صحيفة المثقف

يحيى السماوي: الحكاية 1002 من حكايا شهرزاد

يحيى السماوي"توطئة لابدّ منها: كنت قد اعتزمت التوقف عن النشر في المثقف رغم عظيم اعتزازي بها، وذلك لسببٍ شخصي ـ غير أنَّ أحبة أعزة مثل الأدباء والشعراء ماجد الغرباوي ود. قصي عسكر ود . ماجد البهادلي ود . عادل الحنظل ومصطقى علي، وآخرين تواصلوا معي: لا لي إلآ أن أقول لهم: سمعا وطاعة .. وها أنا عدت وسيكون نشري بين وقت وآخر إذا كان لي من الآغاد نصيب بإذن الله .. "


 

يُـنـقَـلُ عـن صـاحـبـةِ الـحـانـةِ " ســيـدوري" (1)

وعـن كـاهـنـةِ الـمـعـبـدِ

أنَّ اثْـنَـيـنْ

*

مـن آلِ " أوروكَ ":

فـتـىً فـي عـامِـهِ الألـفِ مـن الـرُّعـبِ

ثـلـوجُ الـزمَـنِ الـوحـشـيِّ فـي فَـودَيْـهِ (2)

والأعـشـابُ فـي الـعـيـنـيـنْ

*

يُـتـقِـنُ فـنَّ الـعـزفِ بـالـنـبـضِ عـلـى قـيـثـارةِ الـشِـعـرِ

ولـكـنْ

بـاْسـمِ " إنـلـيـلَ " بـلا حـنـجـرةٍ كـانَ (3)

ولا يَـدَيـنْ

*

رأى بِـحُـلـمٍ ذات يـقـظـةٍ إلـهَ الـعـشـقِ والأمـطـارِ والـقـمـحِ

وكـانَ مُـصْـحِـراً

فَــشّــدَّ نـبـضـاً نـحـو عـرشِ قـلـبِـهـا

لـعـلَّـهـا تُـحـيـي صـحـاراهُ ولـو بِـبُـرعُـمٍ يُـنـبـئُ

عـن غُـصَـيـنْ

*

وغـادةٌ ضـاحـكـةُ الـعـيـنـيـنِ

فـي مُـقـتَـبَـلِ الـعـشـقِ

رشـيـقـةٌ كـمـا الـمـشـحـوفُ (4)

غَـضَّـةٌ

لـهـا رائـحـةُ الـخُـبـزِ الـجـنـوبـيِّ بـكـفَّـيـهـا

وعـطـرُ الـفُـلِّ والـرَّيـحـانِ فـي الـجـيـدِ

وضَـوعُ الآسِ فـي الـنـهـديـنْ

*

ومِـبـسـمـاهـا ـ عـنـدمـا تـضـحـكُ ـ يُـشـمِـسـانِ لـيـلَ الـحـزنِ ..

يـكـشِـفـانِ عـن وردِ قـرنـفـلٍ ورُمّـانٍ

وعـن فَـوحِ حـديـقـتـيـنْ

*

تـخــطَّـيـا حـدودَ " أوروكَ "

وحـيـن الـتَـقَـيـا فـي غـفـلـةٍ مـن عَـسَـسِ الـلـيـلِ

أقـامـا جَـنَّـةً أرضـيـةً

حـدودُهـا تـمـتـدُّ مـن نـخـلِ الـفـراتـيـنِ

الـى الـشـمـسَـيـنْ

*

فـيـهـا مـن الأنـهـارِ ســـبـعـةٌ

وكـوخٌ واحـدٌ مـن الـيـواقـيـتِ

ومـنْ لُـجَـيـنْ

*

تَـوحَّـدا قـلـبـاً

وكـانـا قـبـلَ أنْ يـلـتـقـيـا

قـلـبَـيـنْ

*

جـابـا مـن الـطِّـبـاقِ ســبـعـاً ـ دون أنْ يُـغـادرا كـوخَـهُـمـا ـ

عـلـى ســريـرٍ مـن هـديـلٍ وصـهـيـلٍ

يـمـضـيـانِ الـلـيـلَ سـاهِــرَيـنْ

*

تـشـدو ..

إذا غَـنَّـتْ تُـصَـلّـي غَــيـمَـةٌ

ويـخـشـعُ الــسُّــنـبـلُ

والـبـيـدرُ يـغـدو قـبـلَ أنْ يـغـزوهـمـا الـنـعـاسُ

بَـيـدَرَيـنْ

*

وفـي الـصـبـاحِ يــســتـحـيـلانِ

حـمـامـتـيـنْ

*

يُـحَـلِّـقـانِ

وهُـمـا عـلـى بـسـاطٍ مـن حـريـرِ الـلـثـمِ

يـشـربـانِ مـن كـأسٍ

مِـزاجُـهـا تـسـابـيـحُ مُـصَـلِّـيَـيْـنْ

 

*

كـان الـهـوى

مـن قـبـلِ أنْ يـلـتـقـيـا فـي خـيـمـةِ الـعـنـاقِ:

فـرضاً مُـسْـتَـحَـبَّـاً

ثـمَّ لـمّـا عَــشِـقــا

أصـبَـحَ فـرضَ عَـيـنْ (5)

*

سَــبـعٌ سِــمـانٌ فـي الـهـوى (6)

فـقـائـلٌ:

إنـهـمـا جـانٌ

ولـكـنْ

أصـبـحـا فـي الـعـشـقِ إنـسِــيَّـيْـنْ

*

وقـائـلٌ:

خُـرافـةٌ لا تـقـبـلُ الـصِّـدقَ

ولـكـنْ:

شُـــبِّـهَــتْ لـلـعَـيـنْ (7)

*

وقـائـلٌ:

جـاءا بِـدِيـنٍ غـيـرِ ديـنِـنـا

مُــبَـشِّــرَيـنْ

*

وبـعـضُ مـا قِـيـلَ:

هُـمـا نـصـفُ إلـهـيـنِ

وكـانـا نِـصـفَ شــيـطـانَـيـنْ

*

مـا تـركـا للأُمـنـيـاتِ فُـسـحَـةً

فـكـلُّ مـا تَـمَــنَّــيــاهُ صـارَ فـي أيـديـهِـمـا

وأنـجـبـا سـبـعـةَ أقـمـارٍ مـن الـشِّـعـرِ

ونـجـمَـتـيـنْ (8)

*

فـكـيـفَ يـغـدوانِ بَـيْـنَ بَـيْـنْ ؟

*

هـلْ يـسـتـحـيـلُ الـمـاءُ والـهـواءُ

جُـثَّـتَـيـنْ ؟

*

يُـنـقَـلُ عـن صـاحـبـة الـحـانـة " ســيـدوري "

وعـن راهـبـةِ الـمـعـبـدِ

أنَّ الـعـاشِــقَــيـنِ الـسـومـريـيـنِ هـمـا

نـجـلانِ مـن أنـجـالِ أنـكـيـدو وإيـنـانـا

لِـذا

لـنْ يُـولَـدا فـي الـعـشـقِ مـرَّتَـيـنْ

***

يحيى السماوي

14/10/2021

............................

(1) سيدوري: صاحبة الحانة وكانت تتمتع بحكمة ألوهية ومهارة في صنع النبيذ .

(2) الفَوْد: جانب الرأس مما يلي الأذن .

(3) إنليل: إله الرياح والهواء والأرض والعواصف، رئيس الآلهة في ملحمة كلكامش ( والمراد به هنا " صدام حسين " وفي المقطع إشارة الى الفصل السياسي الذي تعرضت له .

(4 المشحوف: زورق صغير يُصنع من قصب البردي يوصف بالرشاقة، سومريّ الأصل . و" غادة " معطوفة على فتىً ..

(5) فرض عين: ما اقتضى الشرع فعله اقتضاءً جازما على سبيل الإلزام كالصلاة والصيام مثلا .. أما الفرض المستحب فهو الفرض غير المُلزم كالحجاب مثلا ..

(6) تناصّ غير مباشر مع قوله تعالى بلسان النبي يوسف " ع " (إني رأيت في منامي سبع بقراتٍ سمانٍ .. )

(7) إشارة الى قول الله تعالى: ( وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبِّه لهم )

(8) إشارة الى آخر سبع مجموعات شعرية منشورة وكتابين قيد الإعداد للنشر أحدهما رباعيات والآخر نصوص نثرية .

 

  

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم