صحيفة المثقف

جبار ماجد البهادلي: المُستَوَيَاتُ الجَماليَّةُ لشِّعريَّةِ التَّنَاصِّ (3)

جبار ماجد البهادليتَمَثُّلَاتُ شِعرِيَّةِ الآيرُوتِيكِ الحِسِّي، وَالمُستَويَاتُ الجَماليَّةُ لشِعريَّةِ التَّناصِّ

فِي غَزَلِيَّاتِ يَحيَى السَّماوِي الجَمَالِيَّةِ (8)


 كَاَنتِ الجّنَّةَ أُورُوْكُ

وَكُلُّ النَّاسِ:

أَنْكِيدُو وَ"شَامَاتٍ" وَ"سَيْدُورِي"

فَمَنْ صَيَّرَها النَّارَ؟

وَمَنْ صَيَّرَ خَمْبَابَا إِلهَاً

يَقْتَدِيهْ (53)

ومفهوم أن السَّماوي في هذه القصيدة التي توحَّدت فيها أنساق ثلاثة جمعت بين النسق الآيدلوجي الوطني (السياسي)، والنسق الأسطوري الملحمي الميثيولوجي (الحضاري)، والنسق العشقي الحسِّي الرُّوحي (الجمالي)، لا يَستغيثُ مُستنجداً من واقعٍ ساقطٍ ضائعٍ مُحتضرٍ هَالكٍ آسنٍ فَحسب، وإنَّما يُصرِّح ثائراً مُهتَاجاً كيفَ احتفت (أوروكُ) الجديدة، أوروكُ المجد والحضارة بهذا المصاب الجَّللِ؟ وبهذا الدَّاء السياسي اللَّعين، الفاتكِ القاتلِ الذي يَمخرُ عُبابَ الرُّوِح قبل أنْ يَطالَ شعبَ أرضِ السَّوادِ. إنَّها محنة التاريخ السياسي الحديث، ولعنة السماء على الأرض، وعلى ظِلال شعب مُتحضِّرٍ لم يَذقْ طعمَ السِّلم في تاريخه الحافل العريق. ولم يعرف مكاناً تَحطُّ فيه حمامةً الأمنِ والسَّلامِ في تاريخ حكم العراق الحديث العصي.

ولنقفَ بتروٍ متأملينَ ما يقوله الشاعر يحيى السَّماوي في هذه الجملة الشعرية المكثَّفة الدلالة التي تناصَّ فيها فكرياً وشعريَّاً مع روح الملحمة أسطورياً ورمزيَّاً وفنيَّاً. والتي نصب فيها كلمة (ربَّاً) على تقدير فعل وفاعل محذوف نحو (لِلهَوى الأرضيِ في أُورُوكَ [عَلِمْتُ] رَبَّاً)، أو على تقدير الفعل الناسخ (كانَ) الناقصة المحذوفة مع اسمها، (...كان ربَّاً)، فتصبح  (ربَّاً) خبراً لكانَ:

وَأَنَا كُنْتُ نَبِيهْ (54)

والأغرب في هذه المفارقة التناصيَّة الملحمية الشعرية أنَّ السَّماوي الشاعر المفكِّرَ يَقلِبُ في أُسلوبيته الفنيَّة التعبيريَّة المُعادلةَ الموضوعيَّةَ الإبداعيَّة، فلا يُسقطُ ظلال الواقع االعراقي المزري المعيش الرهيب على مجسَّات عتبات النصِّ التَّاريخي الملحمي للماضي، بل يستحضر في أسطرته التَّاريخ السومري المشعَّ الزاهرَ لملحمةِ كلكامش في هذه المقاطع التدفقية الانثيالية المُؤَسطرة تناصياً، ويُسقط وقع رموزه البارزة الفذة على نزيفِ عتبات واقعه اليومي الحاضر الدامي. هذا الواقع المريض الذي تفنَّنَ مبدعوه المتنطِّعون، وصانعو مجدهِ المزيَّفونَ البراغماتيونَ النَّفعيونَ من ترويضه لمصالحهم الذاتية، وتأثيثه بوسائل جديدةٍ فاقت حدود المكر والخديعة، وتجاوزت خطوط الرياء والدهاء والحيلة في الضحك على العقول. تلك الوسائل التي فيها ألاعيب من حبائل الصنعة والشيطنة التي لم تخطر على بال أحدٍ في مثل هذا الخراب ودمار الحال الممنهج المُعدُّ له سلفاً بتخطيطٍ جَلِيٍّ واضح لا يحتاج إلى تفسير لفحواه:

كَاهِنُ المَعبَدِ لِصٌّ ..

وَوَلِيُ الأَمْرِ دَجَالٌ..

وكلٌّ يَطلبُ البَيعةَ فِي أُوْرُوكَ .

كِلْكَامِشُ بَاعُ السُّورَ وَاسْتَوْزَرَ أصْهَارَاً

وَأضْحَى قَارِئُ الِفنْجَانِ وَالكَفِّ فَقِيهْ (55)

أيُّ حقيقةً مُرَّةٍ يواجهها الإنسان العراقي على مدى تاريخه الطويل العريق الأصيل، ومثل هذا يشي واقعا بأنَّ اللِّصوص البُغاةَ العُتاةَ هًم كما جاء في سورة الحشر ((يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهُم وَأَيدِي المُؤْمِنِينَ)) (56) بقصد أو من غير قصد. أنَّهم مشركو الوطن الحقيقيون الجُدد، وكفَّاره المُعادون لقيم حضارته وثقافته ودينه القيم الحقيقي. فهذه الصدمة التي يعيشها الشاعر ويحملها حقيبةَ وطنٍ على عاتقه، إنَّها جرح فاغر لم يندمل شفاؤه الجسدي، ولم يلتئم ضماده الروحي، فما زالت طعناته المؤلمة مُتواليةً تَقُضُّ مّضاجعَ صميم قلبه النازف. جُرحٌ كبيرٌ ينتظره غدٌ مبهم أصم غير واضحٍ ،أو معلنٍ متجلٍّ. إنَّه الغدُ المستقبلي الآتي الذي لم تَحُن قطوفُ أوانه الدَّاني بعد ، وتلك والله مصيبة كبرى لا يمكن السكوت عنها إلَّا الإشهار والعلن بها أمام الرأي العام من الناس لترى واقعها المرير كيف يسر بانكسارٍ:

فَإِذَا السَّارِقُ قَاضٍ

وَإذَا النُّكْرُ وَجِيهْ (57)

كلُّ هذا الوجع الوطني الكبير الذي تستشعره صيحات الشاعر وتنفث به شعريته الحقَّة آهاتٍ وتوجُّعاً لم تمنعه من أن يُرتِّل للمعشوقة السومريَّة ترانيم العشق وتراتيل الهوى، وأخبار الغرام، وما كان مسكوتا عنه من أنساق الحُبِّ في الخفاء التي تهافت عليها العُشاق الحسدةُ المُغرضون ممن يَرُومُونَ تَزَلُّفَاً غير صادق عشقَ قلبها مَحجَّةً ومزاراً، لكنَّها تَمنَّعت وغضَّتْ طَرفي عَينيها عنهم ومالت، وفاءً لَمَنْ يستحقُ وفاء الحبَّ الحقيقي الصحيح، وإخلاصاً وطُهراً وتَبَتُّلاً عمن لا يَشتهيه أو يستهويه قلبها الغضُّ النابضُ:

كُلُّهُم حَجُّوا إِلى قَلْبِكِ

يِرْجُوَن دُخُولَاً لِفَرَادِيْسِكِ

كُلٌّ وَلَهُ مَا يَبِتَغِيْهْ

 

وَأَنَا مِنْكِ:

كَمَا طِفْلٌ وَحِيْدٌ مِنْ أَبِيهْ (58)

وقد دفعه شعوره العالي وإحساسه العاطفي الذاتي بواقعة الألم أنْ يركُنَ في مخياله الشعري الواثب إلى جملةٍ من المُفارقاتِ الشُّعوريَّة والمُقارباتِ اللَّفظيَّة الثنائيَّة المتواشجة التركيب العشقي النسغي الروحي، والإنزياحي الأسلوبي ذي الانتماء الوطني الآيدلوجي الموقفي الرؤيوي لمعجميته الشعرية في هذه الدفقة المقطعية المنسابة عذوبةً بتساوق ألفاظها وجملها الشعرية المتهادية الشعور بالمتقابلات الثنائية الجميلة:

نَتسَاقَى اللَّذةَ البَيْضَاءَ:

تَنُّوْرَاً ومِحْرَاثَاً..

صَهِيْلَاً وَهَدِيْلَاً ..

وَتَسَابِيْحَ وَمِحْرَابَاً..

وَحَانُوتَاً وَصَهْبَاءَ..

وَأَحْلَامَاً وَتِيهْ (59)

يا لها من ثنائياتٍ عشقيةٍ تناصيةٍ أُسطوريةٍ مُتراتبةٍ الوقع الموسقي الصوتي والدلالي المعنوي الذي  جُمِعَتْ فيه بعناية شاعرِ فَطِنٍ يُوفق بين الممكنات والمستحيلات إبداعاً فنيَّاً وجمالياً، وتناسباً صوتياً وصورياً وحركياً،وفعلاً كان الامتلاء بهذه القصدية الشعورية السلبية الفذة فراغاً عدمياً لاقيمة له ولا حياة.

بعد هذا الموت البطيء في الاِمتلاء العشقي اللَّذيذ يوظُّف الشاعر يحيى السَّماوي النفس الأسطوري الملحمي التاريخي لا التناصي، ويستفيد من ظلال دلالات الرموز والشخوص التاريخية والدينية في بناء تراكيب جمله الشعرية وتعضيدها بالأسطرة الملحمية، ليجمع بين رأس قرينين مُتَّحِدَينِ كما جمع بين إلهينِ مثل، (هُبلٍ ولاتٍ)؛ وذلك أنَّ أوروك الجديدة لم تعد مدينةً للعشق كما كانت بهيةً زاهيةً كالأمس القريب، فكلُّ شيءٍ قد تغيَّر وتبدَّل على (أنْكِيدُو العِشْقِ) المؤنسن بفعل الأغواء الذي اختار الرجوع بمطاف رحلته المعراجية إلى غابته الحجرية باحثاً عن أديم خلوده الأبدي في هذه المدينة الأسطورية (أوروكُ العِشْقِ):

أُورُوكُ مَا عَادَتْ كَمَا فِي الأَمْسِ ..

"سَيْدَورِي" اِخْتَفَتْ

وَاخْتَارَ "أَنْكِيْدُو" الرُّجُوعَ

إِلَى ظِلَالِ الغَابَةِ الحَجَرِيَّةِ الأَشْجَارِ

فَاِنْحَسَرَ الرُّعاةْ (60)

في مثل هذا التَّدفق الشعوري الذي حشد فيه الشاعر الأسماء والرموز الأسطورية (أُوروكَ المدينةَ)، وَسيدورِي الحانةُ الحَكيمةُ، وَأنكيدو الوَحش المُؤنسُ بالأغواءِ)، ينتاب الشاعر شعور بالأسى والأسف ومرارة من الخذلان، حتَّى يصل به حدَّ الجنون إلى درجة القطيعة والتباعد والتنائي التي أحالته إلى رحلةٍ سُندباديةٍ جِديدةٍ من الإبحار والأسفار، فكان هو سندبادها السُّومري الفذُ الجديد الذي شرع بنشر أشرعة الرحيل إيذانا لرحلة سفر طويل باحثاً فيها عن ذاته الوجودية الشاعرية الضائعة في هذه المدن بعد هذه الغيبة العشقية الطويلة راجياً فيا النجاة والتَّمَتُّع بالحياة الحُرَّة الرغيدة التي ينشدها ويتغنَّى بها نشيدَ جمالٍ:

وَأَنَا غَدَوْتُ السُّنْدَبَادَ السُّومَرِيَّ

نَشَرْتُ أَشْرِعَتِي لِأَبْحِرَ بَاحِثَاً عَنِّي

بَنَيْتُ سَفِيَنتِي مِمَّا تَبَقَّى مِنْ رَمَادِي

وَاتّخَذْتُ الصَّخْرَ طَوْقَاً للنَّجَاةْ  (61)

لا بديلَ للشَّاعر إلَّا النجاة من ذلك الطوق الذي التفَّ حولهِ، وما حيلةُ الشَّاعر السماوي الذي يجد مسوغاتٍ نَفسيةٍ لهذه الرحلة الجديدة. وقد يكون مضطراً لذلك النَّفق فتراه في محاولاته العشقية يبحث عن حياٍة أخرى علَّها تَسُّد مَسدَّ اللَّاحياة، ومثل ما أفاد الشاعر من الجوِّ المَلحمي الأُسطوري، وأسقطه واقعاً قصصياً على واقعةِ الحدث، فقد أفاد في خطابهِ العِشقي من فقهِ بَلاغتهِ التركيبية في التلاعب بالألفاظ والمفردات وسبك العبارات وحبكها لفظياً ودلالياً، من حيث تقديمها وتأخيرها لغرض فنٍي أو بلاغيٍ رشيدٍ:

وَآلِهَةُ الأَمْطًارِ وَالعِشْقِ/ الجَمَالِ/

الطُّهْرِ "إِيْنَانَا:

اِسْتَعَاذَتْ مِن أُلوُهَتِهَا فَآثَرَتِ الحَيَاةَ كَأيِّ عَاشِقَةِ فَتَاةْ  (62)

ويلتَّفت شعور الشاعر السَّماوي إلى رمزية وطنه العراق الكبير وما يُفضي به واقعه السياسي المؤلم الخطير، فَيوظفه رمزيًا وأسطورياً ويُسْقِطُهُ عليه حالياً؛ ليأخذ المتلقِّي والقارئ معه إلى واقعه المريض. ولنتأمَّل جليَّاً صورة هذا الواقع الذي صار مثل "خمبابا الوَحشِ". وأصبح لخمبابا من اللُّصوض والسُّرَّاق والمَارقينَ مدرسةٌ، وتَلاميذٌ وتَلاميذُ التلاميذِ في التَّفَنُّن بسرقةِ قوت الشعب وإذلاله في معابد السياسة:

مَاعَادَ "خَمْبَابَا" بِأُوُروْكَ الجَدِيْدةِ وَاحِداً

فَبَنُوهُ وَالأَصْهَارُ

بَاتُوا كُلُّهم فِي المَعبَد الوّثَنِي

"خَمْبَابَا" (63)

ويستمرُّ الشَّاعر السَّماوي في خاصية تماهيه مع صيرورة هذا الواقع المرير، فيرى العجب العجاب في بنية هذا الواقع المزري الذي أصبح فيه الشريف لِصَّاً واللِّصُّ شريفاً والساكت عن الحقِّ أخرسَ اليوم:

وَأَنَا غَدَوْتُ السِّنْدَبَادَ السَّومريَّ / المَارقَ/ المتبتِّلَ (64)

وبرغم هذه الشُّقةُ العشقية التي أخذت ردحاَ طويلاً من الزمن البهي من حياة الشاعر، وكانت فترةً خِصبَةً في تزايد الانتاج والإبداع والثقافة، فإنَّ السَّماوي قادر على أن يَختار لنفسه طريقا أمثلَ ناجعاَ لصيرورة عشقه السومري، موصلاً الأسباب بالحياة الجديدة (لإينانا) العشق السومري الرمز العراقي الكبير. ولا نعدم في هذا التَّناصِ الأُسطوري من أنْ الشاعر يحيى السَّماوي يميل بقصديةٍ أو من غير قصدٍ إلى التلميح الإشاري باستعراض بعضٍ من ثقافته الأسطورية وسعتها المكتسبة، وبيان قوَّة إطّلاعه الكبيرة على مختلف الثقافات العالمية التي شكَّلت الأساطير المثيولوجية ركناً أساسياً ومهمَّاً من بنية ثقافاتها الحضارية والإنسانية، وقد"أعانته الأسطورة أنْ يحيطَ بعض مقاصده بشيء من الغموض" (65) الذي يتقنّع بخفاءٍ وراءَه أمام متلقِّيه كي يدركه بتدبُّرٍ وفهمٍ وكشفٍ حقيقيين لمقاصده وغاياته الرمزية الواعية بنصِّ القصيدة.

د- التَّناصُّ التُّراثي الشَّعبيِّ (الفُلكلُوريُّ)

يمثِّل التَّناصُّ الشعبي في شعر يحيى السَّماوي جزءاً مهمَّاً مستمدَّاً من بيئة التراث الشعبي المحلِّي الذي يعتمد على ما يظهر منها من مَظاهر ومُهيمناتٍ ذاتَ حِسٍّ شعبيٍّ فلكلوريٍّ مَحضٍّ يَستمدُّ شخصياته الرئيسة من وحيِّ الخيال الشعبي المحلِّي التي ظلَّت ماثلةً حيَّةً في مخيال الإنسان العراقي على مرِّ السنينَ وتوارد العقود. وقد تكون بنيات السَّماوي التناصيَّة في شعره تمثِّل "صوراً شعبيةً يرسم من خلالها عوالمَ مُستمدَّةً من واقعه ويضمِّنها صورَ معاناته، أمْ أمثالاً وحكاياتٍ وأغانيَ وألعاباً تتَّسمُ بطابع خصوصيتها الشعبية العراقية" (66) المتوارثة عبر الموروث الشعبي التُّراثي الذي هو خزينُ ذاكرة الشاعر المحتشدة بوقائع الدين والتراث الأدبي والتاريخ الأصيل الذي هو موئل شعريته ومنابع رفده الجمة.

والسَّماوي كشاعرٍ عراقيٍ حديثٍ ظهر ما بعد جيل السيَّاب قد تأثَّر كثيراً في شعره بالتراث الفلكلوري الشعبي العراقي الذي أخذ يزدهر ويتطوَّر سريعاً ما بعد الحرب العالمية الثانية متزامناً مع قيام حركة الشعر الحرِّ (التفعيلي) الجديد التي دخلت إلى العراق في النصف الثاني من القرن العشرين، ووجدت لها أنصاراً وروَّاداً فاعلينَ مؤثِّرين في مشهد الشعر الثقافي العراقي خاصَّةً والوطن العربي على وجه العموم.

وقد حَلَّقَ السَّماوي في تناصاته الشعبية ومخياله الحسِّي بعيداً في آفاقٍ واسعةٍ وعوالمَ مُعَصْرَنَةٍ من أساليب التعبير وتجلِّيات التلقِّي المرتبطة بِهُويَّة وطابع الشعر العربي القديم، والذي يستمِدُّ مضامينه وأفكاره من ظلاله الغنيَّة الوارفة؛ وذلك من خلال الإشارات التَّناصيَّة التي تتضمَّن في تركيبها اللُّغوي الشعري تضميناتٍ لغويَّةً مُجردةً أو اقتباساتٍ شعبيةً حسيَّةً محضةً وجدت طريقها المباشر دون تكلُّفٍ أو إقحامٍ وتحميلٍ في مستوى الخطاب الشعري المتجدِّد ليحيى السَّماوي مهماز الشاعرية الحديثة وفنارها الفذ.

واتَّخذ السَّماوي في تناصَّاته الشعبية المتحوِّلة الشخصية الشعبية التي أنتجها الخيال الشعبي العراقي، وأنضجها صوراً كليَّةً من مخياله المتنامي كأول صورةٍ من صور مظاهر تأثره االشعري الحديث بالتراث الشعبي؛ ليثبتَ من خلالها إمكاناته الشعرية والإبداعية لإنتاج وابتكار شخصيةٍ تفاعليةٍ متفرِّدةٍ بسماتها الإنسانية المتمايزة بدلالاتها الشعرية تحقِّقُ إنتاجاً جديداً ما لم يتمكَّن المخيال الشعبي الفردي أنْ ينتجه في المجتمع الفلكلوري المتحقِّق. ولعلَّ شخصيَّة (السندبادُ البَحريُ) من أبرز الشخصيات العراقية ذات الأصل التاريخي الفلكلوري البعيد التي أشار إليها الشاعر يحيى السَّماوي في تناصٍّ شعريٍ واصفاً إياها:

مَا السُّنْدَبَادُ بِغَيْرِ أَخْطَارِ البِحَارِ ؟

وَمَنْ "بُثَيْنَةُ" فِي قَوَامِيْسِ الصَّبَابَةِ وَالهَوَى

لَوْلَا "جَمِيْلْ"؟ (67)

ونكاد نتلمَّس من خلال هذه الإشارة التناصيَّة المباشرة لشخصية السندباد الشعبية شخصية السَّماوي الشعرية، وفاعلية روحه المسافرة في مخاطر بحار الغربة ومنافيها وعذاباتها ووجعها القاتلة، ولعلَّه أراد القول بهذا الحسِّ الشعبي لولا وجود الوطن وخطورة وضعه السياسي والثقافي، لما كان هناك سندبادٌ (يَحياويٌ) في المهاجر مسافراً. ولولا وجود جميل الغزل ، لما كانت هناك في الساحة بثينة تذكر أيقونتها في تاريخها العشقي، فوجود الأول شرط مؤثِّر رهينٌ بوجود المقابل الثاني المُتعلِّق بهِ روحاً وفكرةً وجمالاً.

ويبدو لي أنَّ حياة يحيى عَبَّاس السَّماوي ورحلته الشعريَّة السندباديَّة وخطوط آفاق غربته الداخلية والخارجية تتقارب نسبياً في شخصيتها المركَّبة من حياة وشخصية بدر شاكر السيَّاب التغرُّبيَّة التي تكاد تكون رحلةً سندباديةً شعبيةً جديدةً وفتحاً أسلوبياً متفرداً في جماليَّاتِ عالم الشعر بكلِّ تفاصيلها ومعطياتها الجديدة التي حفلت بها مسيرة السيَّاب الشعرية (68)، وعلى الرغم من أختلاف وضعهما المعاشي والاجتماعي معاً بصفة مغايرة للواقع الذي مرَّا به في حياتهما الشعرية والجهادية المكافحة على مختلف الصُعُد والاتجاهات الإبداعية والآيدلوجية،فإنَّ لكلٍّ شاعرٍ معجمة اللٌّغوي المائز عن جمال الآخر.

فالسّماوي يلجأ في تناصَّاته الشَّعبية إلى استثمار وتوظيف بعض الشخصيات ذات الطابع الشعبي أو الحس خيالي التي وردت قصتها التراثية في كتاب ((ألفُ ليلةٍ وليلةٌ)) المؤثِّر بأدبه الشعبي العراقي، مثل شخصية (شهرزاد) وزوجها الملك (شهريار) اللَّذينِ اشتهرا كثيراً في الموروث الشعبي العراقي، تلك التي قرن بها السَّماوي شخصية (شهرزاد) بشخصية معشوقته التَّبَتُليِّة الملالك السومرية الحقيقية لا المتخيَّلة الافتراضية بعالمه الأرضي الهابط الذي يَستمدُّ تعاليمه من وحيِّ ألواح سماء الأساطير السومريَّة الحقَّة:

تَقُصُّ بالقُبُلَات ليْ

قِصَصَاً

عَنِ الضِّلِّيْلِ صَارَ مُؤذِّناً

وَمُبَشِّرَاً بِالعُشبِ بَادِيَةَ السَّمَاوَةِ

وَالرُّبَى بِالاِخْضِرَارْ (69)

ولعلَّ إشارة السَّماوي التضمينية المباشرة لشخصية (شهرزاد)المرأة العراقية القويَّة المتحرِّرة أراد بتناصها الشعبي أنْ يكون معادلاً موضوعياً مماهياً للمَلَاك السومريَّة ذات الأصل الجنوبي المتجذِّر، والتي بها تتحقَّق بشائر الحبِّ والخير،والحياة الحرة السعيدة في متواليَات قصائده العشقية الساخنة بالجمال والطبيعة.

وإذا كانت المعشوقة في الملاك السومرية هي (شهرزادُ) العشق وما أضاف إليها السَّماوي من مخياله الشعبي وحسِّه الشعري، فإنَّ العاشق في هذه الملاك السومريَّة، والذي نصَّبَ نفسه مَلِكَاً عليها هو الملك (شهريار)،البطل في كتاب (ألفُ لَيلةٍ وليلةٌ)، والرجل القوَّي المغامر الذي لا تأخذه بالمرأة لومة لائم، وهو يتروَّضُ بفعل شهرزاد المرأة العراقية يوماً بعد يومٍ، وليلةً بعد أُخرى؛ ليكون شهريار السِّلم وشهرزاد الأمان:

فَأنَّا بَمَمْلَكَةِ المَلاَكِ السُّومَرِيَّةِ

"شَهْرَيَارْ" (70)

وهذا التأكيد الإشاري الحسِّي الشَّعبي لشهريار العشق يشي بشخصية الشَّاعر يحيى السَّماوي التي تسعى إلى تضمين المخيال الشعري بالاعتماد على قدرة الإنسان على حلِّ همومه وصراعاته ومشكلاته الإنسانية التي يعاني منها داخلياً وخارجياً وإسقاطها. وقد تكون الحاجة إلى الحبيبة والتوحُّد معها روحياً دافعاً إنسانياً قويَّاً للاستغناء عن كلِّ ما هو ترفٌ باذخٌ، أو نعيمٌ دنيويٌ زائلٌ يكفل حياةً دنيويةً رغيدةً لا تساوي لحظة لقاء دائمٍ مع شهرزاد المعشوقة، وإنْ كانَّ مخدع شهريار وثيراً دافئاً جاذباً للحياة السعيدة التي ينشدها الإنسان، ويسعى إليها كحقٍّ من حقوقه الدنيوية المشروعة في العيش الحُرِّ الرغيد بكرامةٍ:

مَا دُمْتِ لِيْ

ما حاجتي لكنوزِ قارونٍ

وَمَخْدَعِ شَهْرَيَارَ وَمُلْكِ هَرُوْنَ الرَّشِيدْ؟ (71)

والشاعر بهذه اللَّقطة المملوءة بتناصَّاتها الجماليَّة (الشَّعبيةِ والتَّاريخيةِ والِدّينيةِ) يرفض أنْ تكون معشوقته السومريَّة شهرزاد العشق قريبةً من صورة شهريار الموت؛ لانتفاء الحاجة إلى التحرُّر منه، فوجودُها قريبةٌ منه يُغنيه عن ملك هَرون الرشيد، وعن كلِّ مُغريات زوائل الحياة الدنيويةِ المؤقته بوجودها.

ويحظى المثل (الشَّعبيُ التُّراثِيُ) في بنية الخطاب الشعري باهتمام السَّماوي في تناصاته التراثية القديمة؛ كونه يمثِّل تجسيداً لخلاصة حكمة الإنسان وفلسفته الحياتية، وتشخيصاً لرؤى تجاربه الزمنية التي أفاد منها الشاعر في التعبير عن واقع الحال العراقي الراهن وإظهار صوره الدلالية المعبِّرة، وهذا ماختم به قصيدة (قَنَاعَةٌ) التي يتوافق فيها وينسجم ويتطابق مع نسق الحبيبة معاً شكلاً ومضموناً وإيقاعاً:

إنَّنِي "شَنٌّ"

فَكُوْنِي "طَبَقَةً .. (72)

لا أُريد في هذه الدفقة الشعرية المكثَّفة بتناصَّها التُّراثي الشعبي أنْ أتحدثَ عن أصل هذا المثل الذي حدث بين رجلٍ يُدعى (شَنٌّ) وامرأة تدعى (طَبقةً)؛ ولكن حقيقة هذا المثل الذي يعدُّ من روائع الأمثال العربية في التراث العربي يُضربُ للشيئينِ المتماثلينِ اللَّذينِ يلتقيانِ ويتوافقانِ في التفكير والتدبُّر، ورجاحة العقل، وَحُسنِ المُؤتلف، وتوافق المختلف.لذلك انزاح فيه الشاعر العاشق الثائر متحوِّلاً في تعبيره الموافق؛ ليكون الحبيب المعشوق (شناً)؛ ولتكون المعشوقة (طبقةً) في صدى غزلياته الشعرية االمتأصِّلة تطبيقاً.

ولجماليات الغناء الشعبي الفلكلوري الريفي في التراث العراقي أهميةٌ تأصيلية في شعر السَّماوي لا تقلُّ عن أهميةِ اهتمامه بالمثل الشعبي الذي وظَّفه في تناصَّاته التحوليَّة؛ وذلك لِما لهذا الفن التراثي الشعبي الأصيل من مظاهر تأصيليةٍ بارزةٍ في انتقاء صوره وألفاظه ودلالاته، وفي تضمين الصادق منه الذي يُحاكي هموم وأمال وتطلع الفرد العراقي (73). وقد تجسَّدت مبادئ هذا الاهتمام الشعبي الأصيل وتطبيق منهج انثيالاته الشعورية العاطفية التي ضمتها قصيدته الجمالية (فِي حِضنِ مَشحُوفٍ) التي يُصوِّر فيها قصة رحلته الغزلية مع المعشوقة بلغةٍ فيها من الشفافية والتقابل اللُّغوي الجميل لهذه الأغنية:

فِي حِضْنِ "مَشْحُوْفٍ يَطُرُّ الهُوْرَ"

يَوْمَ تَلَاقَيا شَرْقَاً وَغَرْبَاً

وَالصَّبَاحُ مَعَ الأَصِيلْ

 

أَدْرَكْتُ

أَنَّكِ خَيْرُ مِفْتَاحٍ

لِقُفْلِ المُسْتَحِيْلْ (74)

عمد الشاعر يحيى السَّماوي في بنائه التركيبي الشعري الجُملي على تضمين واقتباس مضمون دلالة الأُغنية العراقية الفُلكلورية الشعبية التراثية الريفية (مَشحوفنَا طَرَّ الهُورَ) بمعنى قطع زورقنا الهور مارَّاً، أو مضى لحال ِسبيله، تلك الأغنية الذائعة الصِّيت شيوعاً في خمسينياتِ وستينيات القَرن العشرينَ؛ ليتخذَ منها مَلمحاً صورياً بارزاً في تجسيد غزلياته العشقية مع من وجد فيها التصافي والتلاقي الوجودي الغنائي بهذه التضادية الثنائية من التقابلات، مُدركاً مكانتها الحقيقية في قلبه، وما تمثِّله رمزياً له؛ كونها خيرَ مفتاحٍ يفكُّ به قفل القلب المُغلق المستحيل. فانساب بها صوته الشعري مثلما صدح بغنائها (داخل حسن).

إنَّ اهتمام يحيى السَّماوي بمظاهر التراث الشعبي الثَّر دَفعهُ إلى الاستعانة بتوظيف واستحضار مصادر الحكاية الشعبية وأنساقها المحلية ذات التأثير الدلالي الكبير. وتأتي بوادر هذا الاهتمام أو التأثر بها من خلال الإشارة إلى إحدى شخصياتها التراثية أو الحديث عنها،أو الرغبة باقتباس أو تضمين بعض صورها الشعبية التي تناسب موضوعيتُها وقائعَهُ (75) المكانية والزمانية والجمالية المعبِّرة عن واقع الحال.

وتبدو ملامح الحكاية الشعبية وبشكلٍ واضحٍ في شعر السَّماوي في قصة (بِساطِ الِّريحِ السِّحري) التي ورد ذكرها في أدبياتِ المثيولوجيا الشعبية حكاية (ألفِ ليلةٍ وليلةٍ)، وهي بمثابة سجادةٍ سحريةٍ تَنقل النَّاسَ فوقَها إلى الوجهة التي يقصدونها فوراً وبسرعةٍ مُذهلَةٍ. وقد ظهرت تلك السجادة الأسطورية في حكايات (علاءِ الدِّينِ والمصباح السِّحري) ذات الأصل التراثي العربي العراقي.ونظراً لأهمية هذه الحكاية في التراث الشعبي، ولِمَا لها من مزايا صوريةٍ ماثلةٍ في البنية الجماعية عكف السّماوي على تضمين دلالتها الرمزية شعرياً للتعبير عن فيوضات مشاعره الإنسانية في التوحُّد العاطفي والشعوري مع امرأته التي ذُهِلَتْ وأُدهِشَتْ، كيف حملته أقدارهُ السريعة بهذه الكيفية العجائبية التي وصل بها إليها حالاً دون تأخير منه نحو لقائها:

كَيْفَ جِزْتَ الأَبْحُرَ ..

الأَنْهُرَ ..

وَالبِيْدَ الصَحَارَى ..

أَبِسَاطُ الرِّيْحِ نَحْوِي حَمَلَكْ؟ (76)

الشَّاعر يَسوقُ تناصَّهُ الشعريَّ (بِساطَ الرِّيح) للدلالة على القوَّة السحرية المذهلة التي حملت الشاعر بقوةٍ إلى أحضان المعشوقة وبسرعةٍ فائقةٍ لا يمكن تصوِّرها عقلياً، وكأنَّه طائرٌ جَوِّيٌّ يُحلِّقُ في سماء الأفق البعيد. وقد اعتمد السّماوي في تركيب هذه اللَّقطة على صورة المخيال الشعبي الأسطوري لهذه الحكاية، وأسقط شعرياً دلالتها الموضوعية على واقعه الحدثي اليومي المعاش، فكانت بحقٍّ نموذجاً فنيَّاً شعبياً رائعاً لتعبيرٍ انزياحيٍ رمزيٍ جمالي لها أخذ منه مأخذاً فنيَّاً روحياً في موضوعه التراثي المثيولوجي.

ومن الملاحظ أنَّ أغلب هذه التمظهرات الشعبية التًّراثية التي استحضرها السَّماوي في تناصاته الشعرية مرَّت في تاريخها التكويني التأصيلي بحالات من التغيير والتبديل والإضافة، فضلاً عما يهبها المخيال الشعبي التُّراثي من سماتٍ وخصائص تأصيليةٍ متزايدة لها أثرها الكبير في ترصين الجملة الشعرية، وإسقاط دلالاتها على الواقع الحياتي الراهن الذي هو مناطُ اهتمام الشاعر ومبتغاه الفنِّي في الشعرية العربية الحديثة التي تُبيح للشاعر الاستفادة من تجلِّيَات الصور الشعبية الاجتماعية، وبعض المعتقدات والطقوس والأعراف الشعبية السائدة في محيط البيئة المحلية للمجتمع العراقي.

وإنَّ مثل هذه التناصّات الجمالية التي أغنت قصيدة السَّماوي بمضامينَ وسماتٍ موضوعيةٍ عِدةٍ في غاية الأهمية،جعلت الفرصة مانحةً لهذه التناصَّات التحوليَّة الخارجية العامة أنْ تتكرَّر بمفرداتها المختلفة بنحو (38) مرَّةً في شعرة وبنسبة مئوية بلغت (95%). وهي نسبة كبيرة وهائلة بالمقارنة مع المستويات الجمالية الأُخّرُ التي يشي بها تصنيف معجمه الشعري في أسلوبيته الشعرية التي شكَّلت العمودي الفقري لشخصية يحيى السماوي الإبداعية شاعراً ومناضلاً ومثقَّفاً فكريَّاً واعداً بالتجدُّد والتخليق الإنتاجي المُبتكر.

 

د . جبار ماجد البهادلي

......................

(*) من كتاب بنفس العنوان سيصدر في الأيام القريبة القادمة .

هَوامشُ الَفصلِ الثَّاني

1- لمعرفة المزيد من ذلك يُنظرُ: جراهام ألان، نظرية التناصِّ، ترجمة: د. باسل المسالمة.

2- جوليا كرستيفيا، علم النصِّ، ترجمة: فريد زاهي، ص 12.

3- د. محمَّد مفتاح، تحليل الخطاب الشعري، ص121.

4- نبيل علي حسن، التناصُّ (دراسة تطبيقية في شعراء النقائض، جرير والأخطل والفرزدق)، ص 26.

5- إبراهيم مصطفى دهنون، التناصُّ في شعر أبي العلاء المعرِّي، ص 15.

6- سماح رواشدة، فضاء الشعريَّة، ص 79.

7- د. فَيصل دَرَّاج، دلالاتُ العَلاقة الروائية، ص 9.

8- جراهم ألان، نظرية التناصِّ، ترجمة: د. باسل المسالمة، ص 7 .

9- د. فوزي الزمرلي، شعرية الِّروايَّة، ص 25.

10- يُنظرُ: د. سعيد سلام، التَّناصُ التُّراثي، ص 154.

11- د. سعيد يقطين، الرِّوايةُ والتُّراثُ، ص 53.

12- يُنظرُ: نبيل علي حسن، التناصُّ (دراسة تطبيقية في شعراء النقائض، جرير والأخطل والفرزدق)، ص 45.

13- يَحيَى السَّماوي، تيمنَّمي برماديِّ، ص 27.

14- سُورة النساءِ، الآية: 157.

15- سُورة يُوسفَ، الآية: 15.

16- يَحيَى السَّماوي، تيمَّمي برمادي، ص 30 .

17- يَحيَى السَّماوي، تيمَّمي برمادي، ص 66 .

18- سُورة الإنسان الآية: 8 .

19- يَحيَى السَّماوي، تَيَمِّمي برماديِّ، ص 117.

20- سُورة الضُّحى، الآية: 2.

21- عَلي حدَّاد، أثرُ التُّراث في الشِّعرِ العراقي الحديث، ص 11.

22- يَحيَى السَّماويُّ، تَيمَّمي بِرمادِيِّ، ص 136.

23- سُورةُ الِإسراءِ، الآية: 23.

24- سُورةُ البقرة، الآية: 158.

25- يَحيَى السَّماوي، تَيَمَّمِي بِرماديِّ، ص 158.

26- يَحيَى السَّماوي، تَيَمِّمي برماديِّ، ص 11.

27- سُورةُ البَقرةِ، الآية: 35.

28- سُورةُ الإِسراءِ، الآية: 1.

29- يَحيَى السَّماوي، تَيَمَّمِي بِرَمَادِي، ص 38.

30- سُورةُ يُوسفَ، الآية: 24.

31- سُورةُ يُوسفَ، الآية: 24.

32- يَحيَى السَّماوي، تَيَمَّمِي بِرمادِي، ص 98.

33- يَحيَى السَّماوي، تَيَمَّمِي بِرمادي، ص 85.

34- سُورةُ يُوسفَ، الآية: 10.

35- يَحيَى السَّماوي، تَيَمّمِي بِرمَادِي، ص 152.

36- يَحيَى السَّماوي، تَيَمَّميِ بِرَمادِيّ، ص 121.

37- يحيى السَّماوي، تيمَّمي برمادي، ص 9.

38- عَليُ بِنَ الجَهْمِ (أبو الحسن)، ديوانُ عَليِ بِنِ الجَهمِ، ص 141.

39- يَحيَى السَّماويُّ، تَيَمَّمِي بِرمَادِيّ، ص 8 .

40- يَحيَى السَّماوي، تَيَمَّمِي بِرمادِيِ، ص 112.

41- أحمدُ بِنُ الحُسينِ المُتنبِّيُّ، دِيوانَ أَبي الطيَّبِ الَمتنبِّي،تَحقيق وتعليق: د.عَبد الوهَابِ عَزَّام، قَصيدة عَلى قَدرِ أَهل العزم تأتي العزائم..

42- يَحيَى السَّماويُّ، تَيَمَّمِي بِرمادِيِّ، ص 86.

43- يَحيَى االسَّماوي، تَيَمَّمِي بِرمادِيِّ، ص 136.

44- أَنس دَاود، الأُسطورةُ في الشِّعرِ العّربيِّ الحديثِ، ص 12.

45- د. إِحسَان عَبَّاس، اِتّجاهاتُ الشِّعر العَربيِّ المَعاصرِ، ص 165.

46- يَحيَى السَّماويُّ، تَيَمَّمِي بِرمادِي، ص 36.

47- يَحيَى السَّماوي، تَيَمَّمِي بِرمادِي، ص 86.

48- يحيى االسَّماوي، تيمَّمي برمادي، ص 78.

49- يَحيَى السَّماوي،تَيمَّمَي بِرمادِيِّ، ص 31.

50- يَحيَى السَّماوي،التَّحليقُ بأجنحةٍ من حَجرٍ، (مَخطوطةٌ قيدُ الطبعِ)،قصيدة (الامتلاءُ فراغاً)،2021م.

51- يَحيَى السَّماوي،التَّحليقُ بأجنحةٍ من حَجرٍ، (مخطوطةٌ قيدُ الطبعِ)،قصيدة (الامتلاءُ فراغاً)،2021م.

52- يَحيَى السّماوي، التَّحليقُ بأجنحةٍ من حَجرٍ، (مَخطوطة قُيدُ الطبعِ)،قصيدة (الامتلاءُ فراغاً)،2021م.

53- يَحيَى السَّماوي،التَّحليقُ بأجنحةٍ من حَجرٍ، (مَخطوطةٌ قيدُ الطبعِ)،قصيدة (الامتلاءُ فراغاً)،2021م.

54- يَحيَى السَّماوي،التَّحليقُ بأجنحةٍ من حَجرٍ، (مخطوطةٌ قيدُ الطبعِ)،قصيدة (الامتلاءُ فراغاً)،2021م.

55- يَحيَى السّماوي،التَّحليقُ بأجنحةٍ من حَجرٍ، (مَخطوطة قُيدُ الطبعِ)،قصيدةُ (الامتلاءُ فراغاً)،2021م.

56- سورة الحشر، الآية 2.

57- يَحيَى السَّماوي،التَّحليقُ بأجنحةٍ من حَجرٍ، (مخطوطةٌ قيدُ الطبعِ)،قصيدة (الامتلاءُ فراغاً)،2021م.

58- يَحيَى السّماوي،التَّحليقُ بأجنحةٍ من حَجرٍ، (مَخطوطة قُيدُ الطبعِ)،قصيدة (الامتلاءُ فراغاً)،2021م.

59- يَحيىَ السَّماوي،التَّحليقُ بأجنحةٍ من حَجرٍ، (مَخطوطةٌ قيدُ الطبعِ)،قصيدة (الامتلاءُ فراغاً)،2021م.

60- يَحيَى السَّماوي، التَّحليقُ بَأجَنحةٍ مِن حَجَرٍ، (مَخطُوطةٌ قَيد ُالطبعِ)، قَصيدةُ (فَقدتْ مَعَانِيها الَمعَانِي)

61- يَحيَى السَّماوي، التَّحليقُ بَأجَنحةٍ مِن حَجَرٍ، (مَخطُوطةٌ قَيد ُالطبعِ)، قَصيدةُ (فَقدتْ مَعَانِيها الَمعَانِي)

62- يَحيَى السَّماوي، التَّحليقُ بَأجَنحةٍ مِن حَجَرٍ، (مَخطُوطةٌ قَيد ُالطبعِ)، قَصيدةُ (فَقدتْ مَعَانِيها الَمعَانِي)

63- يَحيَى السَّماوي، التَّحليقُ بَأجَنحةٍ مِن حَجَرٍ، (مَخطُوطةٌ قَيد ُالطبعِ)، قَصيدةُ (فَقدتْ مَعَانِيها الَمعَانِي)

64- يَحيَى السَّماوي، التَّحليقُ بَأجَنحةٍ مِن حَجَرٍ، (مَخطُوطةٌ قَيد ُالطبعِ)، قَصيدةُ (فَقدتْ مَعَانِيها الَمعَانِي)

65- (د. جَلَالُ الخَيَّاطِ، الشِّعرُ العراقيُّ الحَديثَ، مَرحلةٌ وَتَطوُّرٌ، ص 183.

66- عَلِي حَدَاد، أَثرُ التُراثِ فِي الشِّعرِ العِراقيِّ، ص 81.

67- يَحيَى السَّماويِّ، تَيَمَّمي بِرمادِيِّ، ص 86.

68- يُنظرُ: بَدرُ شَاكرُ الَّسيَّابُ، دِيوانُ بَدر شَاكر السَّيَّابِ، 1/ 147.

69- يَحيَى السَّماويّ، تَيمَّمِي بِرمادِي، ص 8.

70- يَحيَى السَّماوي، تَيمَّمِي بِرمادِي، ص 9.

71- يَحيَى السَّماوي، تَيمَّمِي بِرَمَادِي، ص 12.

72- يحيى السَّماوي، تيمَّمي برمادي، ص 123.

73- يُنظرُ: عَبدُ الجَبَّارِ داودُ البَّصريُّ، بِدرُ شاَكرُ السَّيَّابُ رِائدُ الشِّعرِ الحُّرِّ، ص 47 ومابعدها.

74- يَحيَى السَّماوي، تَيمَّمِي بِرمادِي، ص 132.

75- يُنظرُ: عَبدُ الوَهابِ البَيَّاتِيُّ، دِيوانُ عَبدِ الوَهابِ البَيَّاتِيِّ، ثلاثة أجزاء، 1/58861.

76- يَحيَى السَّماوي، تَيَمَّمِي بِرمَادِيِّ، ص 26.

 

 

ثَبْتُ المَصَادِرِ وَالمَرَاجِعِ (الَفصلُ الثَّانِي)

القُرآنُ الكَريمُ.

1- إِبراهيم مُصطفى دَهنون:

*التناصُّ في شعرِ أبي العَلاء المَعرِّي،عالم الكتب الحديثة للنشر،أربد- عمَّان، ط 1، 2011م.

2- د. إِحسَانُ عَبَّاسُ:

*اِتّجاهاتُ الشِّعرِ العِربيِّ المُعاصرِ، سلسلة عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مطابع اليقظة، الكويت، ط1، 1978م.

3- أَحمدُ بِنُ الحُسينِ (أبو الطيِّب المُتنبِّيُ):

*دِيوانُ أَبي الطيِّبَ المُتنبِّيِّ،تَحقيقُ وتَعليقُ:د.عبد الوهاب عزَّام،مكتبة الثقافة الدينية،مصر،ط1، (بت).

4- أَنسُ دَاودَ:

*الأُسطوررةُ فِي الشِّعرِ العَربيِّ الحَديثِ، دار الجبل للطباعة، القاهرة، (ب ط)، و (ب ت).

5- بَدرُ شَاكرُ االسَّيَّابُ:

* دِيوانَ بَدرِ شَاكرِ السَّيَّابِ، دار العودة، بيروت، ط 1، 1971م.

6- جَراهامُ ألان:

* نَظريَّةُ التَّناصِّ، ترجمة: د. بَاسلُ المُسالمة، دار التكوين سوريا، ط 1، 2011م.

7- د. جَلَالُ الخَيَّاطُ:

*الشِعرُ العِراقيُّ الحَديثُ، مَرحلةٌ وَتطوِّرُ، دار صادر، بيروت-لبنان، ط1، 1970م.

7- جُوليَا كِرستيفيا:

*عِلمُ النَّصِّ، تَرجمةُ: فَريدُ زَاهي، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء- المغرب، ط 1، 1971م.

9- سَعدُ سَلَامُ:

*التَّناصُّ التُّراثٌ (الرِّوايةُ الجَزائريَّةُ أُنموذَجَاً)، عالم الكتب الحديث، الأردن، ط 1، 2010م.

10- د. سَعِيدُ يَقطينُ:

* الرِّوايَّةُ وَالتُّراثُ السّرديُّ، دار رؤيا، القاهرة، ط1، 2006م.

11- سَمَاحُ رَواشِدةُ:

* فَضاءُ الشِّعريَّةِ، المَركز القومي، عمَّان، (ب ط)، 1999م.

12- عَبدُ الجَبَّارِ دَاودُ البَصري:

* بَدرُ شَاكرُ السَّيَّابُ رَائِدُ الشِّعرِ الحُّرِّ، وزارة الإرشاد، بغداد، (ب ط)، 1966م.

13- عَبدُ الوَهابِ البَيَّاتي:

* دِيوانُ عَبدِ الوَهابِ البَيَّاتيِّ، ثلاثة أجزاء، دار العودة، بيروت -لبنان،ط 1، 1972م.

14- عَلَيُ بِنَ الجَهمِ (أَبو الحَسَنِ):

* دِيوانُ عَليِ بِنِ الجَهْمِ، تَحقيقُ: خَليلَ مَردم، المطبعة الهاشمية، ط 1، 1949م.

14- عَلِي حَدادُ:

*أَثرُ التُّراث فِي الشِعر العِراقِي الحَديثِ، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، ط 1، 1986م.

15- د. فَيصلُ دَرَّاجٌ:

* دِلالاتُ العَلاقةِ الرِّوائيَّةِ، دار كنعان، دمشق، ط 1، 1993م.

16- د. فُوزيُ الزُّمرلي:

* شِعريَّةُ الرِّوايَّةِ العَربيَّةِ، بَحثٌ في أشكالِ تأصيلِ الرِّوايَّةِ العَربيَّةِ وِدلالاتِها، مركز النشر الجامعي، كليَّة الآداب، جامعة منوبة، تونس، (ب ط)، 2002م.

17- د. مُحَمَّد مِفتاح:

*تَحليلُ الخِطابِ الشِّعريِّ، اِستراتيجيةُ الَّتناصِّ، المركز الثقافي العربي، بيروت، ط1، 2005م.

19- نَبيلُ عَلِيُ حَسنَ:

*التَّناصُّ (دِراسةٌ تَطبيقيةٌ فِي شُعراءِ النَّقائضِ، جِريرِ وَالأخطلِ والفَرزدقِ)، دار كنوز المعرفة للنشر والتوزيع، عمَّان، ط1، 2010م.

20- يَحيَى السَّماوي:

* التَّحليقُ بَأجنحةٍ من حَجرٍ، (مَخطوطةٌ قيدُ الطَّبعِ)، قَصيدةُ: (مِحنةُ أَنكيدُو، والامتلاءُ فراغاً)2021م.

*وَقصيدةُ: (فَقَدتْ مَعانيها المَعانِي)، 2021م.

* تَيَمَّمِي بِرمَادِي، دَار تَموزَ دِيموزي للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق- سوريا، ط1، 2019م.

المُؤلِّفُ في سُطُورٍ

- الاِسمُ الأدبيُ: د. جبَّار مَاجِد البَهادليُ

- المَكانُ وتَاريخُ المِيلادِ: العِراقُ - مَيسَانُ 1/7/ 1964م.

- الصَّفةُ الأدبيَّةُ: نَاقِـــدٌ أَدبِيٌّ

- عُضو اِتِّحادِ الأُدبَاءِ وَالكُتَّابِ في العِراق

- التَّحصيلُ العِلميُ والدِّراسِيُ الحَالِي:

* دُكتوراهُ في اللُّغةِ العربيَّةِ وآدابِها/كُليَّةُ الآدابِ/ جَامعةُ عَينِ شَمَس/ القَاهرةُ، 2016م.

* التَّخصُّصُ العِلمِيُ الَّدقيقُ: النَّـقدُ الأَدبيُ الحَدِيثُ

* مَاجستيرُ في الدِّراساتِ الأدبيَّةِ واللُّغويَّةِ /جَامعةُ الدُّولَ العَربيَّةِ/ مَعهدُ البُحوثِ والدِّراساتِ العَربيَّةِ في القاهرة - جُمهوريَّةُ مِصرَ العربيَّة، 2011م.

* التخصُّصُ العِلمِيُ الدَّقيقُ: علـمُ اللُّغـةِ

* دِبلومٌ عَالٍ في الدَّراساتِ الأدبيَّةِ واللُّغويَّةِ / جَاَمعةُ الدُّول ِالعَربيَّةِ/ مَعهدُ البُحوثِ والدِّراساتِ العَربيَّةِ في القَاهرةِ- جُمهوريةُ مِصرَ العربيَّة، 2010م.

* بَكالوريوسُ في اللُّغةِ العَربيَّةِ وآدابِها/كليِّة التَّربيةِ/ جَامعةُ البصرةِ، (1986- 1987م).

* التخصُّصُ العِلمِيُ الدَّقيقُ: في فِلسفةِ اللُّغةُ العربيَّةُ وآدابُها.

- العَملُ الحَاليُ: أعملُ تدريسيَّاً في حَقْلَي التَّعليمِ الأَكادِيمِي، والثَّانوي لَوزارةِ التَّربيَّة.

- النِّتاجاتُ العِلميَّةُ (الأدبيَّةُ النقديَّةُ):

1- جُهودُ الدُّكتورِ عَلَي جَوادِ الطَّاهرِ النَّقديَّةُ بَينَ (التُّراثِ والمَعاصرةِ).أُطروحة دكتوراه في  النقد الأدبي الحديث، 2016م.

2- شِعرُ حُسينِ مَردَان، (دِراسةٌ أُسلوبيَّةٌ)،رِسالةُ مَاجستير في حَقلِ اللُّغةِ الأدبيَّة،2011م.

3- المَظاهرُ النَّقديَّةُ لِمنهجِ الدُّكتورِ عَلِي جَواد الطاهر النَّقدي كِتابٌ في النقدية،2015م.

4- تَمثُّلَاتُ شِعريةِ الآيرُوتيكِ الحِسَّي، وَالمُستوياتُ الجَماليًّةُ لِشعريَّةِ التَّناصِّ في غَزلياتِ يَحيى السَّماوي الجماليَّة، 2021م.

5- فَنَارُ الشِّعريَّةِ الحَديثةِ، جَمالياتُ الخِطابِ في شِعرِ يَحيَى السَّماوي، دِراسةٌ نَقديةٌ في تَجلِّيَاتِ (تَيَمَّمِي بِرمَادِي). قَيدُ الطَّبعِ، 2021م.

6- جَماليَّاتُ الرَّمزِ الشِّعري في شِعرِ يَحيَى السَّماوي، دِراسَةٌ أُسلوبيَّةٌ في دِيوان (تَيَمَّمِي بِرمادِي). قَيدُ الطَّبع، 2021م.

7- مَقالاتٌ صَحفيةٌ لِمجموعةٍ كَثيرةٍ من البُحوثِ والدِّراساتِ الَّنقديَّة، وَالقراءتُ الفِكريَّةُ في الشِّعر وَالقِصة وَالرِّواياتِ السَّرديَّةِ، وفِي مَيادينِ اللُّغةِ والأَدبِ، مُوزَّعةٌ عَلى أَثيرِ صَفحَاتِ الصُحفِ والمَجَلَّاتِ العِراقيَّةِ وَالعَربيَّةِ، والمَواقعِ المِشباكيَّةِ المُتخِّصِّصةِ بِالثقافةِ والفُنُونِ والآداب. فضلاً عن تقويم الرسائل والبحوث والأطاريح العلمية لطلبة الماجستير والدكتوراه.

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم