شهادات ومذكرات

ثلاثون عاما في الهباء (2)

emad aliرغم المعاناة التي مرت بها اجيالنا التي صادفت الزمن المعتوه والغدر، فان المبدئيين لم يعتقوا من ما امنوا به وناضلوا بكل معنى الكلمة من اجل ما انتموا اليه عقلا وفكراو تنظيما . غامرنا كثيرا واوصلنا حال العائلة ايضا معنا  الى ماتحت الصفر نتيجة ما عانوه جراء مغامراتنا، ونتيجة الحركات والافعال التي لم تكن من اجل المصلحة الخاصة ابدا ة ابتلت بنا الاهل وتسببنا في تعبهم وتشردهم، وهنا يجب ان نعتذر منهم قبل اي احد اخر، اي انكار الذات والعمل من اجل المباديء كان اهم ما تميز به جيلنا، ولا يمكن لاي منا ان يخلوا من افكار ومميزات ما عاش في وسطه رغم وجود الشواذ التي سبحت عكس التيار واضرت كثيرا بنا، اما لمصالح خاصة شخصية او غرر بهم من قبل البعث ومناوراته وخدعه .

اوصلنا نفسنا الى الانتفاضة العارمة، ورغم قلة الاخبار التي وصلتنا قبلها فاننا تحضرنا وكل حسب ما كنا ميالين اليه لاننا كنا في موضع صعب لما فلعته لنا منظمة راية الثورة من ارتباك حالنا ولم نعلم ما نعمله وضمن اي تنظيم او حزب، نتيجة الانشقاق عن الاتحدا الوطني وسجن الشخص الاول ومن ثم تحرره نتيجة الظروف غير المؤاتية على كوردستان، واستشهد العدد غير القليل من رقفاقنا على يد رفاق الامس دون ان يعلنوا عن ذلك . هذا من جهة، ومن جهة اخرى كسب الاتحاد الوطني بذكاء شخصه الاول وحركاته ومناوراته وتسغلاله لنقاط الضعف في الكثير من التنظيمات ومنها راية الثورة، فكسب احد ما كان يعتبر من قيادات راية الثورة وتنازل عما كان يدعيه من اول الامر لمصالح شخصية الا انه تحرك لولبيا واعاد الاكثرية اي المنشقين في النهاية الى حضن الام بعملية ذكية ناتجة من الاتفاقات السرية في الجبل والمدينة بعد الانتفاضة، وانا كنت ثاني اثنين ممن لم يعود من ضمن حزب كادحي كوردستان الى الاتحاد الوطني الكوردستاني الذي انشقت منه راية الثورة، ويجب ان نقول الحقيقة اننا كنا موالين اكثر من المنتمين عقائديا او مبدئيا الى راية الحرية لكون الشخص الاول من رفاق مدينتنا التي كانت العاطفة هي التي لها الدور البارز في تحركاتنا، وتمت الوحدة مع حزب الكادحين اضطراريا لاسباب ذاتية وموضوعية .

هم وبعد التضحيات واسالة الدماء البريئة عادوا الى حضن من يعتبرونهم غدروا بهم رغم وعودهم بانهم يحافظون على متاريسهم وتراجعوا واذلوا نفسهم ومن معهم وعادوا الى ما كانوا ينتقدونهم مبدئيا وتنظيميا وفكريا، وفلسفيا والمصالح الضيقة غطت على كل تلك الادعاءات . وتسنموا المواقع التي كانوا يعملون ليل نهار من اجلها فقط، واثروا على حساب تلك الدماء الزكية التي غدروا بها ومن رفاق الدرب .

و نحن استمرينا في حزب يعتبر يساريا، ولم نتركه لاننا تمسكنا به في الحقيقة  ليس ايمانا به مبدئيا وفكريا بقدر التزامنا بالوفاء لتلك الدماء التي سالت من رفاق راية الثورة من اجل عدم العودة الى  حضن من سفك دمائهم، لهذا السبب فقط . وهكذا وصلنا الى حال كنا نتوقعه رغم الصمود الذي ابديناه في المقاومة للظروف الصعبة التي مرينا بها، ورغم مقاومتنا من اجل ما اعلناه سابقا فقط، الا انه كان هناك من الكوادر النزيهة والمبدئية التي تعارفنا معهم ضمن حزب الكادحين لا يمنك انكارهم انهم من خيرة المناضلين في كوردستان، وكذلك كان هناك من اتفه الكوادر ومن الفاسدين ايضا معهم  .

ان من خان دماء الشهداء التي ضحوا بسبب عنجهية وعدم تحليل هؤلاء القادة  للوضع والظروف العامة موضوعيا وذاتيا، ارادوا ان يبرئوا ما اخطئوا، بعد عدم تنفيذ اوامرهم بالاعودة واثبتنا لعدم موالاتنا لكا اعتبرناه خطا فضيحانحن الاثنان فقط، حاربونا واعتبرونا نحن من يخون ابناء بلدته، يا للعشائرية المبتذلة في التفكير والتعامل مع الفكر والعقيدة . على الرغم من ذلك فانهم ندموا سريعا مما فعلوه ولم يحللوا الواقع بشكل جيد، على الرغم من عدم اعلانهم لذلك، لتلاقيهم باشخاص ورفاقهم العتيقين وتشفيهم بهم وبما عادوا بنفسهم مذلولين وخانعين الى حضن من انشقوا منهم من قبل، راضين صاغرين .

فاصبحوا ملكيين اكثر من الملك، واستفاد منهم الشخص الاول وحلقة صغيرة فقط، لما فعله من قبل من سياسة فرق تسد في تنظيمات عصبة الكادحين ومن ثم اعادهم بعد انشقاقهم من اجل ذلك الهدف ايضا، لان المنافسين القويين المتعاندين الشخصيين هما كانا لازالا باقيين ضمن تنظيم الاتحاد الوطني الكوردستاني في تلك الحقبة الى ان انشق المنافس الاخر هذه المرة ضمن حركة التغيير التي اعتبرها انا بانها راية الثورة في زمن الحرية والسلطة الكوردستانية، وراية الثورة كانت في زمن الثورة التحررية والمنافسة الشخضية فيما بين الاشخاص الذي انعكسوها على الفكر وليس للفكر والمباديء منها صلة فيهم، الا الكوادر السفلى التي امنت بما قيلت لهم تضليلا من الافكار والمباديء السامية المزرقشة .

في بداية الانتفاضة وتحرير المدن اعدنا جثث من استشهد على يد الحزب الذي انشقت منه راية الثورة،  اي الذي عادت اليه اكثرية من حسبوا انفسهم على راية الثورة الى حضنه مخذولا نادما، بينما وعد الشخص الاول  ومن على قبرهم ورفاتهم بانه لن يترك موقعهم ومتراسهم وما استشهدوا من اجله، ولكنه لم تمر اشهر وترك كل شيء اسمه وعد ومبدا وفكر وتنظيم اسمه راية الثورة، بعدما دخل الى حزب كادحي كوردستان من اجل التمهيد للعودة الى حضن من انشق منه وتسبب في استشهاد الكثيرين بافعاله وتحريكاته .  وللحديث بقية .

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم