شهادات ومذكرات

عذراً يا شاعر الخسارات

thamer ameen"ياروحي ما اظن محب .. ساعة الشّدة ايلوح"

 كم كنت صادقا في رؤياك .. أيها الديواني الباذخ العطاء، فهاهي ذكراك تمر بصمت، دون ان يلتفت اليها أحد، أنت الذي

     (دكيت باب الزمن ...

        لنك بخت مشتعل ويطوف بيك الوطن)

ما أكثر العناوين التي تشرفت بعطاءك وتفاخرت بمواقفك، لكنك يوم غرقت في وحدتك (ماواحد من الناس مد نخوه الكلب وهواس)

للأ سف ياصديقي أنك أدركت ذلك متأخرا ًفأخترت وحدتك مكرها ً، وكنت بداخلك تشتعل ألماً وخيبة

     (يمه عيب نعيش طركاعة الوكت 

        غيره وغفت ...

        غيره وغفت ..)

تخلى عنك من نذرت (أيام الشمس) لغرسه ونثرت سنواتك الجميلة اليانعة في دربه المعبد بالخوف والرصاص .. وكنت في نذرك شجاعاً .. صادقا ً،  وصورة ناصعة للبطولة والتضحية 

     (اكتبني ضوه بكل  حايط أظلم

        فيضّني نهر كل روح يغسلها  

        العطش من يشتهيك ألتم)

وظل حلمك منارة باسقة لم تنحن يوماً لعواصف القهر والتخلف

        (وآني بيك ينام كلبي ويكعد بحومة عذابه

          يمته اشوفك فارس بتالي الدهر يجدح مهابه

          يمته اشوفك .. جفك يجيب الصبح للبيت

          وينام الصبح ويه الزغار)

هكذا عشت الحلم وبقيت شامخاً بثباتك لأنك

        (مانزعت الصبر ببيوت الهواجس

          لا .. ولا دكيت باب الذل)

هجرك من أفنيت قلبك لأجله هامسا ًمتوسلاً

        (خذني بعيونك سوالف ..

           خذني بكليبك حجي

           ولو ثكل ضيم الليالي ..

           اوكع بخدك بجي)

وظلت عيناك ترنو لدربه شابحة متوسلة

       (ردني الوكت هدني، وانت على كحيلك

         تصعد تنوش النجم ، تنزل تجيس الروح

         أتعب واكلك كضت روحي بهواك جروح)

 

رماك الأقربون على قارعة الطريق، ومن قضيت السنوات عند مهده تغني

       (بروحي رنتّ كل معاضيدك .. تراجيك

          يلحبّيب .. ياليضّوي الشيب فيّك)

ولكن أغانيك ضاعت في مهب الريح، أتعبك الانتظار وانت تلهث وراء سراب صحوته

        (وين يبني

          هذا وكت البيه ترد للبيت ... راوي من اللعب

          تعبان ومشابك تذبني)

مضيت بهدوء يامن طرزت سماء الشعر بنجمات وألق قصائدك،  أجل ياشاعر الخسارات وبيانات الزمن المذبوح

         (يلتعب بيك البحر ... مامش جرف لليل

            كل عمرك سفر بالماي ... والسيل اليردك سيل

             يلمشت كل المنايا لصوبك المهيوب)

مضيت وعينك ترنو صوب نخيل العراق وسمائه، مضيت وفي النفس غصة من أحلامك المذبوحة بسكين الخسارات

         (ياعراق .. ياعراق .. تريد من دمنا بعد جم كربلا

            من كربلا

           " سيرا على الاقدام " حتى الفاو  صرنا كربلا

            وانت بعدك ما صرت لسه عراق)

 

  آآآآآه  كم أنت سيء الحظ في حياتك وموتك ياصديقي .

 

في المثقف اليوم