الاثار العراقية. ويذكر ان مصطفى جواد عندما كان يعلم الملك فيصل الثاني اللغة العربية كان يرغب فيه ويشرح له قيمة واهمية الاثار العراقية حتى قرر الملك بالاخير زيارة المتحف العراقي عام 1945 وكان في استقباله الدكتور ناجي الاصيل وعدد من علماء الاثار العراقيين.. ترك ناجي الاصيل عدد من المؤلفات مثل، الجديد في النشاط الاثاري في العراقي، وفي مواطن الاثار، وحدة العلم والتوحيد الفلسفي وعدد كبير من المقالات العلمية. وغيرها... توفى عام 1962 في بغداد.

خزعل الماجدي

2586 خزعل الماجديوهو من مواليد كركوك عام 1951 ومن اصل صابئي.. باحث في علم وتاريخ الأديان والحضارات القديمة وشاعر وكاتب مسرحي، أكمل دراسته في بغداد وحصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ القديم من معهد التاريخ العربي للدراسات العليا في بغداد عام 1996. عمل في وزارة الثقافة العراقية وكذلك في دائرة السينما والمسرح لغاية 1998، وعمل ما بين عامي 1973-1996 في الاذاعة والتلفزيون والمجلات والصحف العراقية واتحاد الأدباء والكتاب ودائرة السينما والمسرح. ثم أستاذاً جامعياً في جامعة درنة في ليبيا للفترة من 1998-2003 مدرسـاً للتاريـخ القديم وتاريخ الفن. وما بين عامي 1996-1998 عمل في الأردن ونشر كتبه الفكرية الأولى. عـاد إلى العراق في آب 2003 وعمل مديراً للمركز العراقي لحوار الحضارات والاديان في العراق، قام في التدريس بعدة جامعات اجنبية وعربية ووصلت مؤلفاته الى اكثر من خمسين مؤلفا في مثيولوجيا الاديان والمسرح والشعر وغيرها.

اطروحات وافكار الماجدي

شاهدت عدد من المحاضرات واللقاءات التلفزيونية للدكتور الماجدي وسجلت بعض الملاحضات حول اطروحاته وافكاره. اولا، يقول الماجدي انه ليس عنده معلومات كافية وكاملة عن الماضي القديم وانه كالشخص الذي يريد ان يحفر بئرا بواسطة ابرة خياطة صغيرة، وبالتالي فان كل ما يقوله الماجدي ليس له قطعية في الحكم ولا مصداقية كاملة وانما افكاره قابلة للصواب والخطئ... ثانيا، يعتمد الماجدي في معلوماته على علماء الآثار الاجانب وكذلك على كتاب التوراة وانه يناقشها ويشرحها ويسرد قصصها بالتفصيل. علما ان التوراة كتبت في القرن الخامس ق م في بابل واستمرت كتابتها عدة قرون وحدثت فيها تعديلات واضافات كثيرة وكانت مليئة بالاساطير السومرية والبابلية حسب الاستاذ طه باقر. اما علماء الآثار فان اغلبهم يعتمد على كتاب التوراة وكذلك على ترجمة النصوص السومرية والذين يعترفون بانهم احيانا يترجمون المضمون وليس ترجمة حرفية واحيانا اخرى يلاقون صعوبة في ترجمتها. ثالثا، ان الماجدي يعتمد في تأليف كتبه على الترجمات الاجنبية خاصة الالمانية التي تبحث في علم الاثار في بلاد الرافدين ويقوم بربطها مع النصوص التوراتية وغيرها. رابعا، ان الماجدي لم يتطرق الى الايمان بالله ولا بالاديان التوحيدية الابراهيمية الثلاثة ويعتبرها امتدادا لللاديان السابقة التي اخترعها الانسان وانها كلها متشابهه في صلواتها وطقوسها الدينية. وهو بهذا الرأئ يعترف من حيث لا يعلم بالقرأن الكريم الذي يصرح بانه منذ أدم.ع. حتى الرسول محمد.ص. كانت الرسالات السماوية مستمرة في النزول وان الانبياء موجودين في كل زمان وقرية ومدينة ومجتمع يبلغون رسالات الله، ولهذا كانت متشابهه لان مصدرها واحد هو الله... خامسا، ان الماجدي يقول ان الحضارات انتهت والآن يجب البحث عن البديل، وهو بهذا يشبه حركة الدادائية والمستقبلية اليساريتين واللاتي لا تؤمنا بثقافة الماضي وتبحث عن فكر جديد واخلاق جديدة وقد فشلت هذه الحركات وتبخرت وماتت افكارها وكذلك ستفشل بعض اطروحات الماجدي وتنتهي لانها قاءمة على علم الاثار وحده فقط ويعتبره هو المصدر الحقيقي الوحيد لتفسير التاريخ والاديان رغم ان معظم كتبه تعتمد على الكتب التوراتية والتلمود..

يقول الماجدي ان العلم هو الحقيقة ولا غيره بديل، وان الاديان وجدت لخلق التوازن النفسي وان الكون غامض لا نعرف عنه شيئا. واعتقد ان الماجدي يتبع في مفاهيمه المدرسة الشكية اليونانية وصاحبها بيرون التي طهرت في القرن الرابع ق م، حيث خلق مذهب اللاادرية، واعتقدوا ان الاخلاد الى العقائد وسيلة للراحة والطمأنينة. والشكوكية تدفع صاحبها الى التردد بين الاثبات والنفي وبالتالي فان الماجدي يميل الى مذهب اللاادرية والشكوكية... لا يمكن لاحد فهم افكار الماجدي الا اذا كان مسلح بقراآت كثيرة عن الحضارة العراقية القديمة وكذلك الاطلاع على كتب علماء الاثار الاجانب.

مصطفى جواد

2584 مصطفى جوادمؤرخ ولغوي ولد في بغداد عام 1904 وهو من ابرز اللغوين العرب ومن اعلام النهضة العربية وله مؤلفات كثيرة حاول فيها تبسيط وتحديث اللغة العربية، وهو من ابوين تركمانيين من قضاء الخالص في محافظة ديالى، درس في بداية حياته في الكتاتيب ثم دخل دار المعلمين وتخرج منها عام 1924، مارس التدريس في عدة محافظات عراقية، ثم سافر الى فرنسا لاكمال دراسته وحصل على شهادة الدكتوراة من جامعة السربون عام 1939، ثم عاد الى العراق ودرس في نفس المعهد الذي تخرج منه ثم في كلية التربية. عين عضوا للمجمع العلمي العراقي والمصري والسوري والاردني والمغربي. وقد ترك لنا مصطفى عددا كبيرا من المؤلفات والمقالات بعضها مطبوعا والاخر لازال مخطوطا... واشتهر مصطفى في برنامجه التلفزيوني في الستينات (قل ولا تقل). ويذكر من قصصه الطريفة انه ركب في سيارة اجرة ففتح السائق الراديو وخرج برنامج قل ولا تقل فانزعج السائق واغلقه قائلا (اسكت يا كواد) وعندما نزل مصطفى من السيارة همس في اذن السائق قائلا (قل قواد ولا تقل كواد) فالتفت اليه السائق وعرفه فضحكا واعتذر. وفي يوم من الايام وهو في برنامجه سأله احد المشاهدين عن عدد الخلفاء العباسيين الذين حكموا من عام 132 الى 656 هجرية، فعدهم له على الذاكرة من اولهم الى اخرهم مع ذكر اسمائهم وتواريخ حكمهم، وكان في ذلك متألقا في ذاكرته وحافظته.... قد قضى مصطفى جواد 42 سنة في سلك التعليم، وتوفى عام 1969 في بغداد.

بشار عواد معروف

2585 بشار عواد معروفمفكر ومؤرخ وكاتب ولد في بغداد عام 1940، خريج جامعة بغداد كلية الآداب قسم التاريخ. 1964 حصل على شهادة الدكتوراة من جامعة بغداد عن موضوع – الذهبي ومنهجه في كتابة التاريخ – حصل على منحة دراسية من جامعة هامبورغ لتعلم اللغة الالمانية وعين بعد ذلك فيها لتعليم اللغة العربية. عين مساعدا في كلية الشريعة بجامعة بغداد ومحاضرا في كلية الامام الاعظم وكلية الدراسات الاسلامية في جامعة المستنصرية من عام 1967الى 1969. اختير عضوا في المجنع العلمي العراقي عام 1981. عمل استاذا للحديث والتفسير في جامعة عمان الاهلية 1994. كما رشح لعضوية المجمع للغة العربية في دمشق عام 2002.

الف عشرات الكتب كما قام بتحقيقات عدد كبير من الكتب التاريخية القديمة ويعتبر بذلك موسوعة علمية وثقافية نادرة في العراق. من كتبه : اثر الحديث في انشاء التاريخ عند المسلمين 1966، تواريخ بغداد التراجمية 1974، علي والخلفاء 1988. وغيرها من الكتب المعتبرة وعشرات المقالات العلمية والتاريخية.

 

د. كاظم شمهود

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم